قالت وندي شيرمن، نائبة وزير خارجية الولاياتالمتحدة، مساء السبت في توجيه للمراسلين الصحفيين في القدس إنه في اطار تسوية دائمة للشأن الذري الايراني، سيسمح لطهران بالابقاء على ارضها على برنامج تخصيب يورانيوم "لحاجات عملية، لكن يجب أن يكون محدودا ومتواضعا ومراقبا وضيقا ومنضبطا". إن شيرمن التي ترأس فريق التفاوض الامريكي في المحادثات الذرية بين ايران والقوى العظمى الست أضافت تقول: "إنه اذا لم يكن هذا هو الوضع فلن يكون اتفاق". وقالت إن الولاياتالمتحدة كاسرائيل تريد أن توقف تماما تخصيب اليورانيوم في ايران، "لكن هذا توقع غير معقول". وصلت شيرمن الى اسرائيل يوم الجمعة من فيينا مباشرة بعد ثلاثة ايام من المحادثات مع فريق التفاوض الايراني. وستلتقي في الغد وزير الشؤون الاستخبارية يوفال شتاينيتس ومستشار الامن القومي يوسي كوهين وستطلعهما على تفاصيل المحادثات في فيينا. قالت شيرمن في توجيه صحفي في القدس إن القوى العظمى الست وايران "ملتزمة ومهتمة" بالتوصل الى تسوية دائمة للبرنامج الذري حتى 20 تموز. وأضافت مع ذلك أنه اذا احتيج الى اسبوع آخر فان ذلك ممكن، "لكن على كل حال يجب أن تحصل كل اطالة للمحادثات على موافقة ايران والقوى العظمى الست جميعا كي لا يحاول أحد كسب الوقت". وقالت شيرمن فيما بدا رسالة لكبار مسؤولي حكومة اسرائيل واشخاص في مجلس النواب الامريكي يحثون على تشديد العقوبات على ايران، قالت إن الولاياتالمتحدة تتوقع من كل جهة في العالم ألا تشوش على التفاوض. "لا ندخل هذه المحادثات مع نظارات وردية ولسنا نعلم الى الآن هل يمكن التوصل الى حل دبلوماسي"، قالت، "لكن من المهم جدا لفريق تفاوضنا ولشركائنا أن نحصل على المكان والزمان لمحاولة التوصل الى حل دبلوماسي. ستكون المحادثات مع ايران صعبة جدا ولا نستطيع أن نسمح لأنفسنا بأن تجعلها عمليات ما تقوم بها جهة ما، أصعب". وذكرت نائبة وزير الخارجية أن من المهم للولايات المتحدة أن تسمع مواقف اسرائيل في الشأن الايراني بل أن تحصل منها على ملاحظات ونصائح. وقالت شيرمن: "سنوافق احيانا ولا نوافق احيانا لكن من المهم لنا أن نسمع. يوجد مقياس واحد للنجاح وهو ألا تكون لايران القدرة على احراز سلاح ذري. والهدف أن يكون البرنامج الذري الايراني للحاجات السلمية تماما ولهذا فان كلمة السر هي التحقق ثم التحقق ثم التحقق مرة اخرى". وأضافت شيرمن أن جميع المواضيع التي تقلق المجتمع الدولي بشأن البرنامج الذري الايراني ستكون على الطاولة في اطار التفاوض في التسوية الدائمة. وسُئلت هل يشمل ذلك ايضا برنامج الصواريخ البالستية الايراني فأجابت "إن جميع المواضيع التي تقلقنا ستطرح على الطاولة". وسئلت شيرمن ايضا هل ستكون الشبهات المتعلقة بجوانب عسكرية ممكنة للبرنامج الذري الايراني جزءا من التفاوض فأجابت: " يجب أن تحصل قضية الجوانب العسكرية على اهتمام ما في التفاوض. فكلما تقدمت ايران في المحادثات في هذا الشأن مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيكون من المحتمل أكثر احراز تسوية دائمة". وذكرت المسؤولة الامريكية الكبيرة أنه لا توجد منذ بدأ تنفيذ التسوية المرحلية، أدلة تشير الى أن ايران لا تفي بالتزاماتها. وتطرقت الى اللقاء الذي سيتم بعد اسبوع في واشنطن بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الولاياتالمتحدة براك اوباما وقالت إنه يتوقع أن يبحث الاثنان في الشأن الايراني بتعمق. "لا نعلم هل يمكن احراز اتفاق لكن يجب علينا أن نحاول الاستيضاح لأنه اذا لم يوجد اتفاق فستكون الآثار قاسية. نريد أن نأتي باتفاق جيد ونعلم انه يحتاج لفعل ذلك الى عمل مكثف. ولا ننوي أن نتخذ قرارات استراتيجية تتصل بالناس في هذه المنطقة دون مشاورتهم". بل إن شيرمن اضافت تقول إن ايران برغم أنها ليست دولة ديمقراطية فانه توجد آراء مختلفة داخل هذه الدولة في شأن التفاوض مع الغرب وفي شأن البرنامج الذري. "ما زال يجب علينا أن نفحص الى أي حد يستطيع الرئيس روحاني أن يسير وما الذي يستطيع احرازه". وفيما يتعلق بامكانية تجديد كامل للعلاقات بايران قالت شيرمن "ما زالت توجد طريق طويلة الى أن نصل الى علاقات طبيعية بايران".