ما تزال قضية خليجي عشرين بحاجة للكثير من البحث والغوص في تفاصيل رواياتها المتوالية والمتواصلة إلى أن يأذن المولى عز وجل بفتح ملفات حساباتها وتصفية كل العهد المالية لدى عتاولة تنظيم تلك الفعالية، لعل ذلك يذهب بعضا من الحسرة والألم التي أصابت الجميع جرَّاء ذلك العبث المالي والخروج المذل لمنتخبنا الوطني من الباب الخلفي للدور الأول- غير مأسوف عليه .. إلا في قلوب عشاقه من الجمهور اليمني الذي ضرب أسداس الخيبة في أخماس البحث عن إجابة: لماذا ؟! وكيف حدث ذلك؟! رغم ما وفرته الدولة من إمكانات مادية مهولة!! تفاصيل أخرى تدور في ساحة التلاعب بالمال العام والذي مثَّل للقائمين على التنظيم ل/''خليجي عشرين/'' سانحةً ومغنما، بعيدا عن كل قيم الولاء بالواجب الوطني الذي طالما تشدقوا بها وأتحفونا بموَّالها؛ حتى بات البعض يخيل إليه بأننا مقبلون على موقعة (عين جالوت) عندما أمر القائد قطز مسئوليه ووزراءه برفد خزانة الدولة بأموالهم المكدسة حينها! لكن موقعة خليجي عشرين شكلت مغنما لكل من يستطيع الهبر وإن بلغت أرصدته في البنوك حد التخمة!! في المقابل كشفت مصادر خاصة ل/''رياضة اليقين/'' أن وزارة المالية شكلت لجنة مكونة من (3) من موظفيها للقيام بعملية فحص ومراجعة الوثائق وإخلاء العهد المالية الخاصة باستضافة بلادنا لخليجي عشرين- ديسمبر 2010م- بمحافظتي عدنوأبين، التي وصلت ميزانيتها إلى (300 مليون دولار) تقريباً. وأكدت المصادر ذاتها أن اللجنة المكلفة من وزارة المالية بعملية فحص ومراجعة الوثائق وإخلاء العهد المالية الخاصة باستضافة بلادنا لخليجي عشرين لم تتمكن من القيام بأي من مهامها منذ أن تم تكليفها الشهر الماضي، بسبب عدم حصولها علي الوثائق المالية الخاصة بالصرفيات والعهد المالية التي صرفت في خليجي عشرين من قبل وزير الشباب والرياضة السابق، رئيس اللجنة التنظيمية لبطولة خليجي عشرين، حمود عباد، وكذلك رئيس اللجنة المالية لخليجي عشرين وكيل وزارة الشباب والرياضة للشئون المالية السابق حسين الشريف والذين لم يقوموا بتمكين لجنة وزارة المالية من القيام بمهامها. ولا تزال القضية الأكثر جدلاً حتى الآن بسبب التناقض التام بين الاستضافة من جهة وما حققته من نجاح جماهيري وبين ما تعرضت له تلك الجماهير الكروية من صدمة كبيرة وخيبة أمل لا توصف جراء النتائج المذلة للمنتخب الوطني، الذي فقد من خلالها حتى كنيته التي جاءت جراء النقطة اليتيمة التي حققها في أولى مشاركتين له بمنتخب (أبو نقطة) ليفقد تلك النقطة على أرضه وبين جماهيره!! بعد أن عجز عن تحقيق أول فوز له على مدار مشاركاته الخمس في دورات الخليج منذ المشاركة الأولى في خليجي 16 في الكويت ليصبح منتخب (أبو سرّه). ذلك التناقض يبدو أيضاً في الأرقام التي تم رصدها كموازنة لخليجي عشرين وصرفت منذ قرابة عامين تقريبا قبل انطلاق خليجي عشرين؛ ففي الوقت الذي طالعنا فيه رئيس اتحاد الكرة أحمد صالح العيسي قبيل انطلاق منافسات خليجي عشرين في تصريحات صحفية لوسائل إعلام خليجية ويمنية أن الميزانية المخصصة للبطولة تبلغ نحو 560 مليون دولار، أي ما يوازي 120 مليار ريال يمني، كما ذكر رئيس الجمهورية اليمنية السابق حينها، واعتمدت لجهات مختلفة مثل وزارة الأشغال ووزارة السياحة ووزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة ودعم المنتخب ووزارة الصحة وجهات أخرى.. وقال إنها مبالغ ضخمة جداً تم استثمارها للإعداد لخليجي 20. بينما أعلن الدكتور عدنان الجفري، محافظ محافظة عدن حينها ورئيس اللجنة الاشرافية الفرعية للإعداد والتحضير ل /''خليجي 20/''، أن الحكومة اليمنية رصدت 60 مليار ريال أي ما يعادل (300 مليون دولار) لتجهيز البنية التحتية ومشاريع للتحسين والتجميل في ثلاث محافظات قريبة، وهي: عدن، أبين، ولحج، لكي تكون في أزهى صورها عند استقبال الحدث الخليجي الهام الذي تحتضنه اليمن كأول وأكبر حدث في تاريخها. ومن جهة ثانية يستمر الأمر في تناقضاته الكبيرة في إشارة واضحة بأن هناك حلقة فساد مفقودة في منتصف الطريق، تشير بالتأكيد لرئيس اللجنة المنظمة حمود عباد ورئيس اللجنة المالية حسين الشريف. وتبقى أيضا قيمة بيع حقوق البث التلفزيوني لخليجي عشرين، التي قامت بشرائه قناة أبوظبي الرياضية بقيمة 35 مليون دولار، نحو 30 مليون دولار منها قيمة النقل، وخمسة ملايين لدعم المنتخب اليمني، وتعتبر قيمة البيع الحقيقية هي 30 مليون دولار، وهو أعلى رقم وصلت إليه حقوق النقل التلفزيوني للدورة بحسب ما أعلنه لوسائل الإعلام حينها أحمد العيسي رئيس اتحاد الكرة ومدير بطولة خليجي عشرين. وتساءل الكثير عن الكيفية التي تم بها إخلاء تلك العهد المالية لتلك المبالغ المهولة التي صرفت في خليجي عشرين، بعد رفض القائمين علي شئون الصرفيات (عباد - الشريف) من تمكين موظفي المالية للقيام بمهامهم؟! وعن الآلية والطريقة التي سيتم من خلالها إخلاء عهد البطولة عموما؛ كون الرقم مهولاً يصل إلى 60 مليار ريال يمني؟! . ولعلنا بحاجة لكافة طاقم وزارة المالية والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وربما الاستعانة بخبراء ومحاسبين قانونيين من الخارج لإخلاء تلك العهد المالية والمبالغ الكبيرة حتى لا تذهب الحقيقة وتنطوي في بطون وأمعاء الهبيشة والنهابة لخليجي عشرين، ممن لم يكن لهم همٌ إلا مكاسبهم الضيقة ومصالحهم الشخصية وليذهب الوطن وخليجي عشرين إلى الجحيم!!