" ...ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" .....هنا الخطاب مقترن بالقوم....لا بالمؤمنين...والديمقراطية تطورت فى بلاد الغرب وتستنسخها مختلف الشعوب . والمثل الصينى يقول "الانسان يكتب قدره بيده"... من الذى يشكل حيا ة الفرد الا يقرر الانسان اى فهم وسلوك وممارسات يختار ؟!... على اساس هذه المسؤلية الفردية والخيار فى صنع القرار الفردى يحاسب ايضا القانون فى الدنيا ويحاسب ربنا العباد كذلك فى الاخرة "وجئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة" ...و"لا تزروا وازرة وزر اخرى"..! لن يتحمل فرد قرار فرد اخر اذن أوالنتائج المترتبه على ذلك القرار لا بمنطق قانون الدنيا ولا بمنطق عدل الله يوم الحساب فى الاخرة..! لكن مناهج التربية والتعليم والحكم وربما الحوار قريبا لدينا دوما تمثل مناهج تطويع وتجويع لبناء شبكات من المريدين الذين لا يجدون بديلا ناصرا عن تلك الشبكات...فيظل الآمر لها والنهى والتحكم.. بينما الديمقراطية فى جوهرها كثقافة وممارسة لا تفعل شيئا سوى تمكين كل فرد من التفكير والاداء السليم لتحمل مسؤلية وجوده ومسؤلية تحقيق مصالحىه فى سياق تعاون وتكامل مصالح مجتمع قريب ومجتمع اشمل متشابك بعيد كل ذلك على اسس واضحة من المبادئ اهمها العدل والشفافية والنقد . الديمقراطية كمقاربة مثالية للعيش والحكم، تعلم الفرد منذ نعومة فهمه كيف يفكر وكيف يقرر وكيف يتحمل مسؤلية خياره وقراره لمصلحة الفرد فى سياق تظامن وتكامل مصلحة المجتمع. كثيرون لا يزالون يعتقدون ان الديمقراطية هى فقط حزب مختزل فى شخص طاعته واجبة أوهى سلم للوصول الى الكرسى والتماهى معه وفيه. فهل سنُغيَر الديمقراطية ام ستُغيرُنا...؟! هل سنغير الديمقراطية كل على مقاسه ام ستغيرنا كلنا هى على مقاسها...؟! هل سيُفَصِل كل منا الديمقراطية على مزاجه ام ستغيرنا هى على كيفها......ومزاجها حيث يمكن عندها ان نتلاقى اولا كأخوة فى الانسانية ذوى احتياجات وطموحات وقيم متناظرة لا اعداء متكارهين فى الدين والوطن ... كل يستبيح دم الاخر وحقوقه دون هوادة.. ويدعى انه الاصلح والاقورى وكل كافر بنظرية داروين ايضا شفهيا لا عمليا على ما يبدوا... !! هذا وعاد مؤتمر الحوار لم يبدأ مباشرة...! ملاحظة (1) على فكرة المجتمعات تستنسخ الديمقراطية تباعا كوسيلة لأدارتها وتحقيق العدل والنماء فيها - ونجح العديد منها - لكن جل العرب واحزابهم لا يزالون يرسخون الديمقراطية على انها مناوبة فى تسلم خزينة المال وسطوة النفوذ والاستفادة منها للأقرب فالاقرب فالمطيع فالاطوع ...وتستخدم السلطة لتعزيز وتمويل شبكات المريدين وللمواطن الجحيم فىى كل الظروف سابقا ولاحقا وكل "يمشع" له دليل... وللحديث بقية.