قال الرئيس الامريكي باراك أوباما إنه يعتقد أن إسرائيل جادة بشأن السلام مع الفلسطينيين. جاء ذلك بعد محادثات أجراها امس الثلاثاء في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال أوباما لرئيس الوزراء الإسرائيلي إنه يأمل باستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين قبل انتهاء فترة تجميد النشاطات الاستيطانية التي تعهدت بها إسرائيل، والتي تنتهي في شهر سبتمبر/أيلول. من جهته، تحدث نتنياهو عن خطوات ستتخذ في الأسابيع المقبله لتحريك عملية السلام، ولكنه لم يعطِ تفاصيل بشأنها. وقد ظهر الزعيمان جنبا الى جنب في المكتب البيضاوي بعد انتهاء المحادثات التي وصفها الطرفان بأنها ممتازة، وقد حرصا على ان يعكس ظهورهما حرارة العلاقات التي تربط البلدين بعد أن كان الفتور شابها في شهر مارس/آذار الماضي بتأثير الخلاقات على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي. واتفق الطرفان على ضرورة استئناف المفاوضات المباشرة كما عبرا عن قلقهما من البرنامج النووي الإيراني، بينما تجنبا الحديث عن خلافات الماضي حول جهود السلام الأمريكية. وقال أوباما للصحفيين "نتوقع أن تؤدي المفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة".وربما تطلب اقناع الطرفين باستئناف تلك المفاوضات قبل الموعد الذي حدده أوباما ممارسة الضغوط على كليهما. وكرر نتنياهو دعوته للرئيس الفلسطيني محمود عباس بلقائه لإجراء محادثات حول الدولة الفلسطينية. وفي أول رد لعباس ربط استئناف المفاوضات المباشرة بتحقيق تقدم ملموس في المفاوضات غير المباشرة، وقال المتحدث باسمه نبيل أبو ردينة لوكالة فرانس برس للأنباء ان عباس ملتزم بما جرى الاتفاق عليه مع الرئيس أوباما ويصر على ضرورة احراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة حول القضايا الأساسية (الأمن والحدود) قبل الانتقال الى المفاوضات المباشرة. والسؤال المهم الذي ينتظر الإجابة هو فيما اذا كان نتنياهو سيمدد تجميد النشاطات الاستيطانية الذي كان قد وافق عليه تحت ضغط أوباما، حيث من المحتمل أن يؤدي تمديده إلى حدوث شرخ في الائتلاف الحكومي الذي تهيمن عليه أحزاب مؤيدة للاستيطان، أما عدم تمديد التجميد فسيثير غضب الفلسطينيين. الاجتماع يأتي بعد صدع في العلاقات الثنائية ويتجنب أوباما حدوث صدام جديد مع نتنياهو مع اقتراب الانتخابات النصفية للكونجرس في شهر نوفمبر/تشرين ثاني القادم، وحيث تحظى إسرائيل بدعم في أوساط النواب والناخبين. وأكد أوباما على التزامه بما اسماه "المتطلبات الفريدة لأمن إسرائيل"، واستحوذ السلام في الشرق الأوسط على المحادثات بأكملها. وقال اوباما انه يعتقد ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى للسلام، وان اسرائيل جادة في استئناف محادثات السلام المباشرة مع الفلسطينيين، واثنى على ما وصفه ب "التقدم الحقيقي" في قطاع غزة، بعد ان خففت اسرائيل من حصارها الذي تفرضه عليه. كما اكد الرئيس الامريكي انه لن يفرض على اسرائيل اتخاذ خطوات من شأنها تعريض امنها للخطر. مشاريع استيطانية وكانت وزيرة اسرائيلية قد اعلنت الثلاثاء ان اعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة ستستأنف في الخريف المقبل فور انتهاء مفعول القرار الذي جمدت الحكومة بموجبه التوسع في هذه المستوطنات. وعلى صعيد آخر، قالت وزيرة الثقافة والرياضة ليمور ليفنات الثلاثاءانه "ليس هناك ادنى شك في ان اعمال البناء ستستأنف في يهودا والسامرة في الضفة الغربية فور انتهاء مهلة التجميد المقررة" في 26 سبتمبر ايلول. وكانت حكومة نتانياهو قررت بضغط من واشنطن تجميد الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة لمدة عشرة اشهر بغية تسهيل احياء عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.