واصلت إيران تصعيد حربها الاعلامية ضد المملكة العربية السعودية، وحشد الشارع الشعبي والرأي العام للمجتمع الدولي لحرب مذهبية، اتهمت فيها اليوم الثلاثاء المملكة العربية السعودية بأنها "المصدر الاول للقتل الجماعي لشيعة اليمن". فبعد التظاهرة التي نفذها طلاب جامعات إيرانية يوم الثلاثاء 20 أكتوبر الماضي أمام السفارتين اليمنية والسعودية بطهران، عاودت المجاميع الطلابية الجامعية الايرانية اليوم الثلاثاء للتظاهر أمام السفارتين اليمنيةوالايرانيةبطهران، تضامنا مع الحوثيين في اليمن.. وطالب المتظاهرون "بموقف حازم من قبل بلادهم تجاه ما يحدث في اليمن"، كما أصروا على اللقاء بنواب مجلس الشورى الايراني لعرض مطالبهم بشكل مباشر. وخلال التظاهرة، صرح ممثل الهيئة الروحية الشيعية العليا في ايران- اية الله حسين نوري حميداني: ان المملكة العربية السعودية تعتبر "المصدر الاول للقتل الجماعي لشيعة اليمن". الحرب الاعلامية المتصاعدة اتخذت طابعاً شديد الخطورة منذ وهلتها الأولى، إذ لم تشعل شرارتها منابر إعلامية، أو بيانات وتظاهرات شعبية، بل فجرها صناع القرار السياسي الايراني بهجوم ذو لكنة مذهبية بدأ على لسان وزير الخارجية "منوشهر متكي"، لتدخل بعد ذلك بايام قليلة الثكنات العسكرية على لسان رئيس أركان وزارة الدفاع الايرانية، الجنرال فيروز، الذي قال: أن "قتل اليمنيين الشيعة على يد السعودية هو بداية لارهاب الدولة الوهابية الذي يشكل خطورة بالغة على الاسلام والمنطقة"، وحذر من ان الوضع قد يمتد عاجلا او اجلا "ليشمل جميع المسلمين في كل مكان". وفي الوقت الذي لم تتوقف منابر المرجعيات الدينية الايرانية عن شحذ الموقف ضد اليمن والسعودية، فإن الاتحاد الإسلامي للطلبة في "جامعة شاهد" الإيرانية، وجه يوم 18 نوفمبر الجاري تهديدا باقتحام السفارة السعودية في طهران، "ما لم تتوقف الرياض عن التدخل في شؤون اليمن الداخلية"، حسبما جاء في بيان أصدره الاتحاد. وقال البيان الصادر عن الاتحاد: "إن السفارة السعودية، ستكون بمأمن إذا ما كفت الرياض عن تدخلها في شؤون اليمن الداخلية، وبعكس ذلك، فأنه ليس بعيدا عن الأذهان، أن تتكرر حادثة اقتحام السفارة الأمريكية في 4 نوفمبر عام 1980". التعبئة الايرانية لم تتوقف عند حد صناع القرار السياسي، والقيادة العسكرية العليا للبلاد، والمرجعيات الدينية، والجامعات والاتحادات الطلابية، بل أنها دخلت مؤخراً قبة البرلمان الايراني لتهدد بحرب اقتصادية وتجارية ومقاطعة دبلوماسية.. حيث أكد عضو لجنة الأمن في البرلمان الإيراني النائب "حسن كامران": أن وثيقة التعاون التجاري ما بين إيرانواليمن لم يصوت عليها النواب بسبب الأحداث في اليمن، مؤكداً: أن البرلمان الإيراني رفض الوثيقة، وسيطالب بإعادة النظر في العلاقات الإيرانية- اليمنية والعلاقات الإيرانية السعودية. غير ان المفارقة هي أن إيران التي حرّمت المظاهرات الشعبية المعارضة لسلطاتها وقمعتها بالرصاص الحي، وردعت قادتها بأحكام قضائية بالإعدام، هي نفسها التي أحلت التظاهر أمام السفارتين اليمنية والسعودية.. ويبقى السؤال الذي تضعه "نبأ نيوز" أمام الساحتين اليمنية والسعودية هو: يا ترى ما الذي يكبلكم، ويكتم أصوات شوارعكم عن إطلاق صرختكم الجبارة: (لا.. للتدخل الأجنبي بشئون بيتنا العربي)! ألستم أنتم الأولى بالتظاهر لاستنكار قتل أهلكم وتخريب أوطانكم!؟ فلماذا بلعت شوارعكم ألسنتها وأنتم أبناء الأمة الجبارة التي أطاحت بعروش كسرى!