في تطور غير مسبوق بمسار أحداث الجنوب، كسرت عناصر المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم) أخيراً طوق الصمت، ونزلت صباح اليوم السبت إلى شوارع الضالع حاملة العصي والحجارة، لتلقن القوى الانفصالية درساً قاسياً، مفجرة اشتباكات واسعة انضمت إليها جموع غفيرة من العناصر الوحدوية من أبناء الضالع التي فرت أمامها الجماعات الانفصالية، مخلفة ورائها أعلام التشطير التي سحقت بالأقدام. وجاءت تلك الأحداث على خلفية مهرجان أقيم في مديرية "الحصين"، دعت إليه هيئة الحراك الجنوبي بقيادة النائب البرلماني صلاح الشنفرة، وعبده المعطري، وشارك فيه ما يقارب المائة شخص. وقد انفجرت المواجهة عقب قيام الانفصاليين باستفزاز أبناء الضالع من خلال تحركهم بالسيارات وسط الضالع رافعين أعلام الجنوب العربي، والرايات البرتقالية، وهم يهتفون (ثورة.. ثورة.. يا جنوب)، و(بالروح.. بالدم.. نفديك يا جنوب)، ويجوبون المراكز الانتخابية ويعتدون على أعضاء اللجان، ويطردون المواطنين بتهديد السلاح؛ وهو الأمر الذي دفع بمجاميع من أعضاء المؤتمر الشعبي العام إلى النزول إلى الشارع لوضع حدٍ للتمادي. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" توسع دائرة الاشتباكات بالعصي والحجارة وامتدادها إلى عدة مناطق من محافظة الضالع بعد انضمام مجاميع غفيرة من أبناء الضالع إلى عناصر المؤتمر ومطاردة فلول الانفصاليين في الأزقة والحارات وضرب من ظفروا به ضرباً مبرحاً، وإحراق أعلامهم التشطيرية. وتشير المصادر إلى أن الانفصاليين الفارين فوق السيارات اصطدموا بمجاميع شعبية على مقربة من إحدى النقاط العسكرية، الأمر الذي اضطر أفراد النقطة إلى إطلاق الرصاص إلى الجو لتفريق المشتبكين. وقد شوهد عدد من المشتبكين وهم يسعفون إلى المراكز الصحية بعد تعرضهم لإصابات بالحجارة. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" أن معظم المراكز الانتخابية التي كانت مغلقة قد تم فتحها، وباشرت عملها وأن نسبة المراكز واللجان العاملة حالياً في الميدان قد تجاوزت (97%). هذا وتفيد المصادر بأن توجيهات أمنية صدرت في أعقاب الحادث لنشر قوة أمنية كبيرة في مختلف أرجاء المحافظة تحسباً لأي ردود فعل مسلحة من قبل المليشيات الانفصالية التي سبق أن استخدمت القنابل والرصاص في ما تسميه "نضال سلمي"، وشددت التوجيهات على ضبط كل من ينتهك القانون ويحاول الاعتداء على المراكز الانتخابية أو المواطنين، محذرة من أي تهاون أو تراخي في تنفيذ التوجيهات. هذا وتعيش مدينة الضالع لليوم الثاني على التوالي بدون ماء، بعد قيام مجهولين يعتقد أنهم من المليشيات الانفصالية بتفجير أنابيب المياه في منطقة "حجر" التي تعتبر المصدر الرئيسي لمياه الضالع. وأكدت مصادر محلية بمدينة الضالع أن معظم عناصر المليشيات التي تهاجم المراكز هم من العناصر التي كانت متورطة بمجازر المناطق الوسطى ضمن ما كان يسمى بحروب العصابات، والتي تلقت تدريباتها في معسكرات سوفيتية وألمانية شرقية، مبدية قلقاً من احتمال انضمام أبناء آلاف الضحايا بمختلف مديريات الضالع خلال الأيام القليلة القادمة إلى المواجهة في محاولة لاستغلال الفوضى للثار لآبائهم وأمهاتهم وإخوانهم الذين قتلوا على أيدي تلك العناصر- على حد تعبير المصدر.