قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن معارك الشوارع في شمال اليمن تعرض المدنيين للخطر وأن النساء والأطفال والرضع يجبرون على الفرار على طرق مزروعة بالألغام. كما قالت المفوضية إنها تنتظر الحصول على تصاريح امنية لفتح ممر إنساني من السعودية إلى المنطقة الحدودية على الجانب اليمني حيث يوجد أكثر من إلفي نازح في حاجة ماسة للخيام والمساعدات الأخرى.
ونفى الحوثيون يوم الأحد اتهامات الحكومة اليمنية بأنهم خرقوا الهدنة وقالوا إن السلطات تستخدم القضايا الإنسانية كذريعة لمواصلة الهجوم عليهم في الشمال.
وقال إندريج ماهيسيك المتحدث باسم المفوض السامي للاجئين بالأممالمتحدة في بيان صحفي "القتال الضاري بين قوات الحوثي والقوات الحكومية في مدينة صعدة بشمال اليمن وما حولها مستمر في تجاهل سلامة وامن السكان المدنيين على نحو تام."
وأوضح أن القتال عزل المدينة والسكان يفتقرون إلى الماء والكهرباء وأن إمدادات الغذاء بدأت تنفد.
وأضاف أن معارك الشوارع مستمرة في الاندلاع في عدة مناطق من صعدة والجزء القديم من المدينة. وتابع "معظم النازحين عالقون ومعرضون بشكل خطير للقتال إذ أنهم لا يستطيعون الوصول إلى مناطق أكثر أمنا.
وقال إن الناس الذين يفرون من منطقة الملاحيط التى تقع مباشرة إلى الجنوب الغربي من مدينة صعدة قالوا إنها أصبحت ساحة قتال.
وأوضح أن الذين يصلون إلى معسكر مزراق في محافظة حجة منهكون.
وقال ماهيسيك "بعضهم سار في الصحراء لخمسة أيام قبل الوصول إلى المعسكر وقضوا الليالي تحت الأشجار إذ لم يكن هناك مأوى آخر. أغلبية النازحين نساء يحملن أطفالا جوعا ورضعا يبكون."
وأضاف إن الاشتباكات امتدت أيضا إلى حرف سفيان في محافظة عمران إلى الجنوب من صعدة مما أدى إلى موجة جديدة من النزوح.
وتقول الأممالمتحدة إن القتال أسفر إجمالا عن نزوح نحو 150 ألف شخص في اليمن بما في ذلك موجات متقطعة في السنوات الأخيرة.
وأعرب مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان عن قلقه من أن عددا كبيرا من المدنيين محاصرون في منطقة الحرب في اليمن وحث كلا الجانبين على منع وقوع ضحايا من المدنيين.
وقال صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) إن الوكالات الإنسانية ما تزال غير قادرة على الوصول إلى معظم النازحين وان عددا اكبر منهم ما يزال محاصرا في منطقة الصراع.
وأضاف الصندوق في بيان إن نحو 55 الف طفل في سن المدرسة الابتدائية من بين النازحين هم من يتحملون ويلات الصراع.
وقالت سيرجريد كاج مديرة المكتب الاقليمي لليونيسيف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "أطفال اليمن بحاجة لمساعدة عاجلة. لا يمكننا أن نخذلهم."