القاهرة، مصر (CNN) – اكتظ "ميدان التحرير" بحشود هائلة من المحتجين تعهدوا بإسقاط الرئيس، حسني مبارك، في "جمعة الرحيل" في الساحة التي بسطت قوات الجيش سيطرتها عليها لتجنب اشتباكات. وأظهرت مشاهد فيديو أمواجاً بشرية احتشدت في الساحة التي كانت مركزاً لاحتجاجات تطالب تنحي مبارك بعد 30 عاماً في السلطة. وأقام المتظاهرون حواجز من الأسلاك الشائكة ومتاريس أمنية في الساحة التي طوقتها قوات الجيش. ورددوا الشعارات المناهضة لمبارك بعد أداء صلاة الجمعة قائلين: "لن نرحل حتى رحيل مبارك" و "لن ننسى دماء الشهداء." وفي وقت سابق، قام وزير الدفاع المصري، المشير محمد حسين طنطاوي وكبار قادة الجيش بتفقد القوات المسلحة المتمركزة في "ميدان التحرير، بحسب التلفزيون الرسمي. وفي الصباح الباكر، نشر المزيد من القوات المدججة بالأسلحة الأوتوماتيكية استباقاً ل"جمعة الرحيل"، ذروة "أيام الغضب" الشعبية المطالبة برحيل مبارك، وقامت قوات الجيش بإحكام سيطرتها على "ميدان التحرير" للحيلولة دون وقوع اشتباكات. وكان نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن من نظيره المصري، عمر سليمان، في اتصال هاتفي أجراه معه الخميس على وضمان عدم تعرض المتظاهرين بصورة سلمية لإعتداءات. وأشار مراسل CNN في "ميدان التحرير" إيان لي، إلى اكتظاظه بأعداد تفوق الأيام السابقة، واستمرار تقاطر المحتجين على الساحة التي أكدوا مواصلة اعتصامهم فيها حتى تنحي مبارك. وأجبرت قوات الجيش المعززة بمعدات مكافحة الشغب بعض المتظاهرين أثناء مغادرتهم الساحة على الانبطاح أرضاً تحت تهديد السلاح، كما قامت إغلاق جسر السادس من أكتوبر المجاور. وذكر الجيش المصري إنه نظراً لمطالبة عدد من المتظاهرين الخروج من "ميدان التحرير" فأنه سيسمح لهم بخروج آمن، وفق التلفزيون المصري. ويعتزم المتظاهرون وقوى المعارضة تصعيد احتجاجاتهم الجمعة التي أطلق عليها "جمعة الرحيل" ويتوعد العديد بأن اليوم سيكون تتويجاً للانتفاضة الشعبية التي انطلقت "يوم الغضب" في 25 يناير/كانون الثاني الفائت للمطالبة بالديمقراطية ورحيل مبارك. ويشهد عدد من كبرى المدن المصرية، الجمعة، مسيرات حاشدة مماثلة تطالب برحيل مبارك. وخيمت أجواء توتر شديد على العاصمة المصرية، القاهرة، قبيل بدء التجمع الضخم المخطط له بعيد صلاة الجمعة، وهي ذروة "أيام الغضب" التي انطلقت الشهر الماضي ولم تفلح في زحزحة مبارك لكنها جعلت أيامه في السلطة معدودة، وفق المتظاهرين. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن وزارة الصحة المصرية إن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب 896 شخصاً في الإنتفاضة. وبرر مبارك، الخميس، عدم تنحيه عن السلطة حتى اللحظة، إلى مخاوفه من حالة من الفوضى قد تسود مصر وسيطرة "الاخوان المسلمين" عليها. والأربعاء، اتخذت الاحتجاجات السلمية منعطفاً خطراً إثر اندلاع مصادمات بين متظاهرين مناهضين لمبارك وآخرون مؤيدون له أسفرت عن وقوع العديد من الضحايا، فضلاً عن بدء حملة ضد وسائل إعلام أجنبية. وأدت الانتفاضة الشعبية القائمة منذ عشرة أيام إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، لم تتضح حتى اللحظة حصيلتها النهائية. وكان بايدن قد حث نائب الرئيس المصري على إجراء "البدء فوراً بمفاوضات شاملة حقيقية" مع المعارضة السياسية تقود إلى التوصل لحكومة ديمقراطية جديدة، وفقاً لبيان صادر عن مكتب نائب الرئيس الأمريكي. وبدورها، دانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الخميس، الهجمات التي يتعرض لها الصحفيون الأجانب في مصر، مطالبة الحكومة المصرية بإشراك كافة قوى المعارضة من أجل عملية انتقال سلمي وسلس للسلطة في مصر. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي إن الولاياتالمتحدة "تدين بشدة الهجمات التي يتعرض لها الصحفيون أثناء تغطيتهم للأحداث الجارية في مصر." وأضافت إن مثل هذه الاعتداءات تعتبر انتهاكاً للأعراف الدولية التي تضمن حرية الصحافة و"من غير المقبول تحت أي ظرف من الظروف." ودعت كلينتون الحكومة المصرية والجيش المصري إلى حماية حقوق الصحفيين والمتظاهرين ونشطاء حقوق الإنسان والدبلوماسيين وغيرهم، مضيفة أن "على الحكومات أن تبدي التزامها بهذه القيم، خصوصاً في أوقات الأزمات." وكان مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية قد صرحوا لCNN الخميس بأن لديهم معلومات بأن وزارة الداخلية المصرية متورطة بمضايقة الصحفيين، وقالوا إنهم سمعوا تقارير من السفارة الأمريكية في مصر بأن الوزارة متورطة باعتقالات لعدد من الصحفيين. هذا وقد طلبت وزيرة الخارجية الأمريكية من الحكومة المصرية أن تبدأ بمفاوضات جادة تشمل المعارضة وممثلي المجتمع المدني والأحزاب السياسية فوراً في مفاوضات بشأن انتقال سلمي وسلس للسلطة في مصر