شابة يمنية لم تدرس الفن في جامعة أو معهد، لكنها أمس الاثنين احتفت في رواق العفيف بمعرضها التاسع.. ولم تكن وحدها المحتفي فالفنان التشكيلي العراقي الكبير جعفر عبود كان يحتفي بها أيضاً.. وبعد ساعة واحدة من الافتتاح كانت سيدة سورية وأخرى عراقية تعرضان عليها شراء بعض لوحاتها.. لكن لم ير أحد منا انطباعات اللحظة فنقاب الوجه الذي ترتديه كان يكتم أنفاس كل التعابير.. (نبأ نيوز) التقت الفنانة التشكيلية آمال عبد السلام عثمان، وفي زحمة الحضور أخبرتنا أن معارضها التسعة كانت تسافر بين العاصمة صنعاء، ومدينة تعز، وتشارك في "بينالي" القاهرة الدولي السنوي.. فهي في العام الواحد تقيم معرضين إلى ثلاثة.. وترى أن المجتمع اليمني أصبح لديه قبول أكثر للفن، ورغم أن كثيرين لا يفهمون بعض اللوحات لكنهم لديهم الرغبة لارتياد المعارض الفنية. وحين سألناها عن أحب اللوحات التي رسمتها لهذا المعرض، قالت أنهما "حاملات الحضارة" و"عازفات الحضارة"- لأنهن يحملن مشاعرها تجاه اليمن، وتعتبرهن كنوع من رد الجميل لبلدها، وتختصر التعبير بالقول "أحب اليمن موت"! (( انقر لرؤية اللوحات)) لكن اللوحة الثالثة التي أشارت بإصبعها إليها - ولم استطع فهمها- كانت ثمرة سنة ونصف من التفكير.. لأنها رسمتها عن بيت شعر للأمير فيصل آل سعود تحدث فيه عن مولد الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم- وقال أن البحر يحتفل بهذا المولد فأصبح يتراقص ويضرب بالدفوف، فجسدت الفكرة بثلاث لوحات تتابع فيها بداية الإسلام مرحلة بعد أخرى، وكيف تتجمع الأمواج حتى تصبح في أوج القوة.. الفنانة الشابة آمال عبد السلام تستخدم ألوان زيتية على القماش في جميع لوحاتها، وحتى التعابير المجسمة التي شكلتها على بعض اللوحات كانت بالزيت..فهي تقول "أنا أحاول أن أتجدد من خلال اللون".. كما إنها لا تنتمي إلى مدرسة فنية بعينها "ربما بحكم أنني لست أكاديمية، والرسم مجرد هواية، ومشاعر اعبرها، وبعدين أكتشف أنها تنتمي إلى مدرسة معينة.. أنا لا أنتمي إلى مدرسة فاللوحات هي من ينتمي إلى مدرسة"- هكذا وصفت الأمر. آمال التي تخرجت من علم النفس قبل بضعة أعوام ما زالت بغير وظيفة "فالعائلة تحب الفن وأكثر الاحتياجات هم الذين يوفرونها- فالفضل يعود إلى الأسرة"- وبالتالي فإنها لا تواجه مشكلة تكاليف؛ إلاّ أن همها هو أن المؤسسات التي ترعى الفن في اليمن محدودة جداً بالقياس إلى أعداد الفنانين، "وخمس أو ست مؤسسات لا تعمل شيء أمام الكم الهائل من الفنانين، لذلك أتمنى أن تكون هناك قاعات مخصصة للعرض وذات سعة كافية"- ومع هذا فهي ترى "وجود شيء أفضل من لا شيء"! التقت "نبأ نيوز" إلى الفنان العراقي المعروف جعفر عبود، وسألناه عن انطباعاته حول المعرض الذي رأيناه يتطلع إلى كل لوحة منه بتركيز، فرد علينا: "شاركت مع الفنانة آمال عبد السلام في معرض مشترك عام 2000م في هذه المؤسسة – العفيف- كانت ألوانها تحيطها نوع من الكآبة.. تميل إلى استخدام الأسود والرمادي بشكل كبير، أما الآن فألاحظ أن ألوانها تغيرت تماما بعكس ما كانت عليه في السابق- ألوانها الآن براقة، مشعة، فيها تفاؤل وأمل مع نضج في اختيار الموضوع.. أيضا طرأ تغير نحو الأفضل على تكوينات اللوحة". وحول قياسه لنتاجها بالمقارنة لعمر تجربتها الفنية، قال: " لا يمكن قياسها على هذا النحو، لان التجربة الفنية صحيح البعض ينظر لها على العمر الزمني لكن أنا لا انظر لها بهذا المنظار.. هناك بعض الشباب في فترة قصيرة يمكن يقفزون إلى مراحل متطورة جدا إذا ما سعوا، وواظبوا، وبحثوا يمكن أن يصلوا إلى مستوى متطور.. العمر ليس دليل". طلبنا منه أن يوجه نصيحة إلى الفنانة آمال، فرد قائلاً: " نصيحتي للفنانة أن تستمر بالعمل، وتكشف عن نفسها هي بنفسها من خلال تراكم الخبرات التي تكتسبها من الآخرين، فتتكون شخصيتها المتميزة.. لتكن عندها كامل الثقة بنفسها، فهي تقدر تكون فنانة متميزة ذات شأن". هكذا بدت لنا الفنانة الشابة آمال عبد السلام عثمان في الساعة الأولى من اليوم الأول من معرضها التاسع الذي افتتحته عصر يوم الاثنين على قاعة مؤسسة العفيف الثقافية. (( انقر هنا لرؤية لوحات معرض الفنانة آمال عبد السلام))