أطلق المتأسلمون على انتشار الإسلام السياسي بالصحوة الإسلامية، وكأن الإسلام الديني كان في سبات وهم أيقظوه. والمقصود هنا اليقظة السياسية للإسلام، وليس الصحوة الدينية، لأن المسلمين قبل انتشار الإسلام السياسي كانوا اقرب إلي الإسلام، وأكثر تدينا مما يحدث اليوم في ظل الإسلام السياسي. فاليوم، نشاهد الارتباط القوي بين صحوة الإسلام السياسي وقتل الأبرياء باسم الدين، لذلك أثارت هذه الصحوة ردود أفعال سيئة في الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، ليس ضد الإسلام السياسي فقط، بل ضد الدين الإسلامي أيضا. وإذا عملنا مقارنة بين التدين للشعب الإيراني الان، والشعب التركي الذي يحكمه نظام علماني ديمقراطي، نجد أن معظم الإيرانيين ابتعدوا عن الدين، بينما اقبل الأتراك عليه رغم الجذور الإسلامية للحزب الحاكم الذي تخلي عن فرض النظام الإسلامي، والتزم بالعلمانية واحترام الديمقراطية. لذلك فان هذا الانتشار مزيف، وهو الذي يسبق موت الأيديولوجية لتلك الفئة التي تتخذ من الإسلام ذريعة لتحقيق أهدافهم في السيطرة على الحكم، والتسلط على الشعوب ومقدراتهم، مستغلين المشاكل الاقتصادية لها. إن أبواق الإسلام السياسي فشلوا لجهلهم بتقدم القوانين التي تفرضها الحياة على الشعوب، والتي ينكرونها ويصرون على تخلف شعوبهم. وبهذا فالإسلام السياسي يحمل نهايته، لأنه يسير بعكس حركة التاريخ، لان تاريخ الشعوب لا تقرره العوامل الداخلية بل أيضا العوامل الخارجية، فمصير كل شعب مرتبط بمصير العالم حوله، حيث تتشابك مصالح الدول فيما بينها، وأي مشكلة في أي دولة تؤثر على العالم وتعتبر مشكلة دولية، والدليل على ذلك إسقاط حكم طالبان وصدام. وتعتمد التيارات الإسلامية في نشر أفكارهم وتأطير الناس على الأسباب التالية: 1- استغلال الفطرة الدينية لدى الشعوب الإسلامية، وتفشي الجهل والأمية. 2- الصعوبات الاقتصادية، واستغلال حاجة الناس، وفساد الحكومات. ومع مرور الزمن، أثبتت تلك الفئة فشلها لازدياد الوعي السياسي والفكري لدى الشعوب، واكتشاف كذبها، وبالتالي افتضح أمرهم في معاداتهم للديمقراطية، وحقوق الإنسان، والمرأة وغيرها. ولقد أثبت فوز بعض الحركات والأحزاب الإسلامية سابقا مثل: حزب الله، والأحزاب الدينية في العراق، والأحزاب الإسلامية في الجزائر، والإخوان في الأردن وغيرها، فشلها وجلب الكوارث لشعوبها، والتعجيل في نهاية الإسلام السياسي. لذلك فان أفضل الطرق لتراجع هذه الحركات هو منحها الفرص ووضعها على المحك، وبذلك سيثبت فشلها ويكتشف حقيقتها، وهذا ما حصل في كثير من البلاد مثل: إيران والعراق والجزائر. ومن الدلائل على بداية نهاية هذه الحركات والأحزاب في البلدان الإسلامية ما يلي: 1- في باكستان لم تحصل الأحزاب السياسية على أكثر من 11% من مجموع أصوات الناخبين. 2- هزيمة التيار الإسلامي في انتخابات البرلمان في الكويت، حيث فازت أربع نساء ولأول مرة في تاريخ الكويت عام 2009. 3- هزيمة الأخوان المسلمين في الأردن في انتخابات 2007 من 17 مقعد إلى 6 مقاعد. 4- تقلص عدد المصوتين للتيار الإسلامي في جميع الدول العربية مثلما حصل في الجزائر والمغرب وغيرهما. 5- هزيمة التيار الإسلامي (حزب الله ) في لبنان في انتخابات 2009. 6- التحسن الملحوظ في انتخابات مجالس المحافظات العراقية، والانحسار الواضح للتيارات الإسلامية. إما إذا ما اجريت اليوم انتخابات ديمقراطية تحت إشراف الأمم المتحدة في كل من: السعودية، وإيران، والسودان وغيرهما، ستفوز القوى الديمقراطية، وستخسر التيارات الإسلامية إذا لم تنتهي ومسؤولي التيارات الإسلامية يعلمون هذا، لذلك فإنهم يحاولون فرض إرادتهم على الناس بالقوة ورفض الانتخابات، لهذا فإن لجوء الإسلاميون للعنف وفرض أنفسهم بالقوة لدليل على ضعف أفكارهم وبرامجهم، ولذلك مهما حاولت التيارات الإسلامية فان قرب نهايتها قد أوشك على الانتهاء.