نت – سعيد عزيز: على مدى اسبوع ضلت وسائل اعلام اللقاء المشترك والموالية لها تسوق عن دعوة ملكية لقادة اللقاء المشترك الى زيارة الرياض ، وافلحت تلك الآلة الإعلامية في نشر هذا الخبر على سطح متسع من المتابعة لعل موقع " حشد نت " هو الآخر قد نشر الخبر طبقا لما اوردته وسائل الاعلام المناوئة ، لكنها – تلك الوسائل ومطابخها - لم تفلح في إخفاء كذبتها أو اعطاءها مخرجا لا يكشفها ويعريها على سطح أكثر اتساعا من المتابعين انفسهم .! ولأن حبل الزيف رفيعا عادة بما يكفي لعدم صموده .. فاننا سنعرج هنا باختصار وبدون شماتة على حقيقة ما جرى لقادة المشترك وما تلقوه من صفعات اعادت للمنطق اعتباره ووضعت حدا للبهرجة الزائفة الذي لا تسمن ولا تغني .. فبعد مكوث طويل لتلك القيادات السندبادية في دولة قطر خرجت تلك القيادات بتوجيهات قطرية حازمة مفادها افشال المبادرة الخليجية مقابل بقاء الدعم السخي والعكس صحيح .. ولأن المشترك يعرف يقينا ان بقاءه سيضل مرتهنا بالمقررات السلمية للحل ، كما يعرف قادته ان ضياع المبادرة الخليجية هو ضياع للتركيبة السياسية والبنيوية لليمن برمته فقد دفعهم حيائهم تجاه الكريمة قطر بأن التزموا الصمت استجلابا للدعم ومنعا للغضب .. وقرروا التواصل مع الجانب السعودي على خجل.! على الواجهة الإعلامية كانت الأخبار تنبئ بدعوة ملكية للإخوة في اللقاء المشترك ، تغطية لحفظ ماء الوجه ، بينما على الواقع كانت تجري محاولات لاقناع السفير السعودي في قطر بمنحهم وجهة نحو المملكة والتحضير للقاء يجمعهم بالملك السعودي .. تلك عادة قد دأب عليه هذا التحالف المعارض الذي يرتهن لانصاف الحلول ... وبدوره حاول السفير تلبية طلبهم .. ليكن الرد واضحا لا لبس فيه ولا محاباة من جلالة الملك عبد الله الذي بادر الى رفضه وعدم استعداده للقاء جانب المعارضة اليمنية بشكل أحادي ودون بوادر تسوية معلنة على الأرض .. وان الملك مستعد لاستقبالهم بحفاوة في حال ان وصلوا هم والجانب الحكومي الى الرياض للتوقيع على اتفاقيات التسوية من آلية وبنود المبادرة الخليجية. الموقف السعودي الرسمي ابرزته افتتاحية جريدة المدينة المقربة من الملك والتي كتبت على واجهتها وتحت عنوان " المبادرة هي الحل " وجاء فيها كلمات تعبر عن ما جرى حيث تقول : إن حل الأزمة الراهنة في اليمن بأيدى اليمنيين أنفسهم ومصير بلادهم مناط بهم وأي تصعيد في الاتجاه الخطأ الذي لا يقود لإشاعة السلام والطمأنينة يتحملون نتائجه الآنية والمستقبلية لذا على الفرقاء قطع الطريق أمام « المتربحين»بفرقتهم والمستثمرين والمستغلين لآلامهم من أجل مصالح ضيقة أو أجندة خارجية. لقد طال أمد الشد والجذب بين الحكومة والمعارضة حول مسألة نقل السلطة والتي وضعت المبادرة الخليجية لها كافة عناصر الحل من أجل الخروج بالبلاد إلى مرافئ الاستقرار والذي سينعكس بالإيجاب على محيطه المشترك ويعر ف الجميع ذلك. " هذا الموقف الإخوي المعبر والهادف للم الشرخ اليمني لم يقنع اطراف ضلت ترى في الصفقات واللقاءات مرتعا خصب لها .. لتنحسر المطامع في لقاء الملك عبد الله الى محاولة لتحضير لقاء مع وزير الخارجية السعودي ، ولم يفلح الأمر ايضاً .. المملكة العربية السعودية الشقيقة اتخذت موقفا مبدئيا وحريصا على اليمن .. إذ انه وفي ضل توارد الأنباء عن قرب وصول المبعوث الاممي والخليجي الى صنعاء للعمل على اتمام الاتفاق بين الاقطاب اليمنية من غير الخلاق ان يكون هناك لقاء خارج اليمن بطرف يماطل في وقت مفترض ان يكون في صنعاء لبيان جدية نواياه في التعاطي مع المبادرة الخليجية التي تبنتها دول الخليج وعلى رأسها المملكة. موقف المملكة اعاد للمنطق اعتباره .. ودفع بالمشترك خطوة في الاتجاه الصحيح ، بما يجب ان يفعله قادته ، وبما يجب ان يتنصلوا منه الآن .. لكن التجاذب الحادث بين تلك الخيارات .. نصائح الرياض و توجيهات الدوحة .. ناهيك عن التباين الحادث بين القوى السياسية في المشترك والقوى الانقلابية المحسوبة عليه .. قد تجعل المشترك على الرهان .. وطالما ضل الرهان على المواقف التاريخية.