أكد حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) على لسان رئيس كتلته البرلمانية وأمينه العام المساعد أن اليمن لن تتردد بتقديم الدعم المادي أو المعنوي أو الجهادي مهما كلف الأمر لفلسطين، معرباً عن استيائه من تخلي العالم بأسره عن مناصرة الشعب الفلسطيني وتخاذل أقطار الأمة العربية والإسلامية عن نصرته. وقال الشيخ سلطان البركاني في خطاب حماسي أمام آلاف المتظاهرين في المسيرة التنديدية بالعدوان الصهيوني على فلسطين: "أن شعب اليمن هو ذلك الشعب المؤمن الذي أبدى منذ اللحظات الأولى تأييده ودعمه الكامل للقضية الفلسطينية، والذي يؤكد في مختلف المحافل موقف اليمن الثابت"، مؤكداً: " أننا مع فلسطين أرضاً وشعباً وإنساناً ولن نتردد بالدعم المادي أو المعنوي أو الجهادي مهما كلف الأمر". وأضاف الشيخ البركاني: "أن قضية فلسطين ليست شعارات فقط، لكنها قضية محفورة في القلوب والمشاعر والوجدان.. هي قضية شعب تخلى عنه العالم أجمع، وتركه للصهاينة واليهود يقتلونه، ويعبثون به بعد أن تخاذلت عنه الأمة العربية والإسلامية، ولكنه شعب الجبارين- كما قال أبو عمار- انه الشعب الفلسطيني المسلم الأبي". ووجه جمهور المتظاهرين بأن المسيرة ستتوجه إلى مكتب الأممالمتحدة بصنعاء من أجل مناشدة "هذه المنظمات الدولية لتقوم بواجبها الإنساني للدفاع عن الشعب الفلسطيني، ولنعلن للعالم أجمع أن قضية فلسطين لن تموت ما دام هناك شعب حي يناضل من أجلها، ومن أجل الأقصى، والمقدسات.. وأنهم لمنتصرون بإذن الله". ويأتي هذا الموقف من قبل الحزب الحاكم تجاه القضية الفلسطينية ضمن سلسلة من المواقف المعلنة التي سبق للمؤتمر الشعبي العام ترجمتها منذ بداية تأسيسه عام 1982م والذي أعلن في العام نفسه على لسان رئيسه علي عبد الله صالح اعتبار الشهيد اليمني الذي يسقط على أرض فلسطين أو لبنان من شهداء الثورة اليمنية (26 سبتمبر 1962م)، ومنحه كافة الحقوق المادية والمعنوية التي يحظى بها الشهيد الذي سقط من أجل الجمهورية. وطالب الرئيس صالح حينها- حيث كان العدوان على لبنان- قادة القمة العربية بتوجيه جيوشها لمقاتلة العدو الصهيوني بدلاً من حشدها على حدود بعضها البعض الآخر أو استعراضها في المهرجانات. وفي عام 1987م قاد المؤتمر الشعبي العام المسيرات، وشكل لجان جمع التبرعات لدعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت آنذاك، رافضاً الامتثال لكل الضغوط الدولية التي أعربت عن استيائها من ذلك الموقف، واعتبرته تحريضاً ضد إسرائيل. وبعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة عام 1998م لم يكتف المؤتمر الشعبي العام بفتح أرقام حسابات مصرفية لصالح أبطال الانتفاضة ونصرة القضية الفلسطينية، بل دعا الرئيس علي عبد الله صالح في خطاب شهير دول الجوار الفلسطيني إلى فتح الحدود أمام المجاهدين اليمنيين الذين يتضورون لمناصرة أخوانهم الفلسطينيين ضد المجازر الصهيونية البشعة التي دأبت الدولة الصهيونية على ممارسة إرهابها من خلالها ضد شعب أعزل- إلاّ أن هذه الدعوة لم تحظ بقبول من قبل دول جوار فلسطين التي ترتبط بالكيان الصهيوني بمواثيق واتفاقيات سلام.. إلاّ أن الرئيس صالح كسب حينها موافقة القمة العربية الطارئة ببيروت على الانعقاد الدوري السنوي للقمة العربية لبحث تطورات الأوضاع العربية. كما حملت اليمن القضية الفلسطينية إلى قمة الألفية الثالثة، والى مجلس الأمن والأممالمتحدة، والى قمة الدول الثمان الكبرى ومختلف المحافل العربية والدولية مدافعة عن الحق الفلسطيني في الحياة الحرة الكريمة، وفي السيادة على أرضه الأبية وعاصمتها القدس الشريف. ورغم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أدرجت منظمة (حماس) ضمن المنظمات الإرهابية في القائمة السوداء المقدمة للأمم المتحدة إلاّ أن اليمن أكدت علناً أنها تدعم حماس، وترى أن من حقها النضال ضد الاحتلال طبقاً للمواثيق الدولية للأمم المتحدة التي تعتبر المقاومة ضد المحتل حقاً مكفولاً للشعوب.. ورفضت اليمن مراراً ضغوطاً أمريكية لإغلاق مكاتب منظمة (حماس) في اليمن، بل تزامن ذلك مع إصرار يمني على دعوة اليمنيين الى التبرع ودعم الشعب الفلسطيني، وأوقفت حسابات جارية لصالح ذلك، مؤكدة به موقفها الثابت من القضية الفلسطينية وبقية القضايا القومية المماثلة. يشار إلى أن المسيرة الجماهيرية التي خرجت صباح اليوم الاثنين بصنعاء دعا إليها المؤتمر الشعبي العام قبل يومين فقط، واستجابت لها كافة الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والجماهيرية، ومختلف شرائح الشعب اليمني. ((أنظر تفاصيل المسيرة في تقرير مستقل))