لعل اعترافات رئيس وزراء قطر بأن ثمة تغييرات مرتقبة قد تطال الأسرة الحاكمة في قطر في مقابلة أجرتها "كريستين أمانبور" من شبكة " أي بي سي" الأربعاء 13 أبريل معه لم تأتي من فراغ ، ، وخصوصا اذا ما تم ربطها بأحداث أخرى حصلت في قطر ، قد يتمخض عنها معرفة ان ثمة انقلاب يدار من خلف الكواليس ، بطله الشيخ حمد بن جاسم. كانت قد كشفت مصادر سياسية الاثنين 28/2/2011 أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تمكن في ذلك الحين من إحباط محاولة انقلاب عسكري استهدفته، واعتقال عشرات الضباط ووضع العديد من الأسرة الحاكمة تحت الاقامة الجبرية. وحسب مصادر من المعارضة القطرية في الخارج "أن أمير قطر تمكن من إحباط محاولة انقلابية ضده قام بها قادة في الجيش القطري يوم الخميس من ذلك الزمن". وأضافت المصادر دون الكشف عن هويتها "أن 30 ضابطًا من الجيش جرى اعتقالهم منهم 5 ضباط من الحرس الأميري فيما وضع 16 شخصية من شيوخ عائلة آل ثاني يشغلون كلهم مناصب رفيعة في الجيش القطري تحت الإقامة الجبرية." وأوضحت "ان الانقلاب الفاشل الذي قاده قائد أركان الجيش القطري اللواء حمد بن علي العطية لم يكن وليد اللحظة بل كان نتيجة تراكمات بدأت منذ الانقلاب الأول عام 1996 بعد انقلاب الأمير حمد بن خليفة آل ثاني على والده." ولفتت المصادر إلى أن غضبًا عارمًا يسود أروقة المؤسسة العسكرية والأسرة الحاكمة أجبرت الشيخ حمد بن خليفة على الاجتماع بشيوخ آل ثاني لوضعهم في صورة المحاولة الانقلابية محذرًا من انقسام الأسرة المالكة. وحول تمييع الشخصيات التي تاتي وراء الانقلاب و أسباب الانقلاب قالت المصادر إن قبول الأمير الحالي لدولة قطر باستضافة قاعدة "عيديد" الأمريكية وسياسة التقارب مع إسرائيل والزيارات السرية المتبادلة مع مسؤولين إسرائيليين كانت من بين أهم ما أجّج الشعور بالامتهان والغضب لدى قادة المؤسسة العسكرية في قطر. كما كشفت نفس المصادر أن ما زاد من حدة الغضب في أوساط شيوخ العائلة الحاكمة تجاه الأمير الحالي هو شريط فيديو جرى تسريبه يظهر فيه الأمير حمد يوثق عملية تحميل الطائرات الأمريكية من قواعدها في قطر بقنابل الفسفور الأبيض والذخيرة والمعدات العسكرية وإنشاء جسر جوي بين الدوحة وتل أبيب مرورًا بدولة ثالثة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة. لكن ما يكشفه دبلوماسيين ومختصين في الشأن القطري ينفي تلك الاسباب ويضع رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في دائرة الاتهام وبمساندة غربية واقليمية. وبكونه رجل أعمال مهم ويوصف بأنه وجه ليبرالي منفتح كما تصفه وسائل اعلام اسرائيلية واميريكية وتلمعه بطريقة ملفته مع تحفظها النسبي حول امير قطر حمد بن خليفة ال ثاني .. والتي يبدو ان الدوائر الاميريكية والاسرائيلية ورغم انفتاحه هو الاخر بشكل ملفت على كل المشاريع الاستراتيجية الغربية الا أنها تجد فيه جمودا في التفاعل مع بعض مشاريعها . أذ تذمرت صحف غربية في تقارير لها لعل اهمها ما كتبته "رولا خلف ومارتن ديكسون" ان قطر انقلبت من اهم موقع للاختراق الاسرائيلي في المنطقة الى داعية لحقوق الفلسطينيين والايرانيين وحزب الله. واشارت الى ان ولي عهد قطر الشيخ تميم يدير 85% من شؤون قطر من خلف الستار. وهو ما يدل على ان تلك السياسة حيال حزب الله وايران يديرها ولي العهد " امير البلاد في المستقبل " اذا لم تحدث أي تغييرات في قطر . المحللون انفسهم وصفوا موقف قطر الرسمي بالمزدوج ، وهو ما يفسره تباين التوجهات بين رئيس الوزراء القطري – حليف الغرب الوثيق وامير قطر وولي عهده المتحفظون نسبيا حيال تلك العلاقات الاستراتيجية. المصادر نفسها كشفت عن " عدم تقبل " كلاً للأخر .. رئيس الوزراء القطري .. وولي العهد ، مستدلة بتصريحات لرئيس الوزراء القطري سربها مقربون منه .. ما تأمله الدوائر الغربية والاسرائيلية من قطر لتلعبه اكبر من امكانيات اميرها الحالي ، لكنها ليست بعيده عن رئيس وزراءه الذي قد يقود التغييرات الشعبية في قطر في المستقبل القريب وبمساندة شعبية وغربية واسعة.