سطر شباب وشابات من أربع محافظات يمنية ملحمة وعي وطني كبرى يوم أمس بتعز, تجسدت ملامحها في شارع يحمل أعظم اسم في تاريخ النضال الوطني هو شارع 26 سبتمبر الذي أغلق لأول مرة أمام المارة والمركبات في مهمة وطنية نبيلة تستحق الاحترام والتقدير، وقف أمامها الناس إجلالا وإكبارا، مؤكدين ان نظافة الشارع السياسي والاجتماعي تبدأ من نظافة الشارع والحارات، وما غير ذلك يبقى في دائرة المناكفات والمزايدات التي تضر الوطن أكثر مما تنفعه. جيل جديد نزل الشارع اليمني ليسقط الأقنعة "الوطنية"، ويمسح بالمكانس شعارات الفتنة والنفاق، ويجرف كل المزايدات الحزبية.. لأنه قرر شق طريقه إلى المستقبل رافع الرأس..! شارع 26 على موعد مع شباب 26 نحو (150) من شباب وشابات جيل 26 سبتمبر كانوا لأول مرة على موعد مع شارع 26 سبتمبر يحدوهم الأمل والحب الجارف في أن يقدموا له عرفانا بالجميل ولو شيئا يسيرا مما اعتبروه واجبا حتميا عليهم حان الوقت ان يردوا ولو جزء بسيطا منه, ولو عبر المكنسة والمجرف وإزالة غبار التخلف الذي علق به طويلا . عبد الكريم هزاع- عضو محكمة الشباب التابعة للمركز الوطني الثقافي للشباب بتعز قال: انه يشعر بالسعادة الغامرة وهو يقوم وزملائه بهذا العمل الخلاق، معتبرا ان هذا العمل هو اقل ما يمكن ان يقدمه لمدينته التي تستحق ان تكون مدينة نظيفة خالية من التلوث. وأضاف هزاع الذي حضر برفقة ابنه إلى شارع 26 سبتمبر حيث الهدف من حملة النظافة ان هذا العمل النبيل واجب ديني ومجتمعي فإذا نظف كل فرد إمام بيته أو دكانه ستصبح المدينة من أجمل المدن في المنطقة. أما ابنه ارسلان عبد الكريم هزاع – 8 سنوات- فلم يكن اقل جهدا من أبيه وهو يحمل بيد مكنسة ومجرفة وسلة، وبيد أخرى ملصقات توعية يوزعها على أصحاب المحلات بهمة عالية.. وارسلان يدعو أصدقائه إلى الاهتمام بالنظافة أمام منازلهم وحاراتهم وعدم رمي المخلفات في غير الأماكن المخصصة لها، معبرا عن سعادته العميقة بهذا اليوم. محمد طه المعمري– عضو المحكمة قال ان المشاركة مطلوبة اليوم للقيام بمهمة النظافة التي هي واجب المجتمع والدولة على حد تعبيره شاكرا كل عمل نبيل يخدم الوطن, لافتا إلى انه كان من باب أولى استغلال أوقات الشباب والفتيات في العطلة الصيفية في مهمات وطنية مثل هذه الأعمال الحضارية التي نشاهدها اليوم بدلا من إنفاق المليارات لمراكز صيفية يذهب معظمها إلى الجيوب. حسن سعيد– يدعوا كافة المواطنين للتعاون في هذا العمل الحضاري النبيل، ويضيف قائلاً : لقد جئت إلى هنا بمحض إرادتي ورغبتي فالوطن يحتاج من كل واحد منا إلى يوم على الأقل نقدم له خدمة فيه, متمنيا أن يستمر هذا العمل الحضاري طوال السنة وان يكون تقليد سنوي, فيما المواطن حسين عبد الوهاب من أهالي الشارع عبر عن شكره للشباب والقائمين على المركز الوطني الثقافي للشباب الذي يرعى هذه الفعالية النبيلة التي قل ان نجد مثلها. من جانبه اعتبر منصور المخلافي– الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية المظفر- ان هذه المشاركة المجتمعية طيبة, داعيا كل منظمات المجتمع المدني لان تحذو حذو المركز الوطني للشباب بتعز، وان تكف عن المهاترات الحزبية والسياسية، باعتبار ان المنظمات والجمعيات هي شريك ورديف للدولة، وهذا هو دورها الحقيقي، واليوم أصبحنا نرى دورا اكبر لهذه المنظمات من دور الأحزاب التي تدخل في المناكفات السياسية. صلاح الشرجبي – مدير عام مشروع النظافة بالمديرية- قال: ان النظافة مسئولية الجميع وليست مقتصرة على جهة معينة فالمنظمات هي شريك فاعل والنظافة تحتاج إلى تعاون الجميع ولمصلحة الجميع , متمنيا ان يكون تقليد شهري ومستعدين للتعاون مع الشباب في هذا الأمر والتوعية أمر مهم في هذا الشأن حتى يصبح المواطن على درجة من الوعي تقل النفقات التشغيلية للنظافة. ندى احمد سيف تقول: أنها تطوعت من تلقاء نفسها لأنها ترغب في رؤية اليمن نظيفة. وأضافت : نحن لسنا اقل وعيا أو نظافة من الآخرين وكل الناس الحمد لله متعاونين معنا والمواطنين مرحبين بهذه الفكرة! فيما زميلتها أحلام علي قالت: ان المبادرة رائعة من الشباب والفتيات كونها المرة الأولى التي يقوم بها الشباب بهذا العمل العظيم, وهو ما يراه بسام الصراري– صاحب محل ملابس في شارع 26 سبتمبر، مضيفا: انه تلقى جرعة توعية من الفتيات بأهمية النظافة كسلوك ديني وحضاري، مبديا شكره وتقديره لهذه المبادرة الرائعة التي جعلت من شارعه أكثر نظافة لأول مرة. وجاءت هذه الفكرة من الشباب كجزء بسيط يقدمونه لهذا الوطن المعطاء عرفانا منهم بأهمية حب الأوطان الذي يحتاج إلى عمل ملموس يشهد به الناس ومجسد على ارض الواقع بدلا عن توصيات مئات المؤتمرات التي تذهب عادة أدراج الرياح. وكانت مبادرة (طاقات الشباب.. استثمار بلا حدود) التي ينفذها المركز الوطني الثقافي للشباب بتعز دشنت يوم أمس ضمن شبكة التطوع( نحن) بمناسبة يوم اليوم العالمي للشباب الذي يصادف ال12 من شهر أغسطس من كل عام، مستهدفا في برنامجه حملة بيئية تستهدف احد الشوارع المهمة في مدينة تعز ( ابتداء من الباب الكبير وحتى عقبة شارع 26 سبتمبر )، وذلك بإزالة كافة الملصقات على الجدران وتنظيف الشارع وطلاء الرصيف وزراعة أشجار بالقرب من الباب الكبير وكذا توعية أصحاب المحلات التجارية بقانون النظافة والبيئة وبأهمية النظافة. وقال عبد الله عبد الإله سلام- مدير المركز الوطني الثقافي للشباب بتعز- ل"نبأ نيوز": ان هذه المبادرة التي بادر بها أعضاء محكمة الشباب ( احد برامج الشباب ) تأتي بالتعاون مع مشروع النظافة وإدارة المرور بتعز التي تهدف من خلالها إلى تعزيز الهوية الوطنية من خلال المشاركة المجتمعية في الحفاظ على البيئة بالمشاركة العلمية في ان يكون بلدنا نظيفا وجميلا إضافة إلى توعية الشباب والمجتمع بأهمية النظافة والعمل التطوعي ونشر الوعي القانوني الخاص بالنظافة والبيئة جدير ذكره ان المبادرة يشارك فيها 150 شابا وفتاة من محافظات (تعز، الحديدة، عدن، ذمار)!