افردت صحيفتا الخليج والبيان الاماراتيتان افتتاحيتيهما ،اليوم الاحد، للشأن اليمني مع ختام الحوار الوطني في اليمن. الخليج : اليمن والخطوة الأولى اختتام مؤتمر الحوار الوطني اليمني أعماله بعد طول انتظار، بالاتفاق على الوثيقة النهائية ووثيقة الضمانات التي رسمت خريطة الطريق لاستكمال المرحلة الانتقالية، يدعو للارتياح والأمل . لكن الارتياح والأمل لا يكفيان، والنوايا وحدها لا تأخذ خريطة الطريق إلى نهايتها المرجوة . فهناك الكثير من العوائق والعراقيل لا تزال قائمة لجهة بعض القوى التي لا تريد أساساً لليمن أن يتعافى ويخرج من محنته مثله مثل بقية الدول العربية المبتلاة بفقدان الأمن والفوضى والإرهاب . ثم هناك مَن استمرأوا السلطة ولا تزال تراودهم أحلام العودة إليها، وكأنها كانت ملكية خاصة، ويعملون على عرقلة أي اتفاق ومهما كان . كذلك، فإن قوى في الجنوب والشمال قد لا يرضيها الاتفاق، وربما صادقت عليه على مضض، لكنها تتمنى سقوطه كي تتمكن من تحقيق مآربها . لذا، فالاتفاق يحتاج إلى قوة تحوله إلى واقع، وإلى إرادة من جانب القوى اليمنية الفاعلة، ودول الجوار التي كانت وراء مبادرة الحوار، ودول العالم الصديقة التي دعمته . كما أنه يحتاج إلى تعزيز عوامل الثقة لتأكيد أن الاتفاق يصب في نهاية المطاف في مصلحة اليمن، وأنه الطريق الوحيد لإنقاذ البلاد من الفوضى والفلتان الأمني، وضمان وحدته . وذلك من خلال الإيمان بألا استبعاد ولا استئثار بعد اليوم، وأن اليمن كل اليمن لكل أبنائه، وأن المواطنة هي الجامع الأوحد بينهم، وأن الوحدة هي الخيمة التي تحمي اليمنيين وتحقق تطلعاتهم في الحرية والديمقراطية والتنمية . أزمات اليمن كثيرة، سياسية واقتصادية وإنمائية وأمنية، وهو يحتاج إلى الخروج منها بعد أن دفع الثمن غالياً خلال العقود الماضية، فليكن الاتفاق هو الخطوة الأولى على طريق الألف ميل . ولئلا يبقى الاتفاق حبراً على ورق، مطلوب من اليمنيين قبل غيرهم أن يترجموا الحكمة اليمانية، لأنهم الأفضل والأجدر في ترجمتها، إذا ما صدقت النوايا، وكان خير اليمن ومصلحته هما الهدف والمرتجى . البيان : اليمن السعيد وصل الحوار اليمني أمس إلى مرافئه الآمنة، ونهاياته السعيدة، بعد أخذ ورد، ومحاولات لوأده أو إفشاله، من قبل القوى المعادية للتغيير، تلك القوى التي أثبتت الوقائع أن التاريخ والواقع قد تجاوزاها. نجاح الحوار، هو المدخل إلى يمن سعيد يحلم اليمنيون بالوصول إليه، بعد ثلاثة أعوام من الاضطرابات وتعطل الحياة الاقتصادية وتوقف عجلة التنمية. لا شك في أن الاستقرار السياسي هو المدخل إلى الاستقرار الاقتصادي، والعلاقة بينهما متبادلة، ومن شأن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني اليمني أن تشكل القاعدة التي اتفقت عليها غالبية الأطياف اليمنية لتجاوز مرحلة الاضطرابات، والانطلاق نحو الاستقرار والتنمية وليس غريباً أن تحاول بعض القوى المتضررة من هذا الحوار والاستقرار أن تضع العصي في عجلاته، وأن تسعى حتى في الفترة المقبلة إلى إحباطه عبر إثارة الشغب وافتعال الأزمات الأمنية، والإصرار على الوقوف موقف المعترض على أي شيء، وذلك ليس جديداً فكل حركات التغيير في العالم ووجهت من قبل قوى متربصة تسعى بكل ما أوتيت من قوة ودهاء لأن تحبط الأمل وتوقف عجلة الزمن وتحاول إعادتها إلى الوراء. لقد أثبتت التجربة اليمنية أنها من أنجح تجارب التغيير فيما اصطلح على تسميته الربيع العربي، والسبب في ذلك أنها اعتمدت مبدأ التوافق، وليس مبدأ الانقلاب، وهذا يجعلنا نفكر ملياً في حسنات هذه التجربة ووضعها على محك الواقع والمقارنة مع التجارب الأخرى التي هيمنت عليها فكرة الانقلاب.. ولعل أهم فكرة كرسها الحل اليمني هي فكرة عدم وجود غالب أو مغلوب، لأن هذا المنطق أثبت السنوات الثلاث الماضية أنه لا يقود إلى التغيير المنشود، ولا يحقق أي مصلحة وطنية، ولذلك تبدو التجربة اليمنية الأكثر نجاحاً في تجارب انتقال السلطة في بلدان الربيع العربي، وهذا لابد وأن يشكل حافزاً للدول الأخرى لأن تعيد النظر في تجربتها، وتحاول الخروج من منطق الغالب والمغلوب.