على خلفية أصداء بيان اجتماع حلف قبائل حضرموت الذي دعا إليه قبائل شبوة والمهرة وسقطرى, ومشاركة المشايخ فيه, وما سببه البيان من بعض البلبلة في الكيان الحضرمي, الذي يعاني من بعض التصدعات والتشظي, برزت أصوات من خارج الحلف وكأنها قادمة من بئر عميق مجهول لم تأت بغير التهمة والافتراء, ولهؤلاء أقف معهم هذه الوقفة. لا أريد أن أحشر قلمي في تحليل البيان وكشف حالته الصحية والنفسية التي ظهر بها والذي خلا حتى من ختم الحلف الذي كنا نراه مذيلا في كل بيان, فيكفي ما تناقله الشارع الحضرمي عنه. ولكن وقفتي مع أولئك الذين ظهروا على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا ال"فيسبوك" على هامش البيان، وأقولها بتألم أنهم ينتمون لتيار محدد في حضرموت وشنوا حملة رعناء وأحدثوا شنشنة خرقاء حول مشاركة العلماء والدعاء الذين حضروا الاجتماع, وقذفوا كل ما في جعبهم وما اكتنزته صدورهم من قيح وفيح في حق العلماء والدعاة. لم أكن أظن أن يبلغ الأمر هذا المبلغ, ولم أكن أتوقع أن يصل الارجاف والإجحاف إلى ما وصلا إليه, وكأنهم – العلماء- الشياطين التي هبطت فجأة لتخطف مقدم الحلف. حالة من الهوس والتشنج انتابت القوم, ووصلوا لوضعية "الفصل" عن كل ما يمت للعقلانية والرزانة والتؤدة, وبدؤوا في كيل السباب والشتام والتهم الباطلة التي نعرفها جمعيا, وقادوا هجمة من التنكير والتجهيل والتقبيح, كل ذلك بمجرد أن رأوا صورة المشايخ والعلماء بين جموع الحاضرين, ولا غرابة فالشياطين تنخر وتفر من رؤية المؤمنين. بعد كل هذه الحملة الشعواء ضد المشايخ أيقنت أن رغبة القوم هي أن يستفردوا بالحلف بعيدا عن أي مكون دعوي آخر, وليبقى بعض دعاتهم عالقين بالحلف وكأنهم ظله الظليل .ولهم حضورهم وظهورهم في كل لقاء واجتماع, بينما حضور المشايخ خطر ومصيبة وكارثة, على الرغم أن المشايخ لم يشترطوا دخول ممثلين لهم في الحلف من بداية تكوينه, فلو كان العلماء والدعاة يرغبون في جر الحلف لجيبهم لفعلوها وخاصة في أوقات كانت الظروف مهيئةتماما لذلك ومن كان قريبا من الحلف يعلم قولي هذا جيدا, فلماذا هذا النزق من مشاركة المشايخ, وهل يستطيع المشايخ أن يفرضوا رأيهم ويلزموا كل الحاضرين بقولهم؟ أيعقل هذا؟ أم أن إبعاد العلماء والدعاء الذين يمثلون تيارا ما كان مقصودا لذاته لإبقاء الحلف في أحضان تيار آخر. للأسف هذه الحقيقة موجعة ولكنها تبقى حقيقة واضحة كشمس الظهيرة, والفرية التي يتكؤون عليها وهي أن المشايخ بل وكل التيار السلفي لم يعرف عنه أي مشاركة للحلف في بعض مواجهته مع الجيش, نقول نعم…!, وكل القبائل الأخرى تقريبا, ولكن أين مشاركات أتباعهم وطلابهم ومؤيديهم, هل رأيناهم يتسابقون على الصفوف الأولى لمساندة الحلف في مواجهاته, أم أنهم يصنعون مجدا لأنفسهم لم يساهموا في بنائه, لم نر أيا من أفرادهم إلا بعض علمائهم يتسابقون لمنصة الحلف في كل لقاء, فلم ترمون الناس بالحجارة وبيوتكم من زجاج .؟؟ تبقى مشاركة الحلف في كل اللقاءات شأنا حضرميا, وبالتالي كل الحضارم معنيين بالمشاركة ولو كانوا من الجن, فلا يأتي من تهوّس بحب الظهور والبروز لينثر رجيعه علينا بتهم وافتراءات تعكس حالة التأزم والوضر الفكري الإقصائي الذي حجر على عقولهم وأطبق عليهم فتطاير الشرر من صفحاتهم ومواقعهم. أتمنى من كل هذه الأصوات النشاز التي تبعث على الاشمئزاز أن تأتي بالبينة عما تنثره من قيح وفيح وكذب وبهتان عن علمائنا, رغم أني أعلم يقينا أنهم مفلسون تماما كإفلاس سحابة الصيف من المطر, إلا من الشخبطة على ال"الفيس" و "تويتر" ومع هذا نقول " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" وإلا فإن الذي يصرخ بأعلى صوته في صورة هستيرية، نعلم أنه يخفي خلف زعيقه شيئا لا يرغب أن يطلع عليه الناس.