مشائخ حصلوا على كميات كبيرة من الأسلحة أثناء أحداث الثورة وقاموا بتخزينها في منازلهم بشكل عشوائي الخطر القادم : صنعاء عاصمة السلاح الأولى في العالم خاص بالمساء برس .... لم يعد خافياً على أحد أن العاصمة صنعاء باتت مخزن كبير لجميع أنواع الأسلحة ويتواجد فيها أكثر من طرف يمتلك مخزون هائل من أسلحة خفيفة ومتوسطة ناهيك عما يمتلكة الجيش الموزع بين نجل الرئيس السابق واللواء علي محسن الأحمر من مخازن تحتوي على أسلحة ثقيلة فقد تكاد تكون العاصمة صنعاء هي الأولى في العالم من حيث تكدس وتخزين السلاح وإنتشار المعسكرات والمناطق السكنية التي ينتشر فيها أتباع بعض المشائخ . مؤخراً تم تسليط الضوء على مشكلة السلاح في العاصمة صنعاء وأرتفعت الكثير من الأصوات حينها مطالبةً بضرورة إخراج المعسكرات من العاصمة سيما بعد إنفجار مخزن لصواريخ الكاتيوشا في مقر الفرقة الأولى مدرع وقبل أعوام حدثت نفس المشكلة في معسكر بنقم بالإضافة الى حوادث الطائرات العسكرية ما يجعلنا أمام حالة إعلان صنعاء مدينة منكوبة بالحوادث العسكرية هذا إذا ما أضفنا الى كل ذلك إنفجارات مخازن الاسلحة التابعة لمشائخ خلال هذا العام أدت الى مقتل وجرح العشرات . تكديس السلاح وتخزينة تزايد بشكل مفزع خلال أحداث الثورة الشعبية السلمية التي جعلت النظام يقوم بتوزع أسلحة بأنواعها على مشائخ وموالين له في أكثر من منطقة بالعاصمة صنعاء وهو نفس الأمر الذي قام به الطرف الآخر وبنا أن نتخيل حجم الكارثة في حالة ما إذا أندلعت مواجهات واسعة بين مختلف الأطراف في ظل وجود السلاح الشخصي الخفيف لدى عامة المواطنين بالتالي سنكون أمام كارثة حقيقية وستشمل الحرب كل منازل العاصمة ناهيك عما سيتركه وجود المعسكرات وسط العاصمة من نتائج كارثية على المدنيين . خلال تلك الأحداث أندلعت إشتباكات في حي الحصبة ما جعل بيت الأحمر بمساندة الفرقة الى التوسع في حي الحصبة والسيطرة علية في مواجهة القوات الحكومية ليصبح حي الحصبة حياً منكوباً بكل ما تعنية الكلمة من معنى نتيجة تحوله الى ساحة قتال أدى الى هجرة السكان الى احياء أكثر أمناً لنقف أمام حالة تقسيم للعاصمة صنعاء أنتجتها تلك الأحداث وفق مواقع تواجد القيادات العسكرية والمشيخية فحي الحصبة أصبح منطقة حاشدية بإمتياز نتيجة تواجد منزل شيخ مشائخ حاشد في تلك المنطقة وخلال الحرب كان المسلحين التابعين لبيت الأحمر يسيطرون على الحصبة حتى وضعت الحرب أوزارها وخلال تلك الأحداث التي أظهرت حجم القوة العسكرية لدى شيخ حاشد المتنوعة بين الاطقم العسكرية والرشاشات وحتى صواريخ الكتف المشهورة بصواريخ "لو" وقاذفات آ ربي جي ناهيك عن البوازيك والمعدلات بأنواعها .. الصراع في الحصبة دفع الشيخ الشائف شيخ مشائخ بكيل الى أخذ إحتياطاته الكاملة لأي تطورات قد تحدث حيث قام بنشر مسلحية في الجزء الشمالي من حي الجراف والأحياء المحيطة بمنزلة الذي يقع في جول النصر وسيطر مسلحوه على تلك الأحياء وقاموا بنصب نقاط تفتيش عدة وتولوا في فترة لاحقة من حرب الحصبة حماية مباني حكومية كوزارة الكهرباء والإتصالات وكانت القوة التابعة للشائف عبارة عن عشرات المسلحين المزودين بمختلف أنواع الأسلحة التي قد لا تقل عن ما يمتلكه أتباع الشيخ الأحمر وكان الرئيس السابق يقوم بدعم الشيخ الشائف الذي ظل على موقفة المؤيد للنظام والرافض للثورة في حين قدم اللواء علي محسن الاحمر الدعم والمساندة لبيت الأحمر نتيجة موقفهم المؤيد للثورة . موقع آخر كان ساحة للقتال بين بعض المشائخ فالشيخ صغير بن عزيز سيطر على أحياء من حي صوفان بدعم من قائد الحرس الجمهوري في حين أن الشيخ حمير الأحمر نشر مسلحيه على تلك المنطقة لتندلع إشتباكات عنيفة بين الشيخين أستمرت لأيام وكان كل طرف يحصل على دعم كامل من الأسلحة والمال فبن عزيز حصل على الدعم من قوات الحرس الجمهوري نتيجة علاقتة الوطيدة بقائد الحرس والاحمر حصل على دعم من قائد الفرقة الأولى مدرع . كل تلك الأحداث دارت في المنطقة الشمالية للعاصمة صنعاء حيث يتواجد المشائخ من آل الأحمر والشائف وبن عزيز وغيرهم في حين أن المنطقة الجنوبية ظلت تحت سيطرة نظام علي عبدالله صالح وتم حمايتها بقوات الحرس والأمن المركزي لمنع وصول المتظاهرين أولاً وكذلك لمنع وجود أي بؤر لمشائخ موالين لعلي محسن الأحمر أو لبيت الأحمر فقد سيطرت قوات الحرس على تبة محمد علي محسن وقامت بقصف منزل حميد الأحمر حتى تحكم السيطرة على كامل المنطقة الجنوبية رغم تواجد رمزي لبعض المشائخ مع بعض المرافقين هناك . العاصمة أنقسمت خلال الأزمة الى نصفين النصف الأول المنطقة الجنوبية التي ظلت تحت سيطرة علي عبدالله صالح ونجله إضافة الى القسم الشرقي من العاصمة أما علي محسن الأحمر والموالين له وشباب الثورة فقط أنتشروا في المنطقة الشمالية الغربية من العاصمة تحديداً مديرية معين وما حول الفرقة الاولى مدرع وهي المنطقة المشهورة بوجود معارضين فيها سواءً من القيادات أو من المناصرين وبعد إعلان علي محسن الأحمر تأييده للثورة سرعان ما سيطرت الفرقة على تلك المناطق . كان الحرس الجمهوري يتوزع على جبال العاصمة بمعسكرات كبيرة تمتلك مخزون أسلحة إستراتيجية متنوعة منها الصواريخ وقاذفات الصواريخ والدبابات وغيرها فكان جبل نقم شرقاً وعيبان غرباً والمنطقة الجنوبية بأكملها كلها ثكنة عسكرية تابعة للحرس والأمن المركزي فيما ظلت الفرقة الأولى مدرع تحتفظ بموقعها الأصلي المزود بأنواع عديدة من الأسلحة وإن كانت غير حديثة . العاصمة المنقسمة ما زالت كذلك فأتباع النظام السابق ما زالوا ينتشرون في المنطقة الجنوبية منهم من حصل على كميات كبيرة من الأسلحة أثناء احداث الثورة فأضطر الى تخزينها في منزلة بطريقة عشوائية قد تؤدي الى كارثة في حالة ما إذا حدث أي إنفجار فيها فالكثير من المشائخ الموالين للرئيس السابق حصلوا على إمتيازات كبيرة وقاموا بتوزيع أسلحة على أتباعهم حتى قيادات مؤتمرية قد يظنها البعض مدنية الى حد كبير في حين أن منازل تلك القيادات عبارة عن مخزن يحتوي أنواع عديدة من السلاح . في الطرف الآخر تمكن أتباع اللواء علي محسن الاحمر من الحصول على كميات مشابهه لما حصل عليه أتباع صالح حتى أن بعض المنازل تعرضت فيها مخازن السلاح للتفجير بفعل التخزين العشوائي منها ما حدث في حي السنينه غرب العاصمة أو في منطقة عصر قبل أشهر . الحوثيون لم يكونوا خارج تلك المعادلة فقد تناولت الكثير من الأخبار مؤخراً عن سيطرة حوثية على حي الجراف بالعاصمة صنعاء حيث يقع مقر مكتبهم السياسي ومقر قناة المسيرة الناطقة بإسمهم وحالياً يتواجد في نفس الحي قيادات الحوثيين المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني , في حين يحتشد أنصار الإصلاح في مديرية معين وهي المديرية التي دائماً ما يفوز فيها مرشحي الإصلاح لمجلس النواب أو المجالس المحلية وتعتبر مكان تجمعهم وفي نفس المديرية يسكن قيادات من اللقاء المشترك وتوجد مؤسسات عدة تابعة للإصلاح منها جامعات ومدن سكنية . أما المنطقة الشرقية للعاصمة فيتوزعها أنصار الرئيس السابق مع موالين للأحزاب الأخرى ومؤخراً أكدت معلومات أمنية عن تواجد لتنظيم القاعدة في منطقتي مسيك وشعوب ناهيك عن تواجد طفيف لأعضاء ومناصري التنظيم في حي السنينة الذي يقع خلف منزل رئيس الجمهورية . وبالحديث عن منزل الرئيس فإن منزل هادي يقع ضمن نطاق المنطقة التابعة للواء علي محسن الأحمر والتي يعتبر أغلب سكانها من مناصري حزب الإصلاح وقد قامت الفرقة أثناء أحداث الثورة بإستحداث مواقع عسكرية في الأحياء التي سيطرت عليها وقامت بنقل أسلحة إليها وهو نفس الأمر الذي حدث في المنطقة الجنوبية وعند العودة الى خارطة وجود المعسكرات في صنعاء سنجد أن معسكرات الحرس الجمهوري تحيط بالعاصمة من كل إتجاه ناهيك عن تواجد مقر قيادة الحرس "معسكر السواد" وسط الأحياء السكنية إضافة معسكرات نقم ومعسكرات أخرى ويتواجد في نفس العاصمة مقر الشرطة العسكرية والألوية التابعة لوزارة الدفاع ومعسكرات الداخلية منها النجدة والأمن العام وبقية ألوية الجيش المتمثلة في الفرقة الاولى مدرع بألويتها المختلفة منها اللواء الرابع الذي يعتبر من أقوى الألوية وتولى خلال الأزمة حماية قلب العاصمة نتيجة بقاء قائده محمد خليل موالياً للرئيس السابق وخاض اللواء معارك مع قوات الفرقة من جهة ومسلحي الأحمر من جهة ثانية .