من الواضح أن الأزمة الأخيرة حول سقطرى كشفت الصورة الواقعية التي لم يعد بمقدور حزب الإصلاح إخفائها ولبس القناعات الزائفة. فقد انتقل حزب الإصلاح رسميا" من المنطقة الرمادية التي ظل يلعب فيها خلال سنوات الحرب وانتقل الى المواجهة العلنية مع التحالف العربي وهو ما يعني أن الإصلاح حسم خياره بالوقوف مع التحالف الإخواني القطري التركي في المنطقة وضد التحالف العربي. الكثير من الكتاب والسياسيين والصحفيين كانو يدركون هذه العلاقة مبكرا" وكانت اصواتهم تعلو في كل فترة تطالب بمواقف صريحة وواضحة من الحزب علها تبدد حالة الإنفصام التي يسلكها الحزب تجاه التحالف وتجاه قطر وتركيا. وكان الإصلاح يبرر ذلك انها ليست مواقف رسمية للحرب ولا تعبر عنه! لكن ما حدث مؤخرا" من استخدام الإخوان للأطر الرسمية للحزب في مهاجمة التحالف كشف حقيقة زيف كل تلك التبريرات والمغالطات التي حاول الحزب تضليل الناس بها. إن استخدام الحزب للمواقع الرسمية في الدولة لتسويق وجهة نظر الإخوان المسلمين وتوجهات قطر وتركيا واقحام الحكومة بسيل من التصريحات لوزراء الحزب في تمرير مخطاطاتهم واهداف وتحولهم الى مصادر مسؤولة وحكومية تسوق التصريحات اليومية لقنوات الجزيرة والإعلام الإخواني والحوثي ، كل ذلك يؤكد ان الإصلاح خرج من المنطقة الرمادية واختار المواجهة المباشرة ضد التحالف خدمة لأهداف الجماعة وتنفيذ لتوجيهات قطرية تركية. وهو اصطفاف واضح لم يعد بمقدور اليدومي او الأنسي او شمسان تبريره او التنصل منه مالم يصدر اليدومي بيان رسمي ينفي صلة الحزب بالوزراء المشاركين في الأزمة او المسؤولين المحرضين عليها ، فهل سيخرج اليدومي للعلن لينفي كل تلك التصريحات ويستغيث " لا تتركونا في منتصف الطريق"