- مع ما حملة من خطاب لمنظميه وقياداته ، اثار اجتماع للجناح القبلي الديني في حزب الاصلاح –الذراع السياسية للاخوان المسلمين في اليمن- وعقد بصنعاء يوم السبت بحضور عشرات المسلحين ، اثار موجة من ردود الفعل والانقادات اللاذعة من قبل سياسيين ونشطاء ودعاة للدولة المدنية في منعطف التحول الجاري بالبلاد على قاعدة التسوية الخليجية. وكان الشيخ صادق الاحمر المتزعم لهذا الاجتماع بوصفه تحالف لقبائل اليمن وراعيا للتغيير وحمايته، هدد في كلمة افتتاحية لاعمال انعقاده ، باستخدام القوة مع الجنوبيين اذا لم ينصاعو للوحدة ، ومع الحوثيين اذا لم ينصاعوا للدولة واستمروا بفرض معتقداتهم، فيما راه مراقبون تناقض بارز من شخص وقوى تدير الصراع في البلاد وتظهر حضور موصوف بقيادتها للثورة على نحو متمرد وبقوة السلاح على النظام والقانون والسلطات ، والتسوية الخليجية، متفاخر بمكون دولة داخل الدولة ، حتى داخل العاصمة. وفيما وصف رئيس منتدى التنمية السياسية علي سيف حسن ، ما أطلقه صادق الاحمر بانه "داعي للحرب على الجنوب" ، وانه "لن يتجاوز تأثيره معقم داره"، غير انه اكد انه "يمثل أقبح اهانة للدولة بكل مكوناتها التنفيذية والتشريعية وللمؤسسة العسكرية ان كان مازال هناك لدينا مؤسسة عسكرية"-حد قوله. وبجانب ذلك اضاف حسن تعليقا على الاجتماع القبلي وخطاب الاحمر ، بوصفه" يمثل اقبح اهانة لحزبه وللمنظومة السياسية بشكل عام" ، معربا عن ثقته بان "لا احد من حزبه سيرد عليه ولا احد سيدافع عن صلاحيات رئيس الجمهورية وبقية مؤسسات الدولة". وعلى نحو ساخر من اجتماع التحالف القبلي وخطابه، وصف الكاتب الصحفي شفيع العبد ، الشيخ صادق الأحمر ب""الكائن الخرافي الذي لا يُحتمل غباءه، كونه يرفض الإنتماء الى العصر، ويعشق التمترس في عمق كهوف ما قبل القرون الوسطى كلما حاول الخروج منها تستفزه "المدنية"، ويصيبه "النضال السلمي" بالعمى"". وأضاف "هذا الكائن يرقد على اموال لاطائل لها وتحيطه مختلف انواع الأسلحة والمدججين بها، ويضحكني عندما يتحدث عن الدولة المدنية، ويسوق النصائح للحراك الجنوبي السلمي وللحوثيين، متوهماً بإن تصريحاته تلك ستبقى مصدر إزعاج. وتابع "يضحكني اكثر حين يطالب الحوثيين بترك السلاح، بينما هو يعيش وسط سوق اسلحة، ولا أظن هناك عاقلاً يملك شأن هذا الكائن لمطالبته بزجره، لذا ليس امامنا الا تحمل مزيداً من الغباء المسكون تحت عمامته". من جانبه رأى الاكاديمي والمحلل السياسي نجيب غلاب بان الاجتماع القبلي الذي عقد في صنعاء اليوم برأسة الأحمر وقيادة رموز اخوانية "بداية لتكرار التاريخ"، معتبرا بأنها "محاولة لابتلاع التغيير ومصادرة النتائج المفترض ان نصل إليها".. واذ تسال "لماذا تفشل القوى المدنية وتضعف الدولة فتبرز الحركات الدينية وقوى القبيلة في كل لحظة تحول جادة،غبما عادة ما تبعث القوى المدنية وعي الحرية وننتهي بالوعي القبلي؟" ، اعتبر أن "القوى المدنية تتخبط بين التيارات الدينية والقبلية ولا عمل لها إلا ملاحقة اصحابها وتشويه تكويناتها"، مضيفا بانها "مشتتة منقسمة انتهازية فوضوية مغرورة،صوتها مرتفع وفعلها خامل وطنينها بلا معنى واضح". وطبقا لغلاب ، فان اللعبة التي يديرها اليوم "آل الاحمر –الشيخ واللواء علي محسن مع الاخوان قد تقود حاشد وبعض القبائل اليمنية الى محاضن الحوثي ان لم يتمكنوا من التحرك بطريقة صحيحة في رقعة شطرنج اللعبة السياسية، محذرا من "صراعات دامية داخل كل قبيلة والقبائل فيما بينها لفترة نتيجة هذا التوجه". واضاف "الانقسامات التي يتم نقلها من السياسة الى بنية القبيلة لها مخاطر كثيرة على الدولة ووجودها وعلى دور القبيلة في المرحلة القادمة،ولن تتمكن لجنة قبلية من فك الاشتباكات فاللجنة العسكرية عجزت عن حل الانقسام في الجيش حتى اللحظة فكيف سنحل الانقسام في المجتمع الذي يتسع كل يوم". وفيما لم يستبعد نجيب غلاب "ان الوجبة القادمة ستكون صنعاء من خلال حرب شوارع تديرها مليشيات طائفية، أما الجنوب فسيشتعل بحرب لها عناوين كثيرة، وقد يدار صراع صنعاء في الجنوب ايضا" ..رأى امكانية حل الاشكالية، واعادة بناء لحمة الدولة وترسيخ شرعية مؤسساتها عبر ما اعده" اتفاق يؤسس لتصالح بين الاطراف المتنازعة مساند وداعم للمبادرة الخليجية".