استنفر المجلس الأعلى للحراك الذي يتزعمه علي سالم البيض مساء أمس الأحد جميع قيادات تكويناته الانفصالية، لاتخاذ تدابير "سرية" طارئة تجاه ما ثبت له مؤخراً بأن "المجلس الوطني للحراك" الذي يتزعمه حسن باعوم لم يكن سوى "فخاً نصبته سلطات الاحتلال" للنيل من الحراك، وإنه كان طوال الفترة الماضية وراء التصفيات التي تعرضت لها عناصر المجلس الأعلى- خاصة في الضالع. واكدت مصادر "نبأ نيوز" في الضالع أن ساحة الحراك شهدت مساء أمس تأزماً حاداً، وتوتراً هو الأشد من نوعه، في أعقاب اجتماع سري عقد في منزل أحد قيادات الحراك بمدينة الضالع "الحارة القديمة"، وضم قيادات المجلس الأعلى للحراك "تيار البيض"، وقيادات المجلس الوطني "تيار باعوم"، وأحد قيادات "اتحاد شباب الجنوب" الذي يتزعمه فائد باعوم.. وأوضحت المصادر: أن قيادات المجلس الأعلى اتهمت خلال الاجتماع المجلس الوطني بالوقوف وراء عمليات التصفية التي تتعرض لها عناصرها، وذلك من خلال قيامه بالتغرير بأعضاء المجلس الاعلى وجرهم الى صدامات مسلحة غير مدروسة وطائشة مع الأمن والجيش.. ودفعهم الى التضحية بأنفسهم، في الوقت الذي تقوم فيه عناصر المجلس الوطني بتجنب مكامن الخطر، والانسحاب من كل المواقف التي تندلع فيها مواجهات. واستعرضت قيادات المجلس الأعلى كشوفات حصروا فيها أسماء من وصفوهم ب"ضحايا النضال السلمي"، والتي تضمنت بيانات تفصيلية لكل من أصيبوا، أو قتلوا، أو تم اعتقالهم خلال العامين الماضيين- أي منذ تأسيس المجلسين- والتي حاجج من خلالها المجلس الأعلى بأن جميع القتلى والجرحى هم من أعضائه، ولم تشهد الضالع سقوط أي قتيل او مصاب من أعضاء المجلس الوطني.. معتبرين ذلك دليلاً كافياً وقطعياً يؤكد صحة ما ذهبوا إليه من اتهام..! كما كشفت قيادات المجلس الأعلى بأن المدعو (سيف علي)- أحد قيادات مجلس باعوم- هو من خطط للكمين الذي استهدف فجر الأحد سيارة الضباط العائدين من صعدة، وأودى بأرواح اثنين منهم، وقالوا أنه على الرغم من أن "سيف علي" هو المخطط والمدبر للكمين لكن لم يتعرض أياً من عناصر المجلس الوطني لأي إصابة، مبينين أن "أحمد فضل غالب شعفل، وعميد محمد كردوم" اللذان قتلا في العملية، وكذلك الشخص الثالث المصاب "بسام البتول" جميعهم من أعضاء المجلس الأعلى. وقد استدلت قيادات المجلس الأعلى "أتباع البيض" بتلك الحقائق، وبالعديد من الوقائع الأخرى التي كان مجلس باعوم يخطط لها ويدفع لتنفيذها بعناصر من أتباع المجلس الأعلى، معربين عن دهشتهم كيف فاتهم إدراك هذه الحقائق التي ما كانوا سيلتفتون إليها لولا كشوفات الحصر التي يعدونها للضحايا.. وخلصوا إلى وصف المجلس الوطني بأنه "فخ نصبته سلطات الاحتلال للحراك"- على حد تعبيرهم- للنيل منهم "واخماد ثورة الجنوب، وقمع وتصفية الثوار"..!! وطبقاً لمصادر "نبأ نيوز"، فإن الاجتماع شهد صخباً كبيراً، وتراشقاً من الطرفين باتهامات التخوين والعمالة والارتزاق.. واتهامات بنهب أموال مرسلة من مغتربين لدعم ضحايا الحراك، وعمليات نصب مختلفة.. افضت في النهاية إلى زعل قيادات المجلس الوطني "أتباع باعوم" ومغادرتهم المكان بعد تبادل الشتائم والاساءات البذيئة.. وتؤكد المصادر: أن اتصالات مكثفة أجرتها قيادات المجلس الأعلى للحراك مع تكويناتها الفرعية حتى ساعة متأخرة من بعد منتصف الليل، وجهت خلالها بتدابير طارئة- لم تعرف بعد طبيعتها- لكن من المرجح أن تكون على طريق مواجهة أي تداعيات للموقف المحتدم الذي دخل مرحلة المكاشفة المباشرة، بعد أن كان طول الفترة الماضية لا يتعدى بيانات وخطابات الغمز واللمز، وأحياناً الاتهام الصريح لكن غير المستند إلى وثائق ووقائع مهيئة مسبقاً على غرار ما شهده اجتماع مساء الأحد. جدير بالذكر، أن الخلافات القائمة بين المجلسين لا تتوقف عند حدود تشكيك بالأدوار، بل تتعداها إلى التقاطع الكلي بالاتجاهات، حيث أن المجلس الوطني "أتباع البيض" يدعو الى فك الارتباط والعودة إلى ما قبل 1990م، بينما المجلس الوطني "اتباع حسن باعوم" وحلفائه "أتباع ناصر النوبة، وفائد باعوم" يدعون الى مشروع "الجنوب العربي" الذي لا يعترف بالهوية اليمنية للمحافظات الجنوبية، ويعتبر ابنائها شعب آخر لا يمت بصلة للشعب اليمني..!!