رائحة شواء أجساد أطفال لبنان الذين شوتهم القنابل الأمريكية التي تحملها طائرات إف 16 وتطير من أراضي فلسطينالمحتلة لتدمر كل شيء على أرض لبنان من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، رائحة هذا الشواء تنشي الإدارة الأمريكية مثلما ينشي الحشيش المدمنين عليه، فقد أدمنت الإدارة الامريكية على شم هذه الروائح منذ حرقها لأطفال أفغانستان ثم أطفال العراق واليوم أطفال لبنان وغداً أطفال سوريا وكل أطفال العالم العربي، حتى يولد الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به كونداليزا رايس وزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية يوم الجمعة الموافق 21/7/2006م في تصريح يشوبه الغرور والصلف والغطرسة، فرحة بما انجزه أسيادها الصهاينة من مجازر بأسلحة وطائرات بلادها في لبنان الذي حولته إلى ركام، معتقدة انها النهاية لكل صوت يرتفع معبراً عن كرهه لبلادها ولصنيعتها إسرائيل، أي شرق أوسط جديد هذا الذي تحلم به هذه المعتوهة؟ نعم انه شرق أوسط جديد ولكنه غير الذي تحلم هي وبلادها به، انه الشرق الأوسط الجديد بقياداته الحرة التي ستولد من رحم هذه المنظمات ومن أتون محارق بيروت والتي ستكون كالأشباح تضرب ولا يراها أحد، وتحرر ولا يمسك بها أحد. شرق اوسط جديد لن يكون لأمريكا موقع قدم فيه ولا وجود، إن شاء الله، لدولة اسمها إسرائيل ضمن جغرافيته، ولا عبيد يرضعون من ثدي أمريكا كما هو الحال الآن ويأتمرون بأمرها. إن ما قامت به إسرائيل بتوجيه ودعم من الولاياتالمتحدةالامريكية ضد لبنان وما افرزه هذا التدمير، لم يبق ذرة واحدة من تقدير أو احترام للولايات المتحدةالامريكية الدولة والإدارة، لدى أي عربي من المحيط إلى الخليج، عدا أولئك الذين يصطفون على بوابات السفارات الأمريكية يقبضون ثمن عارهم كما تقبض، أولئك الذين تحول الإدارة الامريكية مخصصاتهم إلى حساباتهم السرية مقابل ما تفعله هي وربيبتها إسرائيل بالشعب العربي في فلسطينوالعراق والآن في لبنان. هذه المجزرة المجنزرة الأمريكية على لبنان ستحول كل عربي إلى عضو في المنظمات المناضلة مثل حماس وحزب الله، ولن يشذ عن هذا الطريق إلا خائر أو جبان يرتضي العار لوطنه وامته. نعم انها الولاياتالمتحدةالامريكية عدوكم الأول يا عرب، فهل ادركتم ذلك؟ انها تدعم إسرائيل بكل شيء وها هي، حسبما اوردته جريدة «نيويورك تايمز«، ترسل على عجل احدث ما لديها من قنابل تضرب بتوجيه بالليزر، لتقتل شعب لبنان الأعزل وتدمر منشآته وبنيته التحتية وتقتل كل شيء يتحرك على أرضه من بشر وشجر وحيوان وطير وعربات، مواجهة جبانة شجعها على القيام بها الصمت العربي الجبان، وانحياز بعض القيادات العربية. نعم ترسل لها هذا النوع من القنابل بعدما فشلت آلتها العسكرية في فك عضد المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله والتفاف الشعب اللبناني الجسور نحو مقاومته، وتواري تلك الأصوات المؤيدة لها بعد اختلال الميزان وفشل تلك النيران التي تصب على لبنان ليل نهار دون ان تتمكن من النيل من تنظيمات المقاومة، وحتى لو تمكنت باستخدام القنابل الجديدة فإن جيشها ودعم أمريكا لها لن يثنيا المقاومة اللبنانية عن مواصلة كفاحها، فقد صمدت هذه المقاومة 22 عاما حتى تمكنت من تحرير الجنوب اللبناني عام 2000م، وتحلم الولاياتالمتحدةالامريكية حين هي تعتقد ان تحطيم قوة المقاومة اللبنانية ونشر قوة ردع دولية تكون لها اليد الطولى فيها سيوفران الأمن والاستقرار لإسرائيل، وان تطبيق قرار مجلس الأمن 1559 القاضي بنزع سلاح حزب الله وتهميش هذا الحزب، أو إبادته، سيساهم في ميلاد شرق أوسط جديد. العجيب والغريب ان هذا القرار دون سواه هو الذي تتمسك به الولاياتالمتحدة وباقي الدول المنجرفة واللاهثة وراءها وكذلك الدولة الصهيونية، فقبل هذا القرار صدر عن مجلس الأمن 1558 قرارا، نصفها أو أقل بقليل، رغم الفيتو الامريكي، هي ضد إسرائيل دون ان تطالب الولاياتالمتحدةالأمريكية بتطبيق واحد منها وعلى رأس هذه القرارات 193 الذي يقر بدولة فلسطينية على نصف أرض فلسطين والقرار رقم 242 وغيرهما من القرارات. لماذا لم تطبق هذه القرارات؟ التي لو طبقت لما أصبح هناك شاغل يشغل العالم اسمه قضية الشرق الأوسط التي تسببت في الكثير من المآسي والحروب وعدم الاستقرار، ولما قامت خمس حروب عدا حربي الخليج الأولى والثانية وتدمير العراق. لكن الولاياتالمتحدةالامريكية ارادت كل ذلك للشعب العربي وان تبقى ربيبتها في منأى عن هذه المشاكل، ولديها القوة الرادعة والدعم السياسي والمادي واللوجستي الأمريكي لتضرب كل من يحاول النيل منها، وها هي، بحجة أسر جنديين من جنودها، تدمر بلداً كاملاً هو لبنان. وما يجرى للبنان اليوم سيجرى غداً لأي بلد عربي مهما ارتبط هذا البلد العربي بعلاقات ودية طيبة مع الولاياتالمتحدة أو مع إسرائيل نفسها. ........................ نقلا عن أخبار الخليج