أكد جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية أن زيارته الحالية إلى اليمن تأتي لاستكمال الدور الأمريكي بشأن حل الأزمة اليمنية مجددا موقف بلاده من ضرورة نقل السلطة بشكل فوري وفقا للمبادرة الخليجية، لافتا إلى أن التحديات التي تمر بها اليمن خطرة للغاية وتتطلب الحرص والمسئولية من قبل كافة الأطراف. كما أعتبر أن مجلس الأمن الذي يدرك ان لديه مسئولية كبيرة في قضية معلقة هنا في اليمن، بحاجة إلى تحرك يمني يشرع بانتقال سلمي للسلطة فورا بحيث تمثل إشارات جيدة يتوقع معها أن يرسل المجلس بدوره إشارات جيدة لليمنيين. وعقد المسئول الأمريكي في وزارة الخارجية مؤتمرا صحفيا صباح اليوم الخميس في السفارة الأمريكية بصنعاء بحضور مجموعة صغيرة من الصحفيين المحليين ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام العربية والعالمية. واطلع فيلتمان الصحفيين على أهم نتائج زيارته واهم القضايا التي ناقشها مع مختلف الفئات والأطراف السياسية في البلاد، بما فيهم تكتلات من شباب الثورة، نافيا ما تردد في بعض وسائل الإعلام من أنه التقى بقائد الحرس الجمهوري احمد علي عبد الله صالح او كل من الشيخ صادق الأحمر والجنرال علي محسن صالح الأحمر. وأكد انه ومن خلال لقاءاته تلك وجد ان جميع الأطراف في السلطة والمعارضة يؤكدون على إلتزامهم بمحاربة الإرهاب والقاعدة. أما بالنسبة للجانب السياسي فقال "نود أن نرى الإنتقال السلمي للسلطة يحدث الآن". لافتا إلى ان ذلك يأتي من كون المجتمع الدولي يدعم بقوة المبادرة الخليجية التي تعتبر افضل ما توصل إليه وأتفق بشأنه جميع الأطراف. وقال "لذا نحن نعتبر المبادر إتفاق يمني، وإذا قرروا هم تغيير بعض بنودها فهذا شأن يعود إليهم وليس لنا". وأضاف "تمر اليمن بتحديات خطرة ومتعددة، في الجوانب السياسية والاقتصادية، وعليه فإن الإنتقال السلمي والمنظم للسلطة يوفر الضمان لتجاوز تلك المخاطر" واستشهد بازمة البترول واعتبرها أحد أهم التحديات الخطيرة التي يجب على الجميع مواجهته فورا. وقال فلتمان أثناء رده على اسئلة الصحفيين، ان بلاده تشاطر اليمنيين مخاوفهم من المستقبل بسبب الأوضاع الحالية التي تمر بها البلاد في الجانيين السياسي والإقتصادي. وإذ أكد أن إنطباعه من خلال اللقاءات التي أجراها يوم امس يكشف ان الجميع يدرك حجم تلك المخاطر التي ستنجم من إنزلاق اليمن إلى الحرب الأهلية، لكنه اكد أن قلقه يأتي من كونه في بعض تلك اللقاءات لمس "عدم وجود إحساس بتلك المخاطر من قبل البعض" وقال "نحن نتساءل كيف يمكننا ان نؤثر على متخذي القرار هنا كون التحديات كبيرة وخطيرة ومن خلال لقاءاتنا لمسنا أن الجميع يدركون ذلك، لكننا بحاجة إلى إدراك التحلي بالمسئولية لتجنب تلك المخاطر". واضاف "بالرغم من هذا الإدراك إلا اننا لم نشعر بتحرك جدي للحل" كما وأضاف "وبدلا من رمي اللوم من جهة على أخرى، نرى أنه يتعين على السياسيين العمل مع بعضهم البعض للإتفاق على نقل السلطة سلميا بأسرع ما يمكن" وبخصوص الجهود الأمريكية للتمهيد من اجل تنفيذ المبادرة الخليجية ومناقشاتها مع السعودية في هذا الجانب للتسريع بعملية التنفيذ، أكد مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية أن "الموقف الأمريكي يرى انه لا يمكن أن تنفذ المبادرة بدون الدعم السعودي". لافتا إلى إن زيارته للمملكة بعد اليمن تأتي في إطار جولته وكجزء من سفرياته التي تغطي عمله في المنطقة، لكنه أشار إلى ان "الخليجيين يودون أن يرو إنتقالا فوريا للسلطة" وعن صحة وموقف الرئيس من المبادرة، قال "لا توجد لدينا معلومات مؤكدة حول صحته" مضيفا "لكن يبدو لنا انه يتعين على اليمنيين شق طريقهم لتنفيذ المبادرة". أما "بالنسبة لبقائه في الرياض.. نعتقد أن الرئيس سيتخذ القرار المناسب الذي يضع فيه مصالح اليمن كأولوية وفوق إي إعتبار" وعليه أضاف "نتوقع أن يكون دعم الرئيس للمبادرة الذي أعلن عنه سابقاً مايزال قائما". وحول إمكانية تدخل مجلس الأمن في حال توسعت الحالة اليمنية أكثر ، قال "أدرك ان أعضاء مجلس الأمن يدركون مسئولياتهم ويعرفون أن هذه تعتبر إحدى أهم قضاياهم العالقة" مضيفاُ "ولكني أعلم يقينا انع إذا بدأتم بإنتقال سلمي للسلطة فإنكم سترسلون إشارات جيدة نحو مجلس الأمن وستستلمون إشارات جيدة من المجلس" وتابع: "نحن بدورنا سنشجع أصدقاء اليمن أنه بحيث إذا شرعتم بالمضي قدما فإن بلادكم ستكون بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي لحل كافة الأزمات الأخرى المتبقية"