لا شك أن الخوف والقلق والرعب محنة الإنسان، وأزمته الكبرى في هذا الزمان، وان أعظم النعم التي يتمنى الإنسان أن يظفر بها أن يكون آمناً على دينه أولاً ثم على نفسه وعلى ماله وولده وعرضه بل وعلى كل ما يحيط به. لقد أصبح شبح الخوف هو الهاجس اليومي لكل مواطن غني كان أم فقير فالغني خائف على ماله من اللصوص وقطاع الطرق المنتشرين في كل مكان وعلى وضعه المالي والاجتماعي من المتنفذين في الدولة، الذين لا يعترفوا بقوانين أو أنظمة الدولة إلى إذا كانت تخدم مصالحهم الشخصية. أما ذلك الفقير المسكين فكل شيء من حوله مخيف يخاف الجوع فلم يعد في إمكانه الحصول على رغيف العيش الذي يحتاجه للبقاء على قيد الحياة هو ومن يعيل، يخاف من أن ينتهك عرضه بسبب الحاجة والفقر يخاف أن يمرض طفله فلا يستطيع أن يدفع أجرة التاكسي الذي يوصله إلى اقرب مستشفى حكومي ليرمى في الطوارئ بانتظار الحصول على أمر بصرف الدواء من مسئول يداوم ساعة في اليوم. إن الأمن والسلام على مستوياته الثلاثة: الفردية والاجتماعية والعالمية هي من أهم غايات الإنسان وحقوقه في الحياة. . لقد خلق الله الإنسان ليعيش في أمن وسلام على هذه الأرض، وذلك حقّه الأوّل في الحياة، وحينما يصبح هذا الحق مهدداً بالزوال، وشبح الخوف والرعب والإرهاب والقلق يطارده، تفقد الحياة قيمتها ومعناها في نفسه، وتتحول إلى شقاء وعذاب، وعائق يقف في طريق نمو الحياة السوي. وتلك الحقيقة يشعر بها كل إنسان إذا ما واجه تهديد يمس أمنه الغذائي وتوفير حاجة الإنسان مما يحتاجه من الغذاء والأمن من المخاطر ووسائل الرعب والإرهاب التي تهدد أمن الإنسان وحياته فالإنسان عند ما يفقد الأمن يفقد معنى الحياة. إذا على الأحزاب الوطنية الذي تريد خيرا للوطن والمواطن أن تعي أن من أهم مقومات الأمن في الأوطان هو الاستقرار السياسي للبلاد فهو من أهم عناصر استتباب الأمن، عليهم أن يعلموا أن التنمية الحقيقية تقوم على مرتكزات أساسية ثلاثة هي كفاءة إدارة الموارد والعدالة في توزيعها والأمن والاستقرار. وعليه فان دعم الأمن ومصادر الاستقرار مطلب وطني يجب أن يبقى في سلم الأولويات لكل من الحكومة وأحزاب المعارضة لتحقيق الأمان لكل مواطن كما أن العدل يقتضي محاربة كل أشكال الفساد والترهل في القطاعين العام والخاص على حد سواء، وإذا أردنا التعرف على أهمية الاستقرار السياسي فان علينا أن ننظر إلى تلك الدول التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي كيف أن الحالة الأمنية فيها قد وصلت إلى أدنا مستوياتها حتى أصبح المواطن فيها لا يستطيع الخروج من داره إذا ابقوا له دار. ومن مقومات الأمن في الأوطان وجود جهاز أمن قوي أجل فما فائدة الأنظمة وما فائدة القوانين إن لم يوجد سلطة تنفيذية قوية تقوم بتنفيذ الأوامر وبتطبيق الأنظمة والقوانين وتحاسب من يخالفها ولا بد أن يكون هذا الجهاز الأمني قوي بكل ما تعنيه القوة قوي بأفراده قوي بسلاحه قوي بخبرته والأهم من هذا أمانة ونزاهة القائمين على ذلك الجهاز. ولا بد من توافر هذه الصفات في رجال الأمن لأنه مؤتمن على نفوس الناس وعلى أعراضهم وعلى أموالهم وحتى يكون جهاز الأمن قوياً نزيهاً لا بد له من ضوابط وأمور أولها تقوى الله تبارك وتعالى وهي جماع الخير كله ورجل الأمن التقي هو الذي يراقب الله في كل أحواله فيقوم بعمله خير قيام. كما أن من مقومات الأمن أيضاً الاستقرار الاقتصادي للبلاد نعم فتأمين الحياة الطيبة للجميع بتوفير حاجاتهم وسد مطالبهم يوفر الأمن للبلاد والعباد فإذا كانت الاحتياجات الأساسية للإنسان على وجه الأرض تتمثل في الغذاء والكساء والمأوى والدواء, فإن الغذاء يمثل أولويات تلك الاحتياجات، وبه يحيا الإنسان وينمو، وبدونه يفنى. لهذا كان الاهتمام في إنتاج وحفظ الغذاء من أول ما عرفه الإنسان واهتم به، وكان توفير الغذاء بحدوده الدنيا أو العليا، وعلى مدار العام لتلبية احتياجات معينة ومحددة لمجموعة بشرية محددة ومعينة، من أولى واجبات القائمين على تلك المجموعة أو الدولة. إذا لماذا لا يكون السباق بين الحكومة وأحزاب المعارضة على من يكون أكثر قدرة على توفير الأمن والاستقرار للمواطن بدل من التحريض على الخروج على الدولة ومواجهة رجال الأمن وتعطيل المصالح العامة للمواطنين ونشر الخوف والذعر في أوساط الشركات الأجنبية والمستثمرين كما هو حاصل ألان في شبوة ومآرب. بل إن التحريض تجاوز كل الحدود بعد ذلك الفعل الشنيع الذي حصل في مدرسة 7يوليو للبنات المجاورة للسفارة الأمريكية بصنعاء، استهداف النساء والأطفال كيف ما الهدف من القيام بتلك الجريمة وتحت أي مبرر قاموا بها؟ انه فعل إجرامي حاقد يقف ورائه من لا يريدون لهذا الوطن الأمن والاستقرار تجار الحروب مصاصين دما الشعب مرتزقة تحركهم قوى الظلام في الداخل والخرج ان استهداف النساء والأطفال وترويع الآمنين عمل جبان وإفلاس أخلاقي. على العقلاء في أحزاب المعارضة تسخير كل قدراتهم نحو العمل الشريف الذي يخدم الوطن عليهم أن يتنافسوا مع الحزب الحاكم في إيجاد الحلول لانتشال 70% من المواطنين الذين يهددهم شبح الجوع والفقر، عليهم التعاون مع الدولة من اجل استقرار الوطن وامن المواطن تلك هي الطريقة الوحيدة لكسب أصوات الشعب أما التحريض على زعزعة امن واستقرار الوطن وتجويع المواطن لن تؤدي إلا لمزيد من الفوضى وعدم الاستقرار والمستفيد الوحيد من ذلك هم أعداء الوطن. قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) صدق الله العظيم. [email protected]