كشف الدكتور أبو بكر القربي- وزير الخارجية- أن بلاده تجري حالياً اتصالاتها مع البلدان العربية المطلة على البحر الأحمر لدعوتها إلى اجتماع لترى فيه كيف تتحمل مسؤولياتها كمجموعة عربية في حماية أمن البحر الأحمر، كاشفاً النقاب عن أن الرئيس علي عبد الله صالح بحث في لقائي القمة في عمان والقاهرة "كيف تتعاون هذه الدول على تحمل مسؤوليتها على أمن واستقرار البحر الأحمر وخليج عدن دون الاعتماد على قوى أجنبية فيه". وقال الدكتور القربي أن حماية أمن البحر الأحمر لن يتم إلاّ بتعاون الدول العربية المطلة على البحر الأحمر، داعياً إلى إستراتيجية عربية للحفاظ على امن البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، في نفس الوقت الذي رفض تجزئة قضايا الأمن العربي قائلاً: "لا يمكن تجزئة قضايا الأمن القومي العربي على الأرض أو في البحر". وأشار القربي إلى أن زيارة الرئيس علي عبد الله صالح إلى مصر والأردن التي قال أنها جاءت لتشدد على عدم وجود فراغ يستغل من قبل الآخرين، وان اللقاءات التي أجراها الرئيس اليمني مع القيادات العربية جاءت لمعرفة كيفية تعاون الدول العربية لتحمل مسؤوليتها من اجل أمن واستقرار البحر الأحمر وخليج عدن دون الاعتماد على قوى أجنبية فيه. جاء ذلك في حوار أجرته معه "الرياض" السعودية، نورد فيما يلي نصه: @ قام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بزيارة إلى كل من الأردن ومصر، ما ابرز ما تمخضت عنه تلك الزيارة ؟ - الزيارات التي قام بها الرئيس علي عبد الله صالح ركزت على العلاقات الثنائية التي تربط اليمن بالدول التي قام فخامته بزيارتها وهي المملكة الأردنية وجمهورية مصر ومن ثم استعراض الأوضاع الإقليمية سواء العربية أو القضايا التي تهدد الأمن القومي العربي وبالتالي تم بحث مجموعة من القضايا سواء تلك المتعلقة بفلسطين أو بالأوضاع في السودان أو في القرن الإفريقي أما نتائج هذه الجولة فهي أن الرئيس صالح والملك عبد الله الثاني والرئيس مبارك قد تطابقت وجهة نظرهم على أهمية توحيد الجهود العربية وإيجاد المعالجات لهذه القضايا التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة . @ بخصوص القرصنة في البحر الأحمر هل تم طرح هذا الموضوع وهل حصل الرئيس صالح على الدعم اللازم من اجل معالجة ذلك؟ - هناك كثير من المصطلحات سمعنا بها مؤخراً في هذا الخصوص، وأود أن أقول إن البحر الأحمر تحكمه القوانين الدولية البحرية وبالتالي لا يمكن أن يخرج التعامل مع البحر الأحمر عن قضايا مختلف المناطق، الإشكالية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب هي قضايا الأمن التي هي من مسؤولية دول المنطقة في المقام الأول وما تم بحثه في هذه اللقاءات هو كيف تتعاون هذه الدول على تحمل مسؤوليتها على أمن واستقرار البحر الأحمر وخليج عدن دون الاعتماد على قوى أجنبية فيه. @ لكن هناك دولاً أوربية وافقت على المشاركة في قوة لمكافحة القرصنة في البحر الأحمر كيف سيتم التعامل مع ذلك؟ - هذه المعلومات غير دقيقة، القرصنة موجودة قبالة السواحل الصومالية وجزء من خليج عدن وبالتالي هذه السفن مرتبطة بالقرصنة من الصومال وفي متابعة القراصنة الذين ينطلقون من الصومال وهذا القرار الذي تبناه مجلس الأمن . @ ولكن ربما يكون هناك دول أوروبية تستغل فرصة عدم استقرار الأمن في هذه المنطقة كذريعة للتدخل والتحكم في مداخل البحر ومخارجه؟ - كل القضايا التي لا نحسمها نحن كمجموعة عربية في إطار عملنا العربي المشترك وفي معالجة الأوضاع تستغل من أطراف عديدة وكلٌ وفق أجندته الخاصة في المنطقة، ولهذا جاءت زيارة الرئيس علي عبد الله صالح من الحرص على ألا يكون هناك فراغ يستغل من قبل الآخرين. @ المملكة لها علاقة مباشرة بالبحر الأحمر، هل حصلتم على دعم المملكة وما هي وجهة نظرتها؟ - المملكة هي مع تعاون الدول العربية المطلة على البحر الأحمر وتحمل مسؤوليتها لحمايته وأمنه. @ هناك حديث عن احتمالية أن يطلب اليمن مساندة روسيا فنياً في هذا الموضوع لتطوير قدراتها في الأمن البحري؟ - هذا الكلام استنتاجات إعلامية ليس لها أساس. @ على أي أساس سيتم الحفاظ على امن البحر الأحمر؟ - بتعاون الدول فنحن بحاجة إلى اجتماع تدعى إليه الدول العربية المطلة على البحر الأحمر لترى فيه كيف تتحمل مسؤولياتها اولاً كمجموعة عربية في هذا الجانب ويجب أن يأتي هذا في إطار إستراتيجية عربية للحفاظ على امن البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، فأنا اعتقد انه لا يمكن تجزئة قضايا الأمن القومي العربي في البحر أو على الأرض. @ هل تم اتخاذ خطوات واضحة في هذا الموضوع كاجتماعات لجان..؟ - هناك تواصل وتشاور في الوقت الحالي حول هذا الموضوع.