رغم ما عرف في اليمن من صراعات ورابطة بالصراعات الإقليمية والدولية التي كانت اليمن ساحتها ورأس حربتها ومن ثم الصراعات الأخرى على الحكم والمتفرعة من الواقع العام الاجتماعي والسياسي فان ما يجري الان وفي محطة ما تسمى الثورات السلمية هو الأسوأ وهو الأخطر على اليمن واستقراره ووحدته ومستقبله. مع بدء ضعف وتراجع الاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة فمد الاسلمة مثل نوعين او اتجاهين ولكليهما ربط وارتباط بالغرب وصراعاته ومصالحه وإذا هذا المد جاء والنظام في صنعاء بأمس الحاجة لمواجهة وإيقاف زحف التوحيد شيوعيا بالقوة فذلك ما فرض لهذا الطرف واقعية الأمر الواقع كخطر كامن اومتربص وظل الخطر الأكبر باتجاه النظام قبل او بعد الوحدة ولعل ذلك ما يتجلى في محطة الثورات السلمية كما تسمى وفق سيناريو مرسوم لها من الغرب. فسلمية الثورة الإيرانية باتت الخطر على المنطقة كما فهمنا او مورس تفهيمنا من الغرب وهذا الخطر ينبثق من سلمية كما تتجلى المخاطرة تجاه اليمن من تموضع للعنف والإرهاب وسعي التطرف الاخواني القاعدي للاستيلاء على النظام.. ومع ذلك فقد انبثق من مواجهة خطر الثورة الإيرانية خطر صدام حسين تجاه المنطقة كما انبثق من الجهاد في افغانستان والأطراف السياسية التي تمثل خطر وفيالق الإرهاب. وفي ظل مواجهة خطر صدام حسين من تحرير الكويت حتى غزو العراق ينبثق من الخطر المركب من واقع التطرف في ايران والبرنامج النووي. ولعل ذلك ما اوجب التطور والتطوير صراعيا الى محطة موازية هي محطات الثورات السلمية كما تسمى وقد هيأ لها إقليميا إعادة موضعه لتركيا تناقضا مع ما أسسه وأرساه "انتاتورك" لتصبح بين الأثقال الموازية كأقلمة واسلمة الإسلام السياسي في سلك الإخوان في اليمن يكون تطور من الكفر بالوحدة والإسلام في دستورها الى الإسلام بالدستور التركي الذي لم يصل في إسلاميته الى مستوى دستور الوحدة. دعونا بصراحة نقول ان أحزاب المشترك كلها أطراف ناصبت الغرب العداء في سياستها وفكرها وفي سلوكها وتاريخها باتت في محطة ما تسمى الثورات السلمية لا تختزل فقط كل عدائها في العجرفة تجاه النظام وإنما تتعالى بعجرفة تجاه الواقع الذي تحقره وتجاه الشعب الذي لم تعد تخجل او تمتلك حمرة خجل في استمرار تحقيره. كل هذا يحدث كتعامل مع الواقع وسلوك في الواقع من قبل المشترك والاكثر تطرفا الاخوان، كأنما هؤلاء وقعوا صفقة مع الطرف المنتصر في الحرب الباردة ليقضي النظام ويوصلهم كبديل يستولي على النظام. ولذلك فهم لا ينظرون الى الأحداث وحديث ما تسمى ثورة سلمية او للازمة في اليمن الا على انها مسرحية للواقع او مسرحة هذا الواقع لابد ان يوصلهم للحكم كالتزام غربي او ما يسمونه تغيير ومتغير دولي. ليس امامنا غير مواجهة هؤلاء في واقع اليمن بوقائعه، وليس امامنا غير مواجهة الأرضية الخارجية لما تسمى الثورات السلمية بواقع اليمن وبوقائع ما يجري فيه ومهما ارتفعت أصوات التضليل وأبواق الأباطيل فوق قدرة وقوة حقائق واستحقاقات الواقع فبالصمود سيعلو صوت الحق وبالصمود ستنتصر الحقائق. الرئيس علي عبدالله صالح هو اول رئيس في اليمن يصل عبر البرلمان وهو اول حاكم في اليمن حاور وأشرك الآخرين وهو اول حاكم عربي يصدر تشريع تحديد الرئاسة بفترتين انتخابيتين متتاليتين. هو اول حاكم يدعو خلال ما تسمى الثورات السلمية الى انتخابات مبكرة لا تابيد فيها ولا توريث، ولذلك فليس غريبا ان يكون اول حاكم يتعرض لنقد وحملات داخلية وخارجية مركزة سياسيا وإعلاميا من قبل ما تسمى الثورات السلمية وبالتالي فما حدث خلال الازمة التي تقرب من العالم كان استمراراً كتحصيل حاصل وبات هؤلاء حتى حين التطاول والتمادي في القذف والشتم وانما يقدمون استثنائيته ديمقراطيا وتفرده كزعيم لا يهتز في محطات ولا يلتفت لتفاهات وسفاهات ويكتفي برد العظماء في تاريخ البشرية "لا تثريب عليكم اليوم".. ما تسمى الثورات السلمية هي الاستمرار لمد السلمية بتدخل في المدخلات وتداخل في المخرجات لتكون في إطار الحرب ضد الإرهاب غربيا ولتكون حربا بالإرهاب ضد أنظمة بتواطؤ الغرب مع الإرهاب لصالح ما تسمى ثورات سلمية وجميع وأراقها في استعمال محطات او حاجيات فيما بات لهث اطراف داخلية للوصول الى الحكم يجعلها أدوات لادوار صراعية وتكميلية وكأنه لم يعد لها ارتباط هوية او انتماء للوطن إلا في حدود وحدات وصولها للحكم. قوة اليمن التي تنامت واقعيا وسياسيا في الداخل والخارج وإنما من خيارات التعايش الواقعية والواعية في الإطار الإقليمي والعالمي. ولذلك فهي فضلت ان لا تكون طرفا ولا بين أطراف وتصرفات صراعات آخرين وبالتالي فاليمن واقعية في ذاتها ومع ذلك ولا تريد التقاطع مع مصالح الآخرين في ظل الحرب الباردة او بعدها ولكن من حقها في اطار ذلك تعظيم مصالح واقعها كمصالح للوطن والشعب اليمني. ولهذا فاذا كان قرابة 90% من ابناء الشعب اليمني متمسكون ومصممون على البديل الديمقراطي فذلك يمثل استحقاقا وحقا لواقع فوق الشرق او الغرب او مجلس امن او عصبة امم ولا نعتقد في ذلك ما يضر مصالح أي طرف خارجي. إذا مجلس الأمن سيسير تحت التضليل وإيقاع أباطيل ربما كان الافضل ان يعرض الطرف المنتصر في الحرب الباردة سيناريو ما تسمى ثورات سلمية ويتخذ قرارا بإقصاء أنظمة وتعيين بدائل كما يريد او كما يراد. اذا مجلس الأمن بات مع سيناريو مسبق يصبح فيها واقع ووقائع هي ما يراد في هذا السيناريو فإننا نرى بالمنظمة الدولية والنظام الدولي موضعة او تموضع من هذا او الأفضل صياغة السيناريو المسبق الى قرار مسبق لمجلس الأمن على أساس ان الكبار أوصياء على الصغار والادرى بما يصلح لهم. حقيقة فالحالة اليمنية والتصرف والمسلك السلمي والحكيم للنظام مثلث تعرية للسيناريو الغربي لانه ربما لم يكن احد من سكان الأرض يتوقع انما يمارس الغرب الديمقراطي والذي أطنب في الشعارات الديمقراطية حتى اذى السمع والمسامع لسكان الأرض ان يمارس بالمناورة والمراوغة ما هو الرفض للبديل الديمقراطي والادهى والأمر ان يكون هذا الضرب مع البديل الشمولي المتناغم او الملتحم بالإرهاب. إذا 90% من أبناء اليمن مع البديل الديمقراطي وصناديق الانتخابات فاننا نرجو ان لا يمارس ترهيب اليمن ولا تفعيل الإرهاب ضد الشعب اليمني لأن ذلك لا يفيد ولا يجدي بقدر ما سيزيد الشعب اليمني تمسكا وتعميما بالبديل الديمقراطي وهذا حق للشعب لا علاقة له بصراعات ولا تسقط أي صراعات ولعل الرأي العام الغربي المضلل سيصل الى حقائق ما يعتمل في اليمن.