على الرغم من المصافحات والابتسامات “العابرة” التي تبادلها بعض القادة المجتمعين في القمة العربية المنعقدة حالياً في الكويت، إلا أنه لا يمكن توقع المدى الذي يمكن أن تخرج به هذه القمة التي تنعقد وسط أجواء عربية يخيم عليها “الخلاف” أكثر من “الاتفاق”. ورغم أن المصافحة التي تبادلها أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، مع الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور (الأولى من نوعها في ظل التوتر القائم بين البلدين في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي) من جهة، وبين ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز،وأمير قطر، أثناء توافد الملوك والرؤساء على قصر “بيان” بالعاصمة الكويتية، قبيل انطلاق القمة العربية، إلا أن هذه المصافحة القطرية التي قابلها منصور بابتسامة “خاطفة”، وتلك المصافحة السعودية القطرية، لم تعدو كونها “طقس بروتوكولي” في مثل هذا المحفل العربي.“البروتوكول المصري القطري” الذي كان لافتاً للأنظار، وكذلك “القطري-السعودي” الذي يأتي كأول لقاء يجمع بين ولي العهد السعودي، وأمير قطر منذ قيام السعودية والإمارات والبحرين، بسحب سفرائهم من قطر في 5 مارس/ آذار الماضي، لم يكن متوقعاً في ظل الخلافات التي تعصف بدول في المنطقة، وهي الخلافات التي عرّج عليها اليوم أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، في كلمته أمام القمة، قائلاً: “إننا مطالبون بنبذ الخلافات التي اتسع نطاقها في أمتنا، وباتت تعصف بوجودنا، وقيمنا، وآمالنا، وتطلعاتنا”. وفيما بدا واضحاً من محاولات أمير الكويت تنقية الأجواء بين السعودية وقطر، حيث حرص على اصطحاب كل من ولي العهد السعودي، وأمير قطر إلى جانبه متوسطا إياهم، متوجهين من القاعة الأميرية في قصر “بيان” لالتقاط صورة تذكارية قبيل انعقاد القمة العربية، وهو يمسك بأيديهما، إلا أن تلك المحاولات تبقى أسيرة التكهنات في ظل مغادرة الأمير القطري لقاعة القمة فور إنتهائه من إلقاء كلمته، ومغادرة ولي العهد السعودي، الكويت، عائداً إلى بلاده، ما فسر على أنها “خطوة سعودية لقطع الطريق أمام أية محاولات لعقد مصالحة مع قطر”. والقمة التي يحتضنها الخليج الذي طفت فوق مياهه، مؤخراً، القطيعة الدبلوماسية بين الرياض وأبو ظبي والمنامة من جهة والدوحة من جهة أخرى، تنعقد أيضاً في ظل وجود خلافات بين السعودية وقطر من جهة ورئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي من جهة أخرى وذلك على إثر اتهامات الأخير لهذين البلدين ب”دعم الإرهاب في بلاده”، فضلاَ عن غياب 8 زعماء عرب، والخلافات الخليجية حول الملف النووي الإيراني، ما أوحى قبل الانعقاد بأن هذه القمة لن تشهد مصافحات إعلامية، أو تحيات دبلوماسية قد يتبادلها المجتعون أثناء توافدهم على مقر الانعقاد، أو من خلال مرورهم في أروقة القاعات، أو على مقاعد القمة. كما أن المندوبين الذين حضروا نيابة عن زعمائهم المتغيبين، لم يحضروا لإذابة جليد خلاف أو تلطيف أجواء، وإنما حضروا لئلا يسجلوا غياباً قد يكون سبباً فيما بعد في فشل محتوم، فهؤلاء لن يقووا على اللقاء فيما بينهم دون العودة إلى قادتهم، كونهم لا يمتلكون القرار، إلى جانب مسألة عدم شغور المقعد المخصص لسوريا، وهي المسألة التي انتقدها أحمد الجربا، رئيس الائتلاف السوري المعارض، بقوله مخاطباً القمة، إن “إبقاء مقعد سوريا بينكم فارغاً يبعث برسالة بالغة الوضوح إلى بشار الأسد الذي يترجمها على قاعدة اقتل، والمقعد ينتظرك بعدما تحسم حربك”، وهو ما ينم عن “امتعاض” المعارضة السورية من الخطوة العربية بإبقاء المقعد السوري شاغرا، على عكس ما حصل في قمة الدوحة التي انعقدت في مثل هذا الشهر من العام الماضي عندما جلس ممثلها آنذاك، معاذ الخطيب، على كرسي بلاده. والقمة التي لم يتضح بعد ما إذا كانت ستنتهي في الموعد المقرر لها يوم غدٍ الأربعاء، وخاصة في ظل تصريحات أدلى بها مسؤولون دبلوماسيون كويتيون قالوا، إنه تم تقليص مدة انعقاد القمة إلى يوم واحد، لن تجد الوقت الكافي لمناقشة قضايا عربية رئيسية على رأسها الفلسطينية، والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والأزمة السورية، والأمن القومي العربي.ما سبق من خلافات عربية سيلقي بظلاله على شعار القمة “التضامن والمستقبل” وإلى أي مدى يمكن أن يحرص القادة العرب (المتخاصم بعضهم والذين أعرب وكيل وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله عن ثقة بلاده في أنهم قادرون على تجاوز الظروف الصعبة) على الخروج بقرارات تتعلق بتضامنهم ومستقبل بلدانهم وشعوبهم؟، وذلك إلى أن تجيب الساعات القادمة على هذا التساؤل من خلال نتائج وتوصيات القمة. أخبار من الرئيسية أمير قطر تميم بن حمد يلجأ الى الجزائر بتهمة تعاطي المخدرات : تحويل نجل مرسي الى محكمة جنايات طنطا نجاة السيسي من أخطر محاولة إغتيال - تفاصيل وفيديو مفاجأت قطرية في القمة العربية