إن اكتشاف جيل جديد من الشباب المثقف أو استقطاب الهواة منهم وتطوير قابليتهم ليصبحوا نخب المستقبل ليس بضرورة إن يكونو تحت غطاء سياسي أو علاقات عامة.بل من المفروض يأتي الاستكشاف من خلال تكافئ الفرص. ولكن الغريب في الأمر أن الأحزاب والاتحادات والنقابات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني لديها ظاهرة "تكرار الوجوه" وبل الأمر المحزن أن أغلب القيادات ليس بالمثقف الواعي وكذلك لا يمتلك رؤية مستقبلية بل الأدهى إن تفكيرهُ غير قابل للتطور والإبداع وان قلت أنهُ متخلف بالسليقة . فهنا سؤال يطرح نفسه هل ستموت الأحزاب النقابات والجمعيات الاتحادات إذا لم يحضروا هؤلاء الكائنات الغريبة من القيادات "المكررة" في المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي ؟ أذن أين الخلل في عدم ظهور وجوه جديدة أو شابه على ساحة العمل الحزبي والخيري والإبداعي ؟ هل هناك أنانيه في احتكار المواقع الريادية والتفرد بها من قبل النخب وذيولهم وإمعاتهم ؟ لماذا توضع المعوقات والعراقيل أمام انتماء جيل جديد؟ لماذا لاتبادرالمنظمات الدولية وصناديق الدعم والدولية والإقليمية والمحلية للبحث عن وجوه جديدة لاختيارها كقيادات جديدة وفق معايير شفافة لكي يمثلوا تلك المنظمات في حضرموت ؟ وهل هناك معايير يبتدعها المتسلقون للاستحواذ على كل مايلوح من امتيازات؟ نعم أقول هناك الشللية والقبلية والمناطقية والحزبية المقيتة. ويتحدث أحدهم دون خجل " هذا من أصحابنا "وهذا يسمع كلامنا" . ولا يقتصر ذلك على رئاسة الأحزاب والنقابات والجمعيات والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني ولا قيادات الصف الثاني… فحسب بل المشكل حتى الضيوف في الحقيقة وجوه "مكررة" ! نعم أعترف بوجود دماء شابة وناشطون متمكنون في العمل لدى منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية والاتحادات والأحزاب والنقابات ولكن المشكل أغلبهم تحت السيطرة من قبل النخب الفاسدة وهؤلاء الشباب المثبت على تردد قناة واحدة فقط تسمعه يحدثك عن ولي نعمته الذي أوصلة إلى قمة الهرم يقول لك قال أبو ( فلان ) وقال.. سيعمل كذا وكذا.. تقول له وأنت ماذا ستقدم لشعبك وللناس ؟ فجوابه من دون تردد أو تلكؤ أو ثأثأ أو بأبأ " ياصديقي أنا قلم بيد متحرك " سحقا لهؤلاء الذيول المعتوهين (هزلت وبان هزالها وساومها كل مفلس.) على عموم إن المراقب يلاحظ وبشكل عام إن جميع الأحزاب النقابات والجمعيات والاتحادات في حضرموت أصبحت مقفلة للأعضاء للقيادات يتمترسون ويشنون حصارا ضد كل انتماء جديد ضمانا لبقاء الكادر "المكرر المتعفن". وأتمنى أن لا يكون هذا هو السياق الذي تسير عليه حضرموت ! إن على رئاسة الأحزاب والنقابات الاتحادات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني في حضرموت اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالبحث عن وجوه جديدة من مختلف الأوساط في كافة الأنشطة ,إعطاءهم فرص حقيقية،وعليهم فتح أبوابهم بالإعلان عن نشاطاتهم ، وإقامة الندوات المفتوحة الموسعة لتوضيح عن طبيعة عملهم ،وبذل الجهود لتغطية ذلك من قبل المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي. إن القيام بمثل هذه المبادرات تؤكد حسن النية بالانفتاح واحتضان الوجوه الجديدة ومنهم جيل الشباب وسيكشف عن الكثير من المبدعين في مختلف الأنشطة ، الذين لازالوا يجدون صعوبة في اختراق النخب المهيمنة ،والمتسلطة،والمهترئة التي فاحت ريحتها وأصبحت تزكم أنوف الحضارمة.