في ظل التوتر المتزايد في اليمن ، أطلق الرئيس عبدربه منصور هادي، السبت، مبادرة جديدة بما يشبه «إبراء ذمة » إزاء الحوثيين، تتمثل بمواصلة اللجنة الرئاسية المكلفة بالتفاوض مع قيادات جماعة الحوثي "أنصار الله"، مهامها متوسعة بلجنة خبراء اقتصاديين خلال مهلة 4 أيام ، لدراسة كل المقترحات المقدمة من بعض الأحزاب والقوى السياسية كحلول ، وبلورة اتفاق مع الحوثيين لينهي الازمة القائمة وتصعيد الجماعة، ويسهم في إعادة الأوضاع إلى طبيعتها في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات . جاء ذلك في مخرجات اجتماع انعقد السبت في القصر الجمهوري بصنعاء برئاسة الرئيس هادي وضم قيادة وأعضاء مجلس الوزراء ومجلسي النواب والشورى وقيادات الأحزاب والجيش والأمن، إضافة إلى ممثلين عن المرأة والشباب ومنظمات المجتمع المدني ، تم فيه الوقوف أمام ماَلات الازمة القائمة بين السلطة ، وجماعة "أنصار الله"، المعروفة إعلاميا باسم جماعة "الحوثي" والتي تطالب بإسقاط الحكومة، والجرعة السعرية مصعدة الاحتشاد المسلح عند مداخل صنعاء ونصب مخيمات احتجاجات انصاره في قلب العاصمة وامام وزاراتها . خطاب ومبادرة رئاسية ..وانزعاج وقال سياسيون حضروا لقاء اليوم أن مبادرة الرئيس هادي بجانب خطابه الذي القاه ، خيب اَمال بعض الاطراف المتطرفة في السلطة بدعم نافذين ساعية لتفجير الاوضاع عسكريا ، وبلوغ قرار بإعلان الحرب ضد جماعة الحوثي ، حيث جدد هادي التأكيد على ضرورة الاصطفاف الوطني ونبذ العنف والالتزام بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وتجنب التهديد باستخدام القوة لإجبار الحوثيين على رفع الطوق المفروض على العاصمة. واعتبر مراقبون أن الكرة الآن في معلب الحوثي وأن التصعيد أو عدمه مرتبط بكيف سيكون رد وتعاطي الحوثي مع ما وصفوها بمادرة إبراء الذمة . وقال هادي في خطابه أن " اليمن يواجه اليوم تحديات مصيرية تستهدف وجوده وكيانه ومكتسباته التي تحققت بفضل تضحيات أجيال من اليمنيين ". واضاف " لقد بنيت وثيقة مؤتمر الحوار على توافق غير مسبوق في التاريخ اليمني ، وهو توافق شهد له القاصي والداني".. داعياً جميع اليمنيين واليمنيات أن يكونوا قوى إيجابية للضغط باتجاه تنفيذ مخرجات الحوار الوطني . وتابع الرئيس هادي يقول" أكدت سابقا وأكرر اليوم بأنني حريص على كل مواطن من أقصى المهرة إلى أقصى صعدة ، وبأنني لن أسمح لأي عابث بأن يهدد أمن واستقرار اليمن ولا يحق لأي جماعة أن تكون وصية على هذا الشعب العظيم باستخدام ذرائع بالية ، كما لا يحق لها أن تتعهد للناس بشيء وجميعنا يعلم أنها تنقض كل اتفاق". ودعا هادي الأطراف التي تغرد خارج السرب أن تعيد حساباتها وتلتزم بما أجمع عليه اليمنيون وأن تعمل على تحقيق أهدافها وطموحاتها عبر الأطر السياسية والمؤسسية التي كفلها الدستور وعبرت عنه وثيقة الحوار الوطني بشكل لا لبس فيه.. مشيرا إلى أن الدولة مسئولة وضامنة لهذه الاتفاقيات وتحقيق الشراكة الوطنية روحا وفعلا . وقال "مددنا يد السلم دوما وليس ضعفا منا ولكن حرصا على تجنيب البلاد ويلات حرب أهلية لا تبقي ولاتذر وإدراكا منا أن لغة العنف سوف تحرق الأخضر واليابس، بل وستبدد كل طاقاتنا التي يجب أن نسخرها الآن للتنمية والبناء ، كما ستحول البلاد لساحة احتراب لقوى خارجية لا يهمها اليمن ولا اليمنيين ". وأضاف" إن قرار تصحيح أسعار المشتقات النفطية كان خيار الضرورة لتجنب انهيار البلد ، أقول هذا وأنا أدرك تماما معاناة الناس بعيدا عن المزايدات السياسية ، لذا وجهت بحزمة من الإصلاحات الاقتصادية ابتدأت بإجراءات تقشفية تستهدف مسئولي الدولة وشملت إجراءات لدعم القطاع الزراعي والسمكي ، بالإضافة لاعتماد مئات الآلاف من حالات الضمان الاجتماعي الجديدة ، كما وجهت بدراسة كل المقترحات والمبادرات التي قدمتها القوى الوطنية في هذا الشأن". *مهام ....وترقب من جانبه كشف مصدر في اللجنة الرئاسية المكلفة بعقد لقاءات مع قيادات جماعة الحوثي "أنصار الله"، عن أن الرئيس هادي كلّف اللجنة الرئاسية باستكمال المهمة المتمثلة بالتحاور مع جماعة الحوثي، مشيراً إلى أن هناك تقارباً وتفاهمات ستوصل إلى اتفاق. وطبقا لوكالة خبر الاهلية ، تمنى المصدر: "أن يتم خلال الأربعة الأيام القادمة التعاون من أجل أن يتم إنجاز اتفاق يضمن كثيراً من المواضيع التي تهم الشعب اليمني"..وأضاف : "كما يبدو، فإن هناك مستجدات وتقارباً سيؤدّي للوصول إلى اتفاق". وتوقّع المصدر بأن اللجنة الرئاسية ستجري مفاوضاتها مع الحوثي في العاصمة صنعاء؛ لكنّه قال: "هناك احتمال أن يتم انتقال اللجنة إلى محافظة صعدة؛ إلا إذا كان هناك تفاهمات فلا داعي لأن ننتقل إلى صعدة". وتابع المصدر: "الحل سيتم من خلال تنفيذ اتفاق بين اليمنيين فيما بينهم أفضل من التدخل من هنا أو هناك، وهذا يعد مشكلة في الإدارة اليمنية". وأردف المصدر قائلاً: "على الجميع أن يعي أنه يجب أن نتفق كيمنيين فيما بيننا لكي لا يتم فرض تدخلات، فكلما كانت هناك اختلافات تكثر التدخلات الخارجية من هنا وهناك"، مؤكداً "يجب علينا جميعاً أن نعي المخاطر وكيمنيين يجب أن نرتقي لنصل إلى حلول مرضية للشعب".