ما إن انكشف المسلمون في أحد حتى تسلل الشك والريب في نفوس ضعاف النفوس، وتسألوا، كيف يكون رسول من عند الله ولم ينصره الله؟ كيف يكون مبلغ عن الخالق وقد حدث له من الأذى ما حدث؟ فيأتي الجواب ممن لا تخفا عليه خافية، ليظهر هذه الآراء المخالفة لميزان الكون، (...)
لقد سطر لنا التاريخ مواقف كان لنا فيها قدم السبق في التقدم العزة والشكيمة وذلك عندما كنافي عنفوان التمكين الذي هيأه لنا سلفنا الصالح؛ من صفات حميدة، وعلوم غزيرة، وهيبة في صدور العدى، من تلك المواقف التي اذهلتني وأنا أطالع تاريخ الأندلس (أسبانيا) (...)
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أن فقدت الأمة خلافتها التي ورثتها عن أولئك الأمجاد الذين الذين كانت لهم اليد الأولى في تشييد وبناء عهد جديد، يختلف عن العهد الذي ورثوه عن أبائهم من الاقتتال والسلب والنهب فيما بينهم، حتى استدار الزمن لنعود إلى أكناف تلك (...)
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ضُربوا وأُوذوا وسُحبوا وجُوعوا، وما ذاك إلا لأنهم يدعون إلى دعوة الحق، ولكن لماذا لا ننتصر لماذا نؤذى، ونضطهد هل نحن على الحق!؟ فيأتي التوجيه المتيقن بغلبة الحق على الباطل، وإن طال الأمد، وقل الناصر وإن تهاوى الليل بأستاره (...)
، ادفع السيئة بالخصلة التي هي أحسن بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه، ليرده عنه طبعُهُ الطَّيب الأصل إلى الموادة والمصافاة، خصوصًا من له حق كبير عليك، كالأقارب، والأصحاب، ونحوهم.
فالدفع بالتي هي أحسن على ثلاث درجات: أدناها أن تصفح عن سيئة، وما (...)
تلك التي تمرق من الفم مروق السهم من الرمية، وليس لشيء إلا لتصيب الهدف؛ فترديه قتيلاً، أو تشل حركته، إنها التهمة التي قد يحصل بها المراد وخصوصاً إن وافق الاسم المسمى، وقد تصطدم بجسم صلب لترد على صاحبها؛ ليس لتصيب موضع منه بل لتتفرق على جميع كيانه!
إن (...)
لقد قتل، وشرد، وعذب، وأرهب، واستباح ما لا يستباح! واخترق الأعراف وما ذاك إلا لرؤيا رآها في منامه، ففسره بأن هناك من يأتي لينتزع ملكه ويسلبه ما توارثه من آبائه من أمد بعيد، والأمر كذلك ولكن لا ينجي حذر من قدر، قد على في الأرض باستخفافه لرعيته (...)
رأى أحد الكتاب رئيساً يشير بيده في ساحة بغداد إلى الجمهور الغفير الذين احتشدوا ليهنئوه بالنصر في معركة دامت سنين فتسأل: هل هذه إشارة نصر أم هزيمة؟ هل نفرح أم نحزن؟ إن المعركة التي خاضها أمام أهل ملته، وإن خالفوه المذهب كما يدعي، ألا يدري بأن من بين (...)
فطرة مغروسة في قلب كل إنسان مهما حاول إنكارها، أو كبتها، أو التملص عنها إنه شيء في كيانك ولا يمكن التخلي عنه، إنه حب الوطن. من أجله تسافر أسراب الطيور، وأنواع الحيوانات مهما بعدت لتعود في الأخير إليه فكيف بمن وهبه الله العقل والعاطفة. فمن لديه كوخاً (...)
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تحدث الحجاج بهذا الحديث، هكذا اعترض الحسن البصري رحمه الله معاتباً الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه بسبب تحديثه لطاغية عصره أمير العراق الحجاج بن يوسف الثقفي بحديث العرنيين، إذاً لماذا اعترض الحسن على إيصال علم يحق لكل أحد (...)
ذاك الذي ملك من الدنيا الكثير، عمر شيد، ثم جعل أفواجاً من الناس تهوي إليه لتبني ذلك الصرح العظيم إنه من عظماء ملوك الدنيا إلا أن ذلك غره فظن أن لا يقدر عليه أحد بل بث في الناس أنه يعطي ويمنع، يحيي ويميت مع كل هذا إلا أن الخالق الودود سبحانه أرسل (...)
وجه ملك الإنس، والجن وكذلك الطير برسالة من فلسطين إلى مأرب اليمن مع خبير الاستطلاع لتلك المنطقة فأوصاه بعد أن يسلم تلك الرسالة بوصية فقال له: { ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون } تول عنهم: تنح إلى مكان قريب وكن قريب منهم ثم تأمل وتفكر ما يقولونه بمسمع (...)
إن فطرة الإنسان تميز بين الخير والشر، والصالح والطالح، والظلم والعدل، وهذه الفطرة هي التي تميز الإنسان عما سواه، ولكن هاهو ذا الإنسان الذي كرمه ربه يهدر هذه الفطرة أكثر ممن لا يتمتعون بها، وإنه يظلم أبنا جنسه يقتلهم، ويشردهم، ويوجه إليهم كل شر (...)
عندما يدعو الداعي إلى دعوة ما ويرى أنها هي الدعوة الحق ثم يواجه بالصد والرد من قبل الداعين بأنواع السباب والشتائم كثيراً ما يتملكه الحزن والأسى لعدم قبول هذا الحق فلذا يرشد الله سبحانه وتعال إمام الداعين بقوله: { لست عليهم بمصيطر } لست بمتسلط عليهم (...)