فنان الكاريكاتير السوري الشهير، علي فرزات، ما زال يرقد منذ 3 أسابيع في مستشفى بدمشق يعالجونه فيه من اعتداء دموي "تعرض له من شبيحة النظام السوري" وهو في طريق عودته عند الفجر من مكتبه الى البيت.
الحادث كان مؤلما لفرزات ولزملائه من رسامي الكاريكاتير المصريين، وبعضهم لا يعرفه الا بالاسم فقط، فقرروا التضامن معه برسومات من إنتاجهم تشخصه كبطل فني للثورة السورية وتضمّد بسلاح الفن جراحه وهو بعيد عنهم في المستشفى الدمشقي.
ثم جمعوا الرسومات واتفقوا على إقامة معرض يضمها ويضم بعض أعماله، وسموه "تحية لعلي فرزات" وهو يستمر أسبوعا بدءا من الأربعاء بمقر "أتيليه القاهرة" في شارع كريم الدولة عند ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة.
وقد اتصلت "العربية.نت" بالفنان التشكيلي المصري، محمد عبلة، وهو رئيس "أتيليه القاهرة" المنظم للمعرض، فقال ليلة أمس عبر الهاتف إن أكثر من 45 لوحة ورسما كاريكاتيريا سيتم عرضها في "تحية لعلي فرزات" الى جانب 20 كاريكاتير رسمها خصيصا للمعرض مشاهير الرسم الكاريكاتيري المصري المتضامنين معه في محنته، ومعظمها تصوره استنادا للحادث كضحية لقمع النظام.
وقال عبلة إن بعض الرسوم هي للفنانين: مصطفى حسين ومخلوف عبد الله وأحمد طوغان وجورج بهجوري وحسن فداوي وسمير عبد الغني ومحمد حاكم وعز العرب، وغيرهم، كما وبورتريه تشكيلي رسمه هو نفسه لفرزات الذي أدماه الاعتداء في يديه وعينه لانتقاده بسلاح الريشة سياسات النظام وأسلوبه القمعي.
ذكر عبلة أيضا أن جدارية من الخشب طولها 3 بعرض مترين ستتصدر المعرض الذي سيتم افتتاحه في حضور وزير الثقافة المصري عماد أبو غازي، وعليها سيكتب المتجولون في المعرض، الذي لن تباع فيه أي لوحة، رسائل قصيرة الى الفنان السوري الجريح. وقفة دفاع عن حرية الإبداع بلا خوف
وحين ينتهي المعرض "سنقوم بتصوير الجدارية ونرسلها الى وسائل الإعلام ثم إليه في دمشق مع الرسومات ليرى حجم تضامن المصريين جمهورا وفنانين معه، وهي له أكبر مواساة في محنته على ما أعتقد" بحسب تعبيره.
ومن نجوم المعرض بين الحضور سيكون الموسيقار العراقي نصير شمة، وهو مؤسس مدرسة في القاهرة قبل 3 سنوات لتعليم العزف على العود، الى جانب كتاب وشعراء وصحافيين وإعلاميين وفنانين متنوعين وجمهور قد يزيد عدد أفراده عن الألف، وفق ما يعتقد عبلة الذي وصف المعرض بأنه "وقفة دفاع عن حرية الإبداع بلا خوف" كما قال.
كاريكاتير لفرزات ومحمد عبلة هو الفنان الشكيلي الوحيد المشارك في المعرض بلوحة غير كاريكاتيرية من إنتاجه، وهو أيضا رئيس مجلس ادارة "أتيليه القاهرة" الذي يقيم معرضين كل شهر، والموصوف بأول مؤسسة ثقافية تم تأسيسها قبل 75 بالمنطقة العربية، كما أنه أسس "الفيوم آرت سنتر" قبل 5 سنوات و"متحف الفيوم للكاريكاتير" منذ عامين.
أما فرزات فهو ليس جديدا على المصريين، ففي القاهرة قبل عامين عرفوا بعض أعماله ضمن معرض نظمه المجلس الثقافي البريطاني بعنوان "إضاءات" وشارك فيه 6 فنانين عرب آخرين ثم تجول المعرض في 6 عواصم عربية قبل أن يعبر البحر الأبيض المتوسط حيث تجول بعدها في عواصم أوروبية تطرقت صحفها لما ألم بعلي فرزات من اعتداء وصفوه بوحشي وفظيع.
