في الوقت الذي تستعد فيه كافة المؤسسات الفلسطينية في شتى بقاع العالم لإحياء ذكرى النكبة، تعلن السلطة المتسلطة البدء الفوري في متابعة مفاوضاتها الاستسلامية مع العدو الصهيوني العنصري المحتل التي يهدف من ورائها العدو، وبتغطية أمريكية وعربية، إلى تصفية القضية الفلسطينية بتوقيع صك الاستسلام ورفع الرايات البيضاء. إن العودة للمفاوضات الغير مباشرة أو المباشرة في الوقت الذي تقوم فيه دولة العدوان بتهويد القدس الشريف وتهديد سلامة الأقصى المبارك، وفي نفس الوقت تعتريها حمى بناء المستوطنات وتوسيع غيرها وإكمال بناء السور العنصري العازل، وتحاصر مليون ونصف المليون من أهلنا في غزة وتُضوّرهم جوعاً ومرضاً، سائقة إياهم إلى الموت البطيء، في الوقت الذي تعلن فيه رسمياً على الملأ يهودية الدولة لتهيئة الرأي العام العالمي قبول طرد كامل الشعب الفلسطيني الذي ما زال صامداً على أرضه، أرض فلسطين التاريخية، إن العودة إلى المفاوضات له خيانة عظمى وطعنة في صميم قلب كل فلسطيني. كيف تعود هذه السلطة إلى تقبيل وجنات جورج ميتشيل وتأخذه بالأحضان والابتسامات ورئيسه ومرسله باراك أوباما يعلن من البيت الأبيض، الذي أصبح أكثر ضيقاً وسواداً وإجحافاً لقضيتنا العادلة، بأن أرض فلسطين العربية التاريخية هي ملك للشعب اليهودي؟!؟! كيف تقبل السلطة استقبال الرباعية والتحادث معها، بينما يرأسها مجرم الحرب توني بلير، الحاقد على العروبة والإسلام، وعنصري إلى ما لا نهاية، قاتل عشرات الآلاف من شعبنا العربي في العراق زوراً وبهتاناً؟ كيف تستمع هذه السلطة إلى ساركوزي وتكن له فائق المودة وهو يصرح علناً أن فرنسا ستقف دوماً إلى جاني إسرائيل وستحافظ علة وجودها وأمنها؟ إن كل هذه الزمرة الدولية الحاقدة على العروبة والإسلام تغفل وتتغافل الكلام عن الشرعية الدولية حين يتعلق الأمر بإسرائيل وأعمالها الإجرامية والعنصرية التي لم تطبق أي قرار من قرارات الشرعية الدولية، بينما يضغطون ويحشدون التأييد العالمي ويُهددون بتطبيق البند السابع إذا كان ذلك يتعلق بأي دولة عربية. لماذا نعود للمفاوضات والشرعية الدولية منحتنا أدنى حقوقنا في قراراتها 181 194 242 338... إلخ؟ اقتدوا أيها الجبناء بالعدو الصهيوني، عدو الأمتين العربية والإسلامية، وإن لم يكن عدوكم أنتم، كيف يعمل لخدمة شعبه رغم أنه ظالم ومرتزق ويدافع عن سلامته وغطرسته واحتلاله؟ قريباً ستلاقون ربكم إن كنتم تؤمنون به وبرسوله. ماذا ستقولون لناكر ونكير حين يسألانكم في القبر على أي دين قضيتم؟ ماذا عملتم من أجل الدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشرفين؟ د. راضي الشعيبي