و شتيب مدينة مقدونية تقع في شرق مقدونيا . زرتها عدة مرات وتعرفت في جامعتها على ييلماز شيريفوف الذي أصبح من أعز أصدقائي . ولما كنت أسأله عن قوميته كان يجيبني أنه يوروك . ينطق التركية ولكنه ليس تركياً . أتاني ذات مرة وقد كنت في كيتشيفو عند صديقي الألباني عيسى السباخي واصطحبني بسيارته في طريق شاق ومتعرج وطويل . ولما كنت لا أشاهد سوى المواشي كنت أعرف أن المسافة عن مدينة شتيب لا تزال بعيدة . قرىً تتبعثر في الرفوف الجبلية . والأعشاب طويلة في وسط تلك الغابات الغناء . حتى اسوقفتني حقول التبغ فسألته : لم أكن أعرف أن هناك تبغ إلا في مدينة بريليب . فابتسم وأجابني : هذه الحقول التي تشاهدها تقودك إلى قرية بارناليا وهي من القرى التي تقطنها قوميتي اليوروكية . وصديقي ييلماز كان من قرية كوجاليا . وصلنا قرية بارناليا التي تختبيء في رفوف جبل بلاتشكوفيتسا . فأوقف مركبته وقال : هيا بنا نستنشق أنقى هواء في العالم . وكانت المفاجأة أن يلماز اصطحبني إلى حفلة عرس لطفلة في سن الرابعة و بلا عريس . إنتظر أبواها سنين طويلة حتى رزقهما الله بها . وأراد والدها أن يفرح بهذه الحفلة المبكرة جدا . وأقسم حسين فيرات والد الطفلة أنني لن أغادر القرية إلا بعد أن يأذن لي . وتم ذلك بعد ثمانية أيام لم تكن كافية لأهل القرية إلا بالكاد وهم يستقبلون ضيفاً عربيا . أولادهم لا يتلقون سوى التعليم الإبتدائي وبناتهم ربات بيوت وأبنائهم إلى العمل مبكراً كلٌّ بانتظار زفافه الذي يتممه الأب في الغالب . أليوركيون يعيشون في عزلة ولا يتقبلون الغريب بسهولة . لكن أهل قرية ييلماز سمحوا لي بمغادرتها بعد شهر و ..... بالكاد أيضا .