استعرت نيران الفتنة بين عناصر الحراك الانفصالي باشتباكات مسلحة اندلعت مساء أمس الاثنين، وتجددت اليوم بحوادث متفرقة بين أنصار علي سالم البيض في المجلس الاعلى للحراك وبين عناصر المجلس الوطني من اتباع حسن باعوم، بعد مظاهرات شهدتها "طور الباحة"، وتم فيها إحراق صور "البيض" و"شلال علي شايع"، وترديد هتافات تتوعد بالثأر والانتقام.. لياتي ذلك تأكيداً لدقة ما كشفته "نبأ نيوز" من تطورات شهدها اجتماع مساء الأمس. وأفادت مصادر "نبأ نيوز": أن اشتعال المواجهات المسلحة بين مجاميع الحراك جاء في أعقاب مظاهرة حاشدة شهدتها منطقة "طور الباحة" صباح أمس الاثنين، دعت إليها تكوينات "الاتحاد الجبهوي" الذي يضم مجلس باعوم واتحاد شباب الجنوب وهيئة ناصر النوبة للتنديد بمقتل "المقدم فضل عرماش حبيش" و"النقيب غمدان الصبيحي" وإصابة آخرين- وجميعهم من أبناء طور الباحة وردفان- وذلك عندما قامت المليشيات الارهابية التابعة للبيض بالتقطع لهم فجر يوم الأحد بمفرق الأزارق في الضالع أثناء عودتهم من صعدة وتوجههم إلى أسرهم. وفيما شهدت التظاهرات تقطيع وإحراق صور علي سالم البيض وشلال علي شائع، وترديد شعارات تدعو للانتقام والثأر، وتتهم المجلس بالدموية، فإن الأوضاع ما لبثت أن تطورت مساءً إلى مشادات كلامية في الشوارع، وثلاثة اشتباكات متفرقة بالأيدي تم احتوائها.. ثم فلتت الأمور من السيطرة بحلول الليل وانتشار جماعات مسلحة في عدد من مفترقات الطرق الداخلية، واندلاع اشتباكات بين مجاميع مسلحة من الطرفين استمرت لأكثر من ساعتين.. وتفيد المعلومات الواردة هذا الصباح أن التوتر عاد مجدداً وأن المظاهرات خرجت لليوم الثاني على التوالي في طور الباحة، وأن الغالبية العظمى من المشاركين فيها حملوا الأسلحة، وأحرقوا مجدداً صوراً للبيض، ورددوا ذات الهتافات الانتقامية، فيما توارت العناصر التابعة للبيض من الشوارع والمدن خوفاً من الأعمال الانتقامية.. والتي ترجح المصادر أن تمتد هذه الأحداث إلى محافظة الضالع التي يحتفظ فيها المجلس الوطني بأغلبية تفوق بكثير أنصار البيض وشلال. استعار لهيب الفتنة في أوساط الحراك، لم تفجره فقط عملية اغتيال الضباط من أبناء طور الباحة وردفان، بل سبق ذلك بيوم واحد خلال اجتماع مشترك ضم اتباع البيض واتباع باعوم، وجه خلاله المجلس الاعلى اتهاماته للمجلس الوطني بالوقوف وراء عمليات التصفية التي طالت أنصاره خلال الفترة الماضية، مستنداً في ذلك إلى كشوف أعدها بأسماء الضحايا للعامين الماضيين لم تتضمن أي إسم من عناصر المجلس الوطني. وقد أشارت "نبأ نيوز" في تغطيتها لذلك الاجتماع، إلى أن المجلس الأعلى للحراك الذي يتزعمه علي سالم البيض استنفر مساء الأحد جميع قيادات تكويناته الانفصالية، لاتخاذ تدابير "سرية" طارئة تجاه ما ثبت له مؤخراً بأن "المجلس الوطني للحراك" الذي يتزعمه حسن باعوم لم يكن سوى "فخاً نصبته سلطات الاحتلال" للنيل من الحراك، وإنه كان طوال الفترة الماضية وراء التصفيات التي تعرضت لها عناصر المجلس الأعلى- خاصة في الضالع. واكدت – طبقاً لمصادرها- أن ساحة الحراك شهدت الأحد تأزماً حاداً، وتوتراً هو الأشد من نوعه، في أعقاب اجتماع سري عقد في منزل أحد قيادات الحراك بمدينة الضالع "الحارة القديمة"، وضم قيادات المجلس الأعلى للحراك "تيار البيض"، وقيادات المجلس الوطني "تيار باعوم"، وأحد قيادات "اتحاد شباب الجنوب" الذي يتزعمه فائد باعوم.. وأوضحت: أن قيادات المجلس الأعلى اتهمت خلال الاجتماع المجلس الوطني بالوقوف وراء عمليات التصفية التي تتعرض لها عناصرها، وذلك من خلال قيامه بالتغرير بأعضاء المجلس الاعلى وجرهم الى صدامات مسلحة غير مدروسة وطائشة مع الأمن والجيش.. ودفعهم الى التضحية بأنفسهم، في الوقت الذي تقوم فيه عناصر المجلس الوطني بتجنب مكامن الخطر، والانسحاب من كل المواقف التي تندلع فيها مواجهات. واشارت الى قيام قيادات المجلس الأعلى باستعراض كشوفات حصروا فيها أسماء من وصفوهم ب"ضحايا النضال السلمي"، والتي تضمنت بيانات تفصيلية لكل من أصيبوا، أو قتلوا، أو تم اعتقالهم خلال العامين الماضيين- أي منذ تأسيس المجلسين- والتي حاجج من خلالها المجلس الأعلى بأن جميع القتلى والجرحى هم من أعضائه، ولم تشهد الضالع سقوط أي قتيل او مصاب من أعضاء المجلس الوطني.. معتبرين ذلك دليلاً كافياً وقطعياً يؤكد صحة ما ذهبوا إليه من اتهام..! وطبقاً لمصادر "نبأ نيوز"، فإن الاجتماع شهد صخباً كبيراً، وتراشقاً من الطرفين باتهامات التخوين والعمالة والارتزاق.. واتهامات بنهب أموال مرسلة من مغتربين لدعم ضحايا الحراك، وعمليات نصب مختلفة.. افضت في النهاية إلى زعل قيادات المجلس الوطني "أتباع باعوم" ومغادرتهم المكان بعد تبادل الشتائم والاساءات البذيئة.. اقرأ خبر الاجتماع السري: جماعة البيض تتهم حلف باعوم وراء تصفية عناصرها وتعلن استنفارها