ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن شروع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تنفيذ خطة طموحة قد تكون محفوفة بالمخاطر ترمي إلى مساعدة الحكومة اليمنية الجديدة في إعادة تأهيل مؤسستها العسكرية على نحو يمكنها من قتال فرع تنظيم القاعدة هناك، الذي استغل فترة الاضطرابات السياسية أبان الثورة اليمنية لفرض سيطرته على أجزاء شاسعة من الأراضي اليمنية كما يعكس استراتيجية البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب العالمي في أعقاب الحرب في العراق وأفغانستان. وقالت الصحيفة-في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني: إن هذه الخطة الاستراتيجية ذات الشقين تقوم في الأساس على تعاون الولاياتالمتحدة واليمن في العمل سويا لقتال أو اعتقال نحو عشرين من أخطر نشطاء القاعدة باليمن الذين كثفوا جهودهم للهجوم على اهداف أمريكية هناك. وأوضحت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية سوف تعمل في الوقت ذاته مع دول الخليج بغية تدريب وتجهيز قوات الأمن اليمنية لمواجهة التهديد الأوسع نطاقا للتنظيم لزعزعة استقرار اليمن وحكومته الجديدة تحت قيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي. ومضت الصحيفة في سرد مراحل تلك الخطة التي تتضمن توظيف أعداد صغيرة من قوات العمليات الخاصة وعناصر من فرق وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية شبه العسكرية ونشر طائرات بدون طيار ضد عناصر التنظيم التي تتعمد ضرب الولاياتالمتحدة ، في حين يتم تقديم أوجه المساعدة لتسليح وتقديم المشورة للقوات الأمن المحلية لبدء حملات طويلة الأجل لمكافحة التمرد. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى مناقشة مستشار الرئيس أوباما لمكافحة الأرهاب جون برينان خطة بلاده، لمساعدة الحكومة اليمنية ، في العاصمة صنعاء خلال زيارته الأخيرة لليمن قبيل الانتخابات الرئاسية حيث اقترح المسئول الأمريكي أن تتولى بلاده، القوات اليمنية بطريقة مباشرة بدلا من أن يكون التمويل عن طريق القادة اليمنيين والذي تسبب في استفحال الفساد وتحويل ولاء الجنود إلى قادتهم بدلا من حكومتهم. وأعرب مسئولون أمريكيون بارزون عن اعتقادهم بأن فرع تنظيم القاعدة باليمن يشكل التهديد المباشر على الولاياتالمتحدة وحلفائها ، موجهين أصبع الإتهام إليه في المؤامرات الفاشلة لتفجير طائرة تجارية لدى اقترابها من مطار ديترويت في أواخر عام 2009 ، وزرع خراطيش محملة بالمتفجرات على طائرات الشحن المتجهة إلى شيكاغو في أكتوبر من عام 2010 . وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان ما تمخضت عنه الحملة اليمنية التي دعمتها الولاياتالمتحدة ضد القاعدة من نتائج متباينة العام الماضي ، لافتة إلى نجاح غارة أمريكية بدون طيار في شهر سبتمبر الماضي في مقتل أنور العوالقي أحد أبرز قادة التنظيم في اليمن ،وسمير خان المسئول عن مجلة القاعدة أون لاين باللغة الإنجليزية ، مما حرم التنظيم من ناشطين بارزين كانا يكثفان من جهودهما في مهاجمة الولاياتالمتحدة . وأضافت: إنه نظرا للإضطرابات السياسية التي أحدقت بالرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في العام الماضي فإن العديد من القائمين على متابعة القوات اليمنية قد تخلوا عن مناصبهم أو انتقلوا إلى صنعاء لمحاولة دعم الحكومة السابقة، مما قررت واشنطن على إثره سحب نحو 75 مدربا أمريكيا تابعا لقوات العمليات الخاصة ووقف برنامج تدريب القوات اليمنية على مكافحة الإرهاب.