ألقى الدكتور أحمد باحارثة محاضرة في المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل المعروف اختصارًا ب( منارات )، حملت عنوان ( اليمن من ضيق الجهوية إلى سعة الهوية ) أكد فيها أن حلم الوحدة اليمنية قد تحول إلى كابوس خانق بعد سقوط مشروع المثقفين الرواد تحت مسمى ( اليمن الطبيعية ) ليحل محله مشروع الانحصار في النموذج الشمالي تحت مسمى ( اليمن الأم )، ولاسيما بعد حرب صيف 94، وعلى أساسه تم تهميش المكونات الثقافية والاجتماعية لحضرموت والجنوب لصالح نظيراتها في الشمال، وبذلك انتقلنا من سعة الهوية إلى ضيق الجهوية بينما كان ينبغي عكس ما حدث . ودعا في المحاضرة التي أقيمت عصر يوم الثلاثاء أول أيام العام الجديد بصنعاء إلى استيعاب كل مكونات الوطن والاعتراف بالتنوع الثقافي واحترام الخصوصيات، وإيجاد شكل سياسي مغاير يحفظ للوطن طبيعته الفسيفسائية دون أن يبغي عنصر على آخر أو توزيع صكوك الوطنية على جهات وتخوين غيرها، ولن يتم هذا إلا بنظام اتحادي فيدرالي لا بوصفه خيارًا للتحاور والمساومة، بل هو ضرورة وخيار استراتيجي، وقال إن الخوف الحقيقي في هذه المرحلة المفصلية يأتي من فريقين المتشدد المتعنت في الشمال، والمزايد المنبطح في الجنوب . ثم شارك بعض الحاضرين في التداخل عقب المحاضرة وسط لغط حاد بين معتدل مؤيد لأفكار المحاضر، وقلة متشددة رافضة لبعض أطروحاتها، أدار المحاضرة السيدة نور باعباد الوكيلة بوزارة الشئون الاجتماعية والدكتور يحيى الطلقي الأستاذ بجامعة عمران . وفي تصريح لمندوب إذاعة مونتي كارلو حول تنازع الهويات في اليمن، أكد الدكتور أحمد باجارثة أن لحضرموت هويتها المتميزة لقدم اسمها ولكونها إحدى الدول التاريخية بجنوب جزيرة العرب، ولما حققه أبناؤها من دور حضاري في أقطاب الأرض، وهي هوية لا تتنافى مع الإطار اليمني العام دون أن تحجم في جنوبه أو شماله .