أكد رئيس رابطة الجالية العربية في بريطانيا عطا الله السعيد، أن عدد المهاجرين العرب في الدول الأجنبية، أي في أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية واستراليا غير الوافدين العرب الذين يعملون في الدول العربية، يُقدّر بنحو40 مليون عربي، وأن السوريين واللبنانيين يشكلون الجزء الأكبر منهم بنحو15 مليون مهاجر، يليهم المغاربة الذين يصل عددهم بنحو3 ملايين مهاجر، ثم المصريين والتونسيين1.5 مليون لكل منهما، إضافة إلى مليون سوداني. وعاد السعيد لتوه من القاهرة بعد مشاركته في المؤتمر الأول للمغتربين العرب الذي نظمته الجامعة العربية بحضور12 وزيراً عربياً مختصاً بشؤون الهجرة والمغتربين والجاليات العربية في الخارج، إلى جانب ممثلين عن الجاليات المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني والأنشطة الشبابية لأبناء الجاليات وغيرها. وقال وفقاً لصحيفة "الرآي" أن "المؤتمر لاحظ وجود ضعف في تنظيم الجاليات العربية في قارتي أفريقيا وآسيا، وانعكاس ذلك على تمثيلهم في المؤتمر"، وتابع أنه حضر المؤتمر ممثلاً عن الجالية العربية في بريطانيا التي يبلغ عدد أفرادها نحو المليون شخص يتحدرون من مختلف البلدان العربية»، معربا عن سعادته للنتائج والقرارات التي تم اتخاذها في المؤتمر والتي برأيه ستعطي دفعاً للجاليات العربية في الخارج وتساعدها على تعزيز مكانتها والإندماج أكثر في الحياة العامة داخل المجتمعات الجديدة التي يقيم أفراد هذه الجاليات فيها. وذكر أن المؤتمر عقد في الأمانة العامة للجامعة العربية وتحت رعاية الأمين العام للجامعة عمرو موسى تحت شعار "جسر للتواصل" وقدمت فيه على مدى3 أيام مجموعة من الأوراق من جانب المندوبين الذين مثلوا الجاليات المختلفة، وأقيمت مجموعة ورش عمل جرت فيها مناقشة الأوراق التي قدِمت شارك فيها الوزراء العرب الحاضرين، وتم الاتفاق على ضرورة الإعلان عن تخصيص يوم سنوياً يطلق عيله "يوم المغترب" لدعم الجاليات في الخارج. وأوضح أن "العرب من جنسيات مختلفة الذين يعملون في البلدان العربية، خصوصاً في دول الخليج والمصريون هم أكبر مجموعة بينهم، لم يدخلوا في التصنيف العام للمغتربين، لأنهم في الأغلب مجموعات من العمال والموظفين الذين ينتقلون للعمل في البلدان العربية الشقيقة ويحافظون على جنسياتهم الأصلية وعلى علاقات مستمرة مع أوطانهم الأصلية وعائلاتهم ويزورونهم باستمرار، على عكس ما هو الحال مع المغتربين العرب في بلدان العالم الأخرى. ففي أميركا اللاتينية، على سبيل المثال، توجد جاليات عربية تعتز بأصولها العربية، على الرغم من أن أفرادها مولودون في أميركا اللاتينية ولم يسبق لهم أن زاروا البلدان التي يتحدر منها أباؤهم وأجدادهم. وأصدر المؤتمر في ختام أعماله بيانا وزع على وسائل الإعلام جرى فيه تثمين مبادرة الجامعة العربية لعقد المؤتمر والدور الذي قامت به إدارة المغتربين في الجامعة نفسها وأعضاء اللجنة التحضيرية، واكد أنه «تم الاتفاق على أهمية دور منظمات الجاليات في المهجر بالنسبة لأبناء هذه الجاليات وتحسين ظروفهم المعيشية، وبالتالي تفعيل تواصلهم مع أوطانهم الأصلية". ودعا المؤتمر إلى التنسيق بين منظمات الجاليات العربية في البلدان المختلفة وتبادل الخبرات للاستفادة من التجارب المختلفة، واستخدام شبكة الإنترنت لإقامة موقع موحد يحقق مزيداً من التواصل بينها، كما دعا لإنشاء مؤسسة إعلامية عربية في المهجر، ومؤسسات حقوقية للدفاع عن حقوق المغتربين العرب والقضايا العربية في بلدان المهجر. إلى جانب دعوة القطاع الخاص في العالم العربي للمشاركة مع الحكومات العربية في وضع برامج تنمية بالاشتراك مع المغتربين العرب. ووجهت دعوة إلى مجالس السفراء العرب في البلدان المختلفة للتعاون مع منظمات المجتمع المدني للمهاجرين العرب ومساعدتهم على تنظيم أنفسهم في أماكن تواجدهم، وتكثيف زيارات المسؤولين من الجامعة العربية إلى البلدان التي يتواجد فيها مغتربون عرب بهدف تشجيعهم على تنظيم أنفسهم وتشكيل لجان لهذه الجاليات ومساعدتها على لعب دور في الحياة العامة في أماكن تواجدها. ودعا المؤتمر إلى فتح بيوت عربية في عواصم البلدان الأجنبية المختلفة كي تصبح عنواناً ومقراً دائماً لنشاطات أبناء الجاليات العربية، ما سيساعد على تعميق الروابط الاجتماعية بين أفراد هذه الجاليات وتعزيز انتماءاتهم الأصلية كعرب، كذلك وجهت الدعوة للجامعة العربية لرعاية الأنشطة المختلفة لدى أبناء الجاليات العربية وتخصيص جوائز تمنح سنوياً لأفضل ناشط عربي في الخارج أو أفضل مؤسسة مجتمع مدني عربية في الخارج. وأكد المؤتمر أن "الكفاءات والعقول العربية في الخارج هي ثروة قومية ودولية هائلة"، داعيا إلى "ضرورة استفادة الوطن العربي منها والاهتمام بها ودعمها وإيلائها مكانة متميزة ضمن الخيارات الاستراتيجية للدول العربية"، وحض "الحكومات العربية على الاهتمام بهذا الجانب وتفعيله وتشجيع الترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية وبالعكس". وكما دعا إلى تشجيع المغتربين العرب على "المشاركة في النشاط السياسي في البلدان التي يقيمون فيها، وحشد كل طاقاتهم لدعم صمود الشعب العربي الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس"، واسترداد كل الأراضي التي احتلتها إسرائيل العام1967، ودعم وحدة الأراضي السودانية ومنع تقسيم السودان، وإنهاء معاناة الشعب العراقي، والمحافظة على وحدة اليمن.