رفض البابا فرنسيس التعليق على الاتهامات التي وجهها إليه السفير السابق للفاتيكان في واشنطن بالتستر على كاردينال أميركي اتهم "بسلوك لاأخلاقي" وأوصى باللجوء إلى الطب النفسي عندما يلاحظ الابوان وجود ميول الى المثلية لدى ابنائهم في سن الطفولة. وقال البابا للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته إلى روما في ختام رحلة استمرت يومين لإيرلندا "لن انبس ببنت شفة بشأن هذا الامر. اعتقد ان البيان يتحدث عن نفسه". والبيان الذي تحدّث عنه البابا هو رسالة مفتوحة نشرها في نهاية هذا الاسبوع السفير البابوي السابق في واشنطن واتّهم فيها البابا بأنّه ألغى عقوبات فرضها سلفه البابا بنديكتوس على ماكاريك وبأنه تستّر على إفادات لأفراد من داخل الكنيسة يؤكدون فيها أن الكاردينال مثليّ واعتدى جنسياً على رجال كنيسة وكهنة شبان. وأكد المونسنيور فيغانو (77 عاما) الذي كان قاصدا رسوليا في واشنطن بين 2011 و2016، أن "الفساد بلغ قمة هرم الكنيسة" وذهب إلى حد المطالبة باستقالة البابا. وأضاف البابا في تصريحه للصحافيين "قرأت صباح اليوم البابا. اقرأوا البيان بعناية وأحكموا عليه بأنفسكم". وأضاف "لديكم القدرة الصحافية الكافية للتوصل الى استنتاجات. هذا عمل ثقة. عندما يمر بعض الوقت وتكون لديكم الاستنتاجات عندها ربما اتكلم عنه ولكن أودّ من نضجكم المهني أن يقوم بهذا العمل". والرسالة الواقعة في إحدى عشرة صفحة نشرت في وقت واحد السبت في عدد كبير من المنشورات الكاثوليكية الاميركية، التقليدية او المحافظة جدا، وفي صحيفة يمينية ايطالية. ويؤكد ان البابا السابق بنديكتوس السادس عشر فرض عقوبات قانونية على الكاردينال ماكاريك في أواخر العقد الفائت. وتعين على الاخير مغادرة المدرسة الدينية التي كان يقيم فيها وتجنّب اي اتصال بالناس والانصراف الى حياة توبة. - طب نفسي - أوصى البابا فرنسيس في مؤتمره الصحافي باللجوء إلى الطب النفسي عندما يلاحظ الآباء وجود ميول الى المثلية لدى ابنائهم في سن الطفولة. وكان يرد على سؤال لصحافي عما يمكن أن يقوله للأهل الذين يلاحظون توجهات مثلية لدى أبنائهم. وقال الحبر الأعظم "أقول لهم أن يصلوا أولا وألا يدينوا وأن يحاوروا ويفهموا ويعطوا مكانة لابنهم او لابنتهم". وفي الوقت نفسه، رأى أنه يجب أن يؤخذ سن الأشخاص في الاعتبار. وقال "عندما يظهر ذلك منذ الطفولة، هناك الكثير من الأمور التي يمكن فعلها عن طريق الطب النفسي لنرى كيف تسير الأمور". وأضاف أن "الأمر مختلف عندما يظهر ذلك بعد سن العشرين". وتابع "لن أقول أبدا أن الصمت دواء. تجاهل ابن أو ابنة لديه ميول مثلية هو خطأ في رعاية الأب أو الأم". من جهة أخرى أكد البابا في ختام زيارته لإيرلندا التي هيمنت عليها قضية الاعتداءات الجنسية لرجال دين كاثوليك على أطفال، أنه شعر "بألم كبير" عندما تحدث السبت مع ثمانية من ضحايا هذه الاعتداءات. وقال "شعرت بألم كبير. أعتقد أنه كان يجب الإصغاء لهؤلاء الأشخاص الثمانية". وأضاف "من هذا الاجتماع خرج الاقتراح -- الاقتراح أعددته بنفسي لكنهم ساعدوني في القيام بذلك -- طلب الصفح اليوم خلال القداس لكن حول أمور ملموسة". وكان البابا طلب خلال قداس الأحد في دبلن اختتم به زيارة استمرت يومين لإيرلندا، "الصفح" من كل ضحايا التجاوزات بسبب لائحة طويلة من القضايا. وفي بداية حديثه مستخدما لغته الأم الاسبانية خلال القداس، أطلق الحبر الأعظم سلسلة من طلبات "الصفح" موجهة إلى "الناجين من تجاوزات السلطة وتجاوزات الضمير والاعتداءات الجنسية". وأورد البابا لائحة لكل "الجرائم" وخصوصا تلك التي وقعت "في مؤسسات يديرها كهنة أو راهبات وطلب الصفح من "الأطفال الذين أبعدوا عن أمهاتهم" لأنهن حملن خارج إطار الزواج. - "الأشخاص المناسبون" - بين الضحايا الذين التقاهم الحبر الأعظم في دبلن مستشارته السابقة حول قضايا الاعتداءات الجنسية على الأطفال من قبل رجال الكنيسة ماري كولينز التي تعرضت في سن الثالثة عشرة لتجاوزات جنسية من قبل كاهن. وقد انسحبت من لجنة لمكافحة التحرش الجنسي بالأطفال مشيرة إلى العقبات التي يضعها بعض رجال الكنيسة. وانتقدت خصوصا تخلي الفاتيكان عن اقتراح للبابا بإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة الكهنة التي ارتكبوا اعتداءات جنسية أو تستروا عليها. لكن البابا برر ذلك للصحافيين بالقول "رأينا أن هذه المحكمة غير قابلة للاستمرار وليست عملية بسبب الثقافات المختلفة للكهنة الذين يجب أن يحاكموا"، موضحا أن هيئة محلفين من رجال دين تشكل لكل حالة على حدة. وقال أن "محكمة ستحاكم كاهنا ولكن ليست المحكمة نفسها في كل مرة". من آخر المحاكمات التي نظمت تلك التي خضع لها اسقف غوام المونسنيور انتوني أبورون الذي تمت محاكمته في الفاتيكان بعد اتهامات باعتداءات جنسية على أطفال. واستأنف الاسقف الحكم واستخدم الحبر الأعظم حقه في البت في طلب الاستئناف بمساعدة لجنة خبراء القانون الكنسي. وبشكل أوسع، أكد البابا أن المجتمع بأكمله يجب أن يشارك في مكافحة الاعتداءات الجنسية، مكررا بذلك رسالة وجهها قبل أسبوع إلى 1,3 مليار كاثوليكي في العالم. وقال "في مرات عديدة يقوم الأهل بالتستر على الكهنة الذين يرتكبون تجاوزات ويقنعون أنفسهم بأن هذا غير صحيح". وأضاف أنه يجب التحدث "إلى الأشخاص المناسبين" ويمكن أن يكونوا قضاة أو كهنة. ولا يعارض البابا إجراء تحقيق في حالة وجود شبهات شرط ألا يعتبر الشخص مذنبا مسبقا، كما قال مشيرا إلى مجموعة كهنة اتهموا ظلما باعتداءات جنسية على أطفال في اسبانيا وتم رد الاعتبار لهم في وقت لاحق.