ظاهر عشرات الآلاف من الحوثيين وأنصارهم في شارع المطار ضمن ما أطلقوا عليه اسم "جمعة النصر" للاحتفال بسيطرتهم على العاصمة صنعاء. ودعت الرئاسة اليمنية الحوثيين إلى الإنسحاب من المدينة. وهذه ثالث مرة ينظم فيها الحوثيون مظاهرة حاشدة منذ سيطرتهم على صنعاء. وأعلن الحوثيون تشكيل لجنة للنظر في ممارسات منسوبة إلى مسلحيهم تشمل اقتحام عدد من المنازل والمحال تجارية والشركات الاستثمارية والقنوات الإعلامية. وكانت نقابتا الصحفيين وهيئة التدريس بجامعة صنعاء قد اتهمتا الحوثيين وما وُصف بميليشيات قبلية متحالفة معها بارتكاب انتهاكات. وفي صفحته على فيسبوك، قال علي البخيتي، القيادي في الحركة الحوثية، إن مثل هذه الانتهاكات "أمور طبيعية وتحدث عادة في كل الثورات." وقالت تقارير إن اشتباكات اندلعت في محافظة إب بين منتسبين لجماعة أنصار الله الحوثية وأتباع مأمون حاتم، أحد قادة تنظيم القاعدة في اليمن. ووقعت الاشتباكات خلال جنازة الشيخ محمد جار الله السفياني، أحد وجهاء منطقة بيت السفياني في السدة في محافظة أبين، وسط اليمن. ويعتقد بأن حاتم أحد أبرز قادة القاعدة وينظر إليه على أنه المتحدث باسم تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب. وكانت تقارير صحفية أجنبية قد نقلت عنه أخيرا تصريحات يبشر فيها بقدوم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروفة باسم "داعش"، إلى اليمن. تسوية الحسابات واتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الجمعة الحوثيين بخرق اتفاق السلام المبرم بوساطة مبعوث الأممالمتحدة لليمن، جمال بن عمر. وفي كلمة إلى الشعب اليمني، قال هادي "الطريقة المشروعة لتنفيذ هذا الاتفاق هو الاعتراف بسلطة الدولة على البلاد كلها وخاصة صنعاء." وأضاف " تسوية الحسابات بالقوة وأعمال الانتقام لن تنبي دولة." وتساءل هادي "هل مكافحة الفساد وبناء الدولة يأتي عبر نهب المنازل والقواعد العسكرية ومؤسسات الحكومة؟". كما اتهم بن عمر الحوثيين ب "نهب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من معسكرات الجيش في صنعاء وسحبها باتجاه محافظة عمران." وطالب المبعوث الدولي الحوثيين بتنفيذ بنود الاتفاق. غير أن الحوثيين أعلنوا أنهم لن يسحبوا مسلحيهم من العاصمة إلا بعد تشكيل الحكومة. ووقعت الرئاسة اليمنية والحوثيون وأحزاب يمنية الأحد على اتفاق لإنهاء الاقتتال يشمل تشكيل حكومة يشارك فيها الحوثيون. وكان الحوثيون سيطروا على مؤسسات رسمية في صنعاء الأحد الماضي دون مقاومة في أعقاب حصار للعاصمة دام شهرا واشتباكات مع مقاتلين سنة وقبائل انتهت بمقتل أكثر من 270 شخصا.