باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذا هو التقرير الذي دفع القضاء الأمريكي للتحقيق في اتجار ميليشيا حزب الله بالمخدرات
نشر في براقش نت يوم 11 - 01 - 2018

أعلن القضاء الاميركي الخميس عن إنشاء وحدة خاصة للتحقيق حول حزب الله الشيعي اللبناني الذي تتهمه واشنطن بالحصول على تمويل عبر الاتجار بالمخدرات.
وقالت وزارة العدل الاميركية في بيان إن "هذا الفريق حول تمويل حزب الله والاتجار بالمخدرات لغايات الإرهاب مكلف بالتحقيق حول الأفراد والشبكات التي تقدم دعماً لحزب الله وملاحقتهم". وجاء هذا القرار بعد تقرير لمجلة "بوليتيكو" عن كيفية تكامل مصالح المال والجريمة والإرهاب في توسيع شبكة حزب الله بين التجمعات اللبنانية في العالم خاصة أمريكا اللاتينية.
ويقول إن الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافير والرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد تعاونا في تهريب المخدرات للتأثير في مصالح أمريكا في المنطقة.
وفي قلب الجهود الأمريكية لمكافحة تمدد تجارة حزب الله ونشاطاته اللامشروعة، مشروع "كاسندرا" في وكالة مكافحة المخدرات، وشخصية مركزية للحزب في إيران ومسؤول جهاز العمليات الخارجية عماد مغنية، وشبكة واسعة قامت بتهريب أطنان من الكوكايين وبيّضت مئات الملايين من الدولارات ونقلت آلافاً من السيارات المستعملة إلى غرب أفريقيا وتداخلت فيها مصالح دول في إيران وسوريا وروسيا وفنزويلا وكولومبيا وخلافات داخل وكالات فرض النظام الأمريكية والاستخبارات وطموحات الرئيس الجديد الذي جاء بعد عام من إطلاق مشروع كاسندرا لتجنب أخطاء إدارة جورج دبليو بوش والبدء في حوار مع إيران. وهو ما أدى كما تقول المجلة في تقريرها من ثلاث حلقات لعدم التحرك ضد نشاطات حزب الله في مجال التهريب وتبييض الأموال لا ضدَّ قوة "الحزب الناعمة".
مشروع كاساندرا
وأشارت المجلة إلى الطريقة التي أخرج فيها باراك أوباما حزب الله من "المصيدة" عندما أوقف تحقيقاً في نشاطات حزب الله في أمريكا تقوم به وكالات مكافحة الجريمة وتهريب المخدرات.
وتقول إن الخطة السرية من أجل مواجهة نشاطات حزب الله الذي تحول من منظمة عسكرية إلى عصابة تهريب عالمية تحصل على مليار دولار في العام جاء بسبب طموحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحقيق الاتفاقية النووية مع إيران.

وفي التحقيق الذي قامت به مجلة "بوليتيكو" كشف عن خفايا الخطة التي أطلقت عليها سلطات مكافحة الجريمة "عملية كاسندرا". وعمل المحققون خلال السنوات الثماني الماضية على الخطة من منشأة تابعة لوكالة مكافحة المخدرات في تشانتلي بولاية فرجينيا واستخدموا أساليب التنصت والعملاء لتحديد نشاطات وشبكات حزب الله بالتعاون مع 30 وكالة أمريكية وأجنبية.
وتتبعوا خط شحن الكوكايين من أمريكا اللاتينية إلى غربي أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا حيث مر بعضها من خلال فنزويلا والمكسيك. وتتبعوا نهر الأموال القذرة التي تم غسلها من خلال شراء السيارات الأمريكية المستعملة وشحنها إلى أفريقيا. ,بمساعدة من المخبرين ربطوا الشبكات للحلقة الضيقة في حزب الله والدول الداعمة له وهي إيران.
إلا أن مشروع "كاسندرا" وجد معوقات من إدارة باراك أوباما وذلك حسب مقابلات مع عدد من الذين شاركوا فيه ومراجعة وثائق الحكومة الأمريكية. فعندما حاول المسؤولون في الخطة الحصول على إذن من وزارة المالية او العدل للتحقيق وتوجيه تهم وتجميد حسابات كانوا يواجهون عرقلة لجهودهم وتأخيراً.
ورفضت وزارة العدل مطالب من خطة كاسندرا توجيه اتهامات إجرامية ضدَّ عدد من اللاعبين الكبار مثل مبعوث حزب الله لإيران ومصرف لبناني الذي يتهم بأنه بيض مئات المليارات من الدولارات من أموال المخدرات ولاعب مهم في فيلق القدس. وتقول المجلة إن القصة المجهولة عن مشروع كاسندرا تلخص المصاعب الضخمة في مواجهة النشاطات غير الشرعية وملاحقتها في عصر اندمجت فيه النشاطات الإرهابية مع تهريب المخدرات والجريمة المنظمة. ولكنها تقدم في الوقت نفسه الطريقة التي تؤثر فيها الأجندات المتنافسة وأولويات الحكومات على التقدم الذي تم تحقيقه.
وفي الوقت الذي تغلف فيه الملاحقة بالسرية من فنادق أمريكا اللاتينية الخمسة نجوم إلى مواقف السيارات في أفريقيا للمصارف وساحات المعارك في الشرق الأوسط إلا أن الأثر ليس مخفياً فنتيجته هي أطنان من الكوكايين التي تدخل الولايات المتحدة ومئات الملايين من الدولارات التي تدخل في جيوب الجماعات المصنفة إرهابية.
أوباما
وصل أوباما إلى البيت الأبيض عام 2009 بوعود تصحيح العلاقات مع إيران والعالم الإسلامي. وقال إن حملة سلفه جورج دبليو بوش للضغط على إيران وقف نشاطاتها النووية السرية ليست ناجحة. وسيعمل هو بالتالي على الحوار معها. وذهب الرجل الذي عينه أوباما مسؤولاً عن مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض قبل أن يصبح مديراً للسي آي إيه جون برينان أبعد عندما اقترح في ورقة عمل قائلاً: إن "الرئيس المقبل لديه الفرصة كي يضع طريقاً جديداً للعلاقات بين البلدين" وليس فقط الحوار المباشر "بل من خلال دمج حزب الله في النظام السياسي اللبناني".
وأكد برينان إن الولايات المتحدة تعمل على تقوية العناصر المعتدلة في حزب الله. وفي مؤتمر عقد بواشنطن قال فيه إن حزب الله هو "منظمة مثيرة للاهتمام" مشيراً إلى أنه تطور من منظمة إرهابية إلى ميليشيا وفي النهاية قد يتحول لجماعة سياسية. وقال إن هناك عناصر في حزب الله تثير القلق الأمريكي وما يهم هو محاولة محو تأثيرها والعمل على بناء العناصر المعتدلة. وتعلق المجلة إن رغبة الإدارة بالبحث عن دور لحزب الله في الشرق الأوسط ترافق مع محاولاتها الحوار مع إيران وتردد في اتخاذ الإجراءات المتشددة ضد عملائه حسب خطة "كاسندرا".
وتشير هنا إلى علي فياض تاجر السلاح الذي كان يتخذ من أوكرانيا مقراً له ويقوم بنقل السلاح إلى سوريا ويعتقد أنه كان يتعامل شخصياً مع فلاديمير بوتين.
وعندما تم اعتقاله في براغ عام 2014 لم تقم إدارة أوباما بالضغط على الحكومة التشيكية لتسليمه في الوقت الذي كان يعمل فيه بوتين على الإفراج عنه. وعاد فياض إلى بيروت حيث يُعتقد أنه عاد لممارسة مهامه ونقل الأسلحة للمليشيات في سوريا، مع أن علي فياض كان مطلوباً للحكومة الأمريكية لتخطيطه قتل موظفين أمريكيين والحصول على أسلحة ثقيلة والانتماء لمنظمة إرهابية.
ويقول العاملون في مشروع كاسندرا إن إدارة أوباما وقفت أمام جهودهم لملاحقة ناشطي حزب الله ومن بينهم شخص لقب ب "الشبح" المرتبط بشخص اسمه عبدالله صفي الدين مبعوث حزب الله في إيران الذي له علاقة بتهريب أطنان من الكوكايين وجدت طريقها للولايات المتحدة. وظلوا ناشطين برغم الاتهامات الموجهة لهم في الولايات المتحدة منذ سنين. ويقول العارفون بالتحقيق إن "الشبح" يعتبر من أكبر تجار المخدرات ومزودي نظام بشار الأسد بالسلاح الكيميائي والتقليدي. وعندما حاول مشروع كاسندرا توجيه التهم لصفي الدين رفضت وزارة العدل حسب شهادة أربعة. كما ورفضت الإدارة ملاحقة ناشطين في حزب الله وتصنيفه على أنه «منظمة إجرامية دُولية خطيرة».
السياسة الإيرانية
ونقلت المجلة عن مسؤولين سابقين في إدارة أوباما قالوا إنهم لا يرغبون بالتعليق على حالات معينة ولكنهم تجاهلوا في حينه قرار الحكومة التشيكية عدم تسليم فياض. وقالوا إن السياسة كانت قائمة على تخفيف التوتر مع إيران والحد من نشاطاتها النووية ونفوا أن تكون الإدارة قد عرقلت أية محاولات لملاحقة حزب الله وحلفائه الإيرانيين لدوافع سياسية. وقال المتحدث باسم أوباما كيفن لويس الذي عمل في البيت الأبيض ووزارة العدل: "كانت هناك أشكال من التحركات ضد حزب الله من خلال العقوبات وسلطات فرض القانون قبل وبعد توقيع الاتفاقية".
وكدليل على هذا قدم لويس قائمة من 8 اعتقالات قامت بها الإدارة والعملية في فبراير 2016 عندما اعتقلت السلطات الأوروبية عدداً من الأشخاص في عملية مكافحة تهريب مخدرات بناء على معلومات من وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية. وقالت إن العملية تمت بعد توقيع الاتفاقية. وتوقع مسؤول سابق في إدارة أوباما أن العاملين في برنامج "كاسندرا" ربما كانوا يعتقدون أن الحالات التي تقدموا بها للإدارة عرقلت لأسباب سياسية. مع أن بعضاً منها ربما عرقل لعدم توفر الأدلة أو لعدم التدخل في مسار عملية جارية. مضيفاً أن سي آي إيه او الموساد ربما كانوا يقومون بعملية داخل حزب الله ضد شخص له علاقة بالمعلومات التي تقوم دائرة مكافحة المخدرات بملاحقته مضيفاً "لدي شعور أن الذين لا يعرفون ما يجري في العالم الأوسع يتمسكون بقشة" مضيفاً أن العالم أوسع من النظر خلال عدسة مكافحة المخدرات. ومع ذلك تقول المجلة إن المقابلات التي أجرتها مع مسؤولين سابقين تؤكد موقف الإدارة السابقة من مشروع "كاسندرا".
وتقول كاثرين بوير في شهادة لم تتم ملاحظتها أمام لجنة الشؤون الخارجية واعترفت فيها "في ظل إدارة أوباما. هذه التحقيقات تمت عرقلتها حتى لا تحطم القارب مع إيران وتؤثر في الاتفاق النووي". ونتيجة لهذا فإنه لم تتم ملاحقة عدد من ناشطي حزب الله، اعتقالهم وتوجيه التهم لهم أو تصنيف وزارة المالية لهم بطريقة تحرمهم من الوصول إلى أرصدتهم المالية في الأسواق المالية الأمريكية. وقالت إن عددا من الاعتقالات للعملاء في كولومبيا وليتوانيا لم يتم ترحيلهم إلى الولايات المتحدة. وتقول المجلة إن ديفيد أشر، أحد المسؤولين المخضرمين في مكافحة التمويل غير الشرعي أخبرها أن مسؤولين في إدارة أوباما عبروا له عن قلقهم من تنفير إيران قبل وأثناء التفاوض على الاتفاق النووي وكانت هذه جزء من محاولات "خلع أسنان وتقويض وتجفيف تمويل التحقيقات المتعلقة بإيران وحزب الله". وأضاف "كلما اقتربنا (من الاتفاق النووي) كلما اختفت هذه النشاطات".
وبعد 17 يناير (كانون الثاني) 2016 حيث وعدت طهران بوقف بناء جهودها النووية مقابل رفع العقوبات التي شلت الاقتصاد الإيراني. وخلال أشهر توقفت الجهود في مشروع "كاسندرا" واختلف المسؤولون فيه مثل جون جاك كيلي مع بقية وكالات الولايات المتحدة حول حزب الله. ومع فقدان الرقابة على نشاطات حزب الله في مجال المخدرات فقدت أيضا الرقابة على مؤامراته مع المسؤولين الكبار في إيران وفنزويلا وروسيا وسوريا بما في ذلك نيكولاس مادورو وبشار الأسد وفلاديمير بوتين. وأثر وقف مشروع "كاسندرا" في قدرة المسؤولين الأمريكيين تحديد الكمية من الكوكايين المقبلة من عملاء حزب الله إلى الولايات المتحدة، خاصة من فنزويلا التي صنفت إدارة ترامب نائب الرئيس فيها بسبب علاقته مع حزب الله وسوريا وإيران.
وفي الوقت نفسه يواصل حزب الله بالتعاون مع إيران بدعم الجماعات الشيعية وتوفير السلاح لها في العراق وسوريا كما يواصل الشبح وصفي الدين دورا في تهريب المخدرات. وقال كيلي "كانت جماعات مسلحة ذات أهمية استراتيجية في الشرق الأوسط وراقبناها كيف أصبحت مجموعات إجرامية دُولية تحقق مليارات الدولارات لتمويل النشاطات الخطيرة بما في ذلك السلاح الكيميائي وللجيوش التي تعتبرها الولايات المتحدة العدو الألد لها".
وكان كيلي واحداً من المسؤولين الذين اشتركوا في مشروع "كاسندرا" وممن اتصلوا بسرية مع إدارة ترامب والنواب الجمهوريين حول التنازلات التي قدمها أوباما من أجل إعادة إحياء البرامج ومواجهة إيران. ولن يكون هذا سهلا خاصة أن البرنامج خسر التمويل والعاملين به وقال كيلي: "لا يمكن أن تسمح لهذه الأمور بالتفكك"، و"تبخرت المصادر ومن يعلم إن كنا سنجد الأشخاص المستعدين لتقديم شهادات". ويقول ديرك مالتز الذي أدار العمليات الخاصة لمشروع "كاسندرا" مدة 9 أعوام حتى عام 2014 "هناك أهداف من الممكن توجيه اتهامات لها ولم يحدث، ولو جاءت كل الوكالات وجلست حول الطاولة من أجل تقديم الأدلة كلها لكنا وجهنا تهماً كثيرة". ولكن مالتز يقول إن الضرر الذي حدث بسبب سنوات من التدخل السياسي "يصعب إصلاحه".
بعد 11 سبتمبر
تشير المجلة إلى أن مشروع "كاسندرا" له جذوره في عدد من العمليات التي بدأت بعد هجمات سبتمبر 2001 وقادت إلى حزب الله كمؤسسة إجرامية دُولية مثل "عملية تيتان" مع السلطات الكولومبية للكشف عن العلاقة بين مبيضي الأموال اللبنانيين وتجار المخدرات الكولومبيين. وكذا "عملية بيرسوس" التي استهدفت عصابات فنزويلية حيث كان عملاء وكالة المخدرات الأمريكية يحققون في وصول آلاف السيارات الأمريكية المستعملة إلى غرب أفريقيا. وفي الوقت نفسه كان الجيش الأمريكي في العراق يحقق في القنابل البدائية وكل هذه العمليات تلاقت وقادت إلى حزب الله. وتعاون حزب الله مع العملاء الإيرانيين للعمل مع الجاليات اللبنانية من أجل استخدام السوق السوداء وفتح طرق تهريب تم من خلالها فتح واجهات تبيع الدجاج المجمد والمواد الإلكترونية ومن خلالها تم نقل الأسلحة وتبييض الأموال بل تم من خلالها شراء أجزاء من برنامج السلاح النووي الإيراني السري. ووجدت وكالة مكافحة المخدرات أن حزب الله استخدم هذه الأعمال من أجل إعادة بناء ترسانته في جنوب لبنان بعد حرب عام 2006. وتشير المجلة إلى حزب الله منذ نشوئه في الثمانينيات من القرن الماضي أنه كان متورط في "إرهاب المخدرات" وكان يجمع الخوات والأموال من تجار المخدرات في المناطق الخاضعة لسيطرته في جنوب لبنان.
"شركة عائلية"
وقال كيلي إن حزب الله كان يعمل مثل "مصلحة عائلية" ويحدد الأعمال التي يمكن أن تدر ربحاً عليه ويشتري أسهماً فيها "وإذا كان العمل مربحاً تحول من مستثمر صغير إلى كبير ومن ثم صاحب له" وقام الحزب بإنشاء وحدة خاصة "جهاز الشؤون المالية" وكان يديرها المطلوب الثاني بعد أسامة بن لادن، عماد مغنية المتهم بتدبير عملية قتل المارينز في بيروت عام 1983 وتفجير السفارة الأمريكية في بيروت عام 1984 وعلى مدى 25 عاماً دعمت إيران الحزب بالمال والسلاح حيث راكم ترسانة من الصواريخ تصل إلى 120.000 صاروخ، وأصبح الحزب خبيراً في "القوة الناعمة" أيضا حيث انشغل في العمل الاجتماعي من ناحية توفير التعليم والخدمات الصحية والمساعدات للمهاجرين والمناطق المحرومة.
وفي الوقت الذي كان يتحرك فيه الحزب نحو المجال السياسي كان مغنية يطور شبكة إرهابية (منظمة الجهاد الإسلامي) حيث عمل مع المخابرات الإيرانية واستمر بضرب الأهداف الغربية والإسرائيلية. وتجنب الحزب الولايات المتحدة لأهداف استراتيجية إلا أنه بحلول 2008 اعتبرت إدارة بوش الجهاد الإسلامي الأخطر. وأصبحت وحدة الشؤون المالية داخل منظمة الجهاد الجهاز الذي تعتبره الإدارة الأمريكية الشريان الحيوي لدعم الإرهاب في مرحلة ما بعد 9/11. وفي الأيام الأخيرة لإدارة بوش لقيت وكالة مكافحة المخدرات لملاحقة تاجري السلاح منذر القصار و"أمير الحرب" الروسي فيكتور أناتولي فيتش بوت.
في 12 فبراير (شباط) 2008 زرعت "سي آي إي" قنبلة في سيارة مغنية الذي كان يغادر حفلاً في دمشق بمناسبة ال 29 للثورة الإيرانية وكان مقتله ضربة قوية لحزب الله إلا أن عملية التنصت تكشف أن النشاط تواصل من خلال عدنان الطبجة مسؤول الوحدة المالية والثاني صفي الدين اللذين ربطا بين حزب الله بزعامة حسن نصر الله وشقيقه هاشم وإيران وهؤلاء اللاعبين قام المحققون بالبحث عن لاعبين آخرين سهلوا العمليات التي نفعت الحزب وإيران وحلفاءهم في العراق وفنزويلا وروسيا إلا أن صفي الدين نقطة الوصل في طهران. وربطه المحققون في كولومبيا وفنزويلا لعدد من عمليات التهريب الدُّولية وتبييض الأموال منها واحدة تعتبر وكالة مكافحة المخدرات التي كان يقودها اللبناني أيمن سعيد جمعة المقيم في ميدلين بكولومبيا، الذي اكتشفت الولايات المتحدة أنه يدير عملية تهريب الكوكايين مع الكارتل المكسيكي لوس زيتاس وكان يغسل 200 مليون دولار شهرياً بمساعدة 300 صاحب محل لبيع السيارات الذين كانوا يشترون السيارات القديمة ويرسلونها إلى دولة بنين في غربي أفريقيا. وكشف ديفيد أشر الذي كان يدير العمليات الخاصة في وزارة الدفاع عن وجود صلة بين القنابل البدائية التي تستخدمها الجماعات الشيعية في العراق وعمليات التهريب في كولومبيا وصفي الدين في كولومبيا.
ونقلت "بوليتيكو" عنه قوله: "لم ير أحد هذه الأسلحة من قبل" و"يمكن أن تدمر جزءاً من بناية" ومن خلال التنصت على الأرقام الهاتفية والمكالمات وجد أن الرجل في كولومبيا يقوم بإرسال المال للعراق لقتل الأمريكيين في إشارة لعبدالله صفي الدين. وتقول إن هذا الأخير رفض الرد من خلال وسطاء للتعليق بمن فيهم مسؤول في الذراع الإعلامية لحزب الله الذي نفى أن يكون حزب الله متورط في عمليات تهريب "أكد نصر الله مراراً أنه من غير المسموح دينياً لأعضاء حزب الله تجارة المخدرات". وأكد أن الإسلام يحرم هذا "ولا يمكن ممارسته بأية طريقة".


ويقول إن اتهام حزب الله بالتورط في المخدرات هو جزء من تشويه الحزب كحركة مقاومة ضد إسرائيل. "هناك إمكانية لتورط لبنانيين في المخدرات ولكنهم ليسوا أعضاء في حزب الله، وبالمطلق ليست ممكنة". ورفض الحديث عن دور صفي الدين "عادة لا نقوم بالكشف عن دور أي شخص لأنها جماعة جهادية، وهي سرية" إلا أن صفي الدين كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية رفض في عام 2005 الاتهامات من أن الحزب يتلقى سلاحه من إيران عبر سوريا: "لِمَ نحضر السلاح من طهران عبر سوريا عندما يمكننا شراؤه من أي مكان في العالم".
دور حزب الله في لبنان
لكل هذا جعل جورج بوش من تشويش الشبكة التي تحصل من خلالها إيران على مكونات سلاح الدمار الذي تطوره أولوية ووضع نائب مدير الأمن القومي خوان زارات مسؤولاً عنها الذي اهتم بدور وكالة مكافحة المخدرات. ولكنه واجه مشكلة تتعلق بالتنافس بين وكالات مكافحة الجريمة والاستخبارات التي ترى أنها مسؤولة عن مكافحة الإرهاب خاصة الجماعات الهجينة مثل حزب الله – إرهابية ومنظمة جريمة. وفي الحرب بين "الشرطة" و"الجواسيس" تدخلت الخارجية الأمريكية التي تخشى من التداعيات. فحزب الله منظمة إرهابية وجرمية لكنه لاعب سياسي ويقوم بدور اجتماعي في لبنان. وفي الأيام الأخيرة لإدارة بوش تم الكشف عن عميل وكالة مكافحة المخدرات الذي يعمل في كولومبيا. وبعد عام منعت إدارة أوباما وحدة المهام الخاصة لمكافحة الإرهاب من إغراء شاهد في بيروت للشهادة ضد صفي الدين في فيلادلفيا.
وفي كلتا الحالتين يرى مسؤولو فرض النظام أن عملاء سي آي إيفي الشرق الأوسط أفشلوا جهودهم من أجل حماية علاقتهم السياسية الحساسة مع حزب الله. وبرغم أن التنافس بين وكالات الاستخبارات و"إف بي آي" ليس سراً إلا أن مسؤولي إدارة أوباما سابقاً يصورون العاملين في وكالة مكافحة المخدرات بغير المنضبطين والعدوانيين "يأتون إلى مناطق مثل بيروت ويريدون تقييد الناس واعتقالهم وإحباط عمليات نعمل عليها منذ سنين". ويدافع جون جاك كيلي عن موقف عملائه متهما سي آي إيه بتطوير علاقات مع حزب الله.

وبعد الكشف عن عملية تيتان في كولومبيا حاولت السلطات هناك بناء حالة وتوجيه اتهام ل 130 تاجر مخدرات، بمن فيهم مقرب من صفي الدين اسمه شكري حرب، الملقب باسم "إل طالبان". وتشير المجلة إلى المعوقات التي وضعتها وزارة العدل أمام جهود ملاحقة مال المخدرات وكيف رفضت الوزارة استخدام قانون ملاحقة عصابات الجريمة بشكل قاد إلى ملاحقة حرب. كما تشير المجلة كيف قام أشر مع رجال استخبارات إسرائيليين باختراق مصرف في لبنان كان يقوم بتبييض 200 مليون دولار في الشهر. وبرغم تقديم قضية ضد المصرف مانهاتن وتجميد 102 مليون دولار من حساباته بتهمة تسهيل عمولات حزب الله ومعاملتهم بطريقة خاصة إلا أن وزارة العدل لم تصدر قراراً بشأنه وقالت إدارة أوباما إنها خشيت من زعزعة الاستقرار المالي للبنان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.