افتتحت قمة دول عدم الانحياز في طهران الخميس بحضور رؤساء دول او حكومات او مسؤولين كبار من الدول الاعضاء ال 120، تامل ايران من خلالها الحصول على دعم في مواجهة الغرب فيما ينتظر ان تكشف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان طهران تواصل تطوير برنامجها النووي المثير للجدل. وهذه القمة ال16 لحركة عدم الانحياز ستعطي ايران الرئاسة الدورية لثلاث سنوات لهذه المنظمة التي ترغب طهران في تنشيط دورها لمواجهة القوى الكبرى وخصوصا الغربية منها. وبمبادرة من طهران، يرجح ان يدين البيان الختامي للقمة العقوبات الاحادية الجانب التي يفرضها الغربيون على عدد من أعضاء المنظمة، وفي مقدمها ايران، بسبب سياستها النووية او انتهاكاتها لحقوق الانسان. كما يدين مشروع البيان الختامي كل اشكال "العقوبات الاقتصادية" و"الضغوط السياسية "والاعمال العسكرية" وخصوصا "الهجمات الوقائية" التي تهدد كل من اسرائيل والولايات المتحدة بشنها ضد الدولة الاسلامية. وتتطرق الوثيقة ايضا الى عدد من القضايا التقليدية للمنظمة التي أسستها دول ناشئة عام 1961 لايجاد نوع من التوازن وسط هيمنة الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في حينها. وفي هذا السياق يدعو مشروع البيان الختامي الى ارساء "ديموقراطية" في مجلس الامن الدولي للحد من هيمنة الدول الكبرى وعلى راسها الولايات المتحدة المتهمة باستخدام هذا المنبر للدفاع عن مصالحها السياسية. كما يؤكد مشروع البيان دعم دول الحركة لقيام دولة فلسطينية في حدود 1967 بهدف التوصل الى "سلام عادل" في الشرق الاوسط، بالاضافة الى ادانة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية. وستجدد القمة دعمها لحق كل الدول في الحصول على الطاقة النووية لاغراض سلمية في صدى للموقف الايراني المعلن دفاعا عن برنامجها النووي بوجه الدول الكبرى التي تشتبه في سعي طهران للحصول على السلاح النووي، على الرغم من النفي الايراني. وتامل ايران ايضا في الاستفادة من هذه المناسبة لكي تثبت ان الغربيين لم يتمكنوا من عزلها. ورغم معارضة اسرائيل والولايات المتحدة حضر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى طهران للمشاركة في القمة. لكن بان كي مون استفاد من فرصة وجوده في طهران الاربعاء لمطالبة المسؤولين الايرانيين الذين التقاهم اتخاذ اجراءات "ملموسة" لتهدئة المخاوف بشان البرنامج النووي لبلادهم. من جهة اخرى، شدد الامين العام للمنظمة الدولية خلال لقائه الرئيس الايراني على ان "حقوق الانسان في ايران تبقى موضع قلق" وانه "ينبغي احترام الحقوق المدنية والسياسية الاساسية" للايرانيين. لكن الصورة الايجابية التي تريد ايران ايصالها للعالم في مناسبة عقد القمة يمكن ان يطغى عليها الخميس والجمعة نشر اخر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يرتقب ان يكشف ان طهران تواصل توسيع انشطتها النووية رغم عدة قرارات صادرة عن الامم المتحدة. وكالات