أغلب الذين يمتلكون الهواتف النقالة المزودة بالكاميرات الحركية والبلوتوث لديهم مقاطع جنسية ومشاهد مخجلة لتصبح لغة وثقافة دخيلة من نوع أخر يعاني منها المجتمع اليمني والمجتمع العربي على حد سواء أو بالمعنى الحقيقي أصبحت ظاهرة تعد من ضروريات الشباب العالمي . وفي مجتمعنا الإسلامي المحافظ، شكلت هذه الظاهرة أزمة حقيقية داخل المجتمع بحكم أنها أصبحت متنفساً ثقافياً، لمشاهدة مقاطع المتعة واللهو في ظل غياب دور الأسرة لمتابعة الأبناء. وقد تكون شريكة فعلية وتوفيرها للشباب يعكس بعدها الاساس في الإنفلات الأخلاقي لدى المجتمعات كونها تروج للغزو الفكري الذي يسعى إلى هدم القيم وفك التماسك الإجتماعي . • ثقافة المجتمع.. والتقليد الأعمى الأسرة اليمنية بشكل خاص والمجتمع العربي عموما يتجهون نحو التقليد الغربي ويتعلمون منه أسواء الاعمال بهدف الثقافة العصرية . لعل جماعات (البرنو) هي من تروج لذلك وكلمة (برنو) مصطلح أجنبي يعنى "البغى" وهو لايقتصر على ثقافة الجنس بل لمن يتاجرون بالجنس ويميلون عقول الشباب وثقافة المجتمعات.. وبالتالي فإن المستهدف الحتمي هو الدين حيث يعتبر الهدف الرئيسي لتغيير الثوابت السامية للعقيدة الإسلامية من خلال تلبية رغبات الشباب وملء الفراغ القاتل عن طريق الإشباع العاطفي والمشاهد الجنسية المثيرة استهوت عقول الشباب من الجنسين بشكل مفرط. • الأسباب والنتائج لقد استطاعت هذه السموم خلال فترة وجيزة أن تسيطر على تلك العقول الضعيفة وتحقق أهدافها حتى جعلت الشباب يتنافسون بحثاً عن مقاطع ومشاهد جنسية محلية من داخل مجتمعاتهم ويتاجرون بها عبر الرسائل القصيرة "البلوتوث" هذه السموم أفرزت داء الانحلال الأخلاقي والأسري داخل مجتمعاتنا فلم تعد الفتاه آبهة بما تفعله وكذلك الشاب. الباحثون والمراقبون الذين رصدوا أسباب تفشي هذه الظاهرة داخل المجتمع اليمني وجدوا أن هناك عوامل كثيرة سهلت انتشارها.. منها دخول أنظمة ال(جي .إس .إم) بخدماتها المتطورة التي غزت المجتمعات وأصبحت في متناول الأطفال . ويؤكد المراقبون أن الانحلالات الأسرية والبيئية جاءت تحت مسمى الديمقراطية التي لم يفهم المجتمع معانيها، مماتسبب في إيجاد مراتع خصبة لهذه الظاهرة خاصة عند غياب الرقابة والاهتمام الاسري وتهاونها المقصود عند اقتناء الأجهزة والتفاخر بها رغم أنها تدرك تماما مدى العواقب الوخيمة المترتبة عليها ، ومع ذلك فإنها مصرة على خوض المعركة الثقافية ذات الجنس المتعدد والانفتاح الفكري الضال. • السرطان المدمر أساتذة علم الاجتماع ينظرون الى هذه الظاهرة على انها اللحظات القاتلة والسرطان المدمر لثقافة الانسان المسلم، كونها من أخطر الظواهر العصرية ، ترتبط بسياسات غربية عدائية حاقدة تروج افكارهم الهدامة في مجتمعات نامية اعتبروها سوقا مفتوحة ومساحة واسعة للاستيطان الفكري بالرغم من أن الغرب وصل الى محاربة ذلك في مجتمعاتهم . إضافة إلى أنها اصبحت مشكلة ومعضلة تقود الشباب من الجنسين الى هاوية الضياع بسبب ضعف الوازع الديني والعقائدي ، والشيء المهم أن الشباب أصبحوا خارج الطاعة الواجبة بينما الاباء فقدوا سيطرتهم التربوية وابتعدوا عن القيم والعادات القبلية الأصولية التي تعارف عليها المجتمع اليمني. من جانب آخر اتفق علماء الاجتماع على أن ظاهرةالعنوسة امتزجت مع الثقافة العصرية ولذلك فإن المرأة بشكل عام تنظر الى نفسها وبحكم العادات والتقاليد الاجتماعية على انها اقل من الرجل ، كون المجتمع يعتبر زواجها سترة لها في ظل ارتفاع غلاء المهور والمتطلبات الخيالية، مما ينعكس ذلك على الجانب النفسي وتظل المرأة تترقب الفرصة المناسبة لتعوض الحرمان العاطفي بنوع من الدردشة والرسائل والصور، وأن كانت محرمة لأن ذلك يخفف من الشعور بالوحدة ويضفى إليها الانسجام من خلال الهاتف المحمول وإن كان مجرد إغواء لكنة أصبح بالنسبة لها واحة للحب والعشق تتدفق منه كل يوم مشاعر جديدة ومشاهد أكثر حرية ومتعة ، إن لم تصل حالتها الى أن تكون فريسة سهلة ولعبة يتداولها العشاق بصورة مؤقتة تقودها الى الانحراف والضياع . • حكايات وقصص روايات وأساطير يعيشها الشباب من الجنسين بثقافة جنسية مذهلة في عالم منفرد ومختلف يسمى الهاتف المحمول بعيدا عن أنظار المجتمع ، يدير قيادته أبناء المال والسلطان والمعالي .. يحملون بأفكارهم سياسة الجنس ويصدرون قوانينها داخل فراغ المجتمع القاتل. • عروض مجانية الطالبة (س. أ ) طالبة جامعية تقول إن الهاتف المحمو ل سبب لها الكثير من المضايقات والاحراجات حيث تفاجأ بعض الأوقات بأشخاص يتصلون بها عشوائيا وعندما يسمعون الرد من فتاه يسارعون الى التحدث معها بأجمل الغزل والحب، ويعبرون عن عواطفهم الجياشة، مما يدفعها الى اقفال السماعة وسرعان مايتحول الحديث إلى رسائل وعروض مجانية عن الجنس شكلاً ومضموناً . وتضيف "أنها استبدلت هاتفها المطور إلى هاتف عادي بسبب تدافع الرسائل والصور الإباحية عن طريق البلوتوث أو الرسائل القصيرة .. وهذا سلوك قبيح وأخلاق هدامة تعبر عن اهلها وكفانا شر ذلك..." • الخلود ... إلى النوم أما الشاب أحمد سالم موظف تحدث بقوله: لا أجد في ذلك حرجاً لأن الفتيات يرغبن في الحديث عبر الهواتف وخصوصا الجنس ، بقصد الراحة والمتعة. وأضاف: أن صديقا له مع علاقة بإحدى الفتيات، وإنه إذا لم يتصل بها ويحدثها عن الجنس فانها لاتستطيع النوم ، لأنها تعودت بشكل مفرط على سماع ذلك ويعتبر بمثابة مسكن للألم والقلق النفسي لها. • قاعات الأعراس أما "أم أحمد" فتقول حول ذلك : لقد تعرضت لمشاكل أسرية كبيرة كادت تؤثر على حياتها الزوجية والأسرية وذلك عندما وجد إحد اقربائها صورتها مع صديق له ، وبعد التحقق من ذلك وجدنا أن تلك الصور التقطت لها أثناء الفرح من قبل أحدى النساء، عند أول تهديد لها تلقته منها بهدف الخروج معها لممارسة الخلوة غير الشرعية مع أحد اقربائها، واستطاعت العثور عليها وتأديبها، لكن ذلك لايجدي في مجتمع مليء بالفساد الأخلاقي والضعف الديني . • صيد القوارير أما الشاب سلطان ع. فقد شرح لنا كيف يستطيع اصطياد الفتيات بقوله: إن اصطياد الفتيات أمرسهل وبسيط بحكم ضعفهن وميولهن العاطفي، فمن المقدمة إلى رقم الجوال الى الحديث الجنسي واظهارالحب والغرام ، وهو مفتاح المرأة خصوصا طالبات الجامعة اللآتي يحلمن بالارتباط أوالزواج وبمجرد العرض يخضعن لممارسة اللهو واللعب بالعواطف وتوسيع العلاقة والارتباطات اليومية وما يترتب على ذلك من ثقافة جنسية وغيرها- على حد قوله. • أنفلونزا عاطفية ويقول أحد الأطباء النفسيين: إن حب تملك الفتاة والشاب للهاتف المحمول ، مرض وإدمان "إنفلونزا عاطفية " لأن كليهما قد تعود على الحديث وسماع الأغاني، لينتهي مصيرهما بالإفراط والوقوع في الغلط المحظور وبعد ذلك تصبح مثل هذه الامور عادة سلوكية مره بعد مراحل تكوينية، يخضع امامها الكثير من الشباب وخصوصا الفتيات من ذوي العلاقة السرية بما يسمى الجنس غير الشرعي من خلال الأعجاب أو الحاجة المادية أوالمقالب الشبابية بهدف الزواج ، بينما الشباب المنحرفون يسعون الى إيجاد أسرة منحرفة، يغررون على الفتيات ومن ثم يمارسون لقاءاتهم اليومية في الملاهي والمنتزهات الفارهة أوالشقق الخاصة بهم ، خاصة من أولاد الأسر الكبيرة.. وهذه ظاهرة بالامكان مشاهدتها في الشوارع العامة دون بحث وعناء وبمجرد المتعة يلتقطون صورا يمارسون من خلالها عملية التهديد لتلك الفتيات ويتم نشرها وتعميمها من خلال الهاتف المحيط بهن وما أكثرها هذه الأيام. • الخلاصة الحديث عن هذه الظاهرة التي سلبت عقول الشباب وقادتهم الى الانحراف والعيش في عزلة جنونية تحت غطاء الثقافة الجنسية يحتاج الى تكاتف دور المجتمع واعادة الثقة وتقوية الوازع الديني من خلال المتابعة والرقابة ومحاربة التفرط الاجتماعي واستيعاب معنى ديمقراطية المرأة العصرية التي يروج لها الغرب ويسعى الى تدمير القيم الانسانية النبيلة والعادات والتقاليد الاجتماعية عبر الهواتف الحديثة ومن غير المعقول أن يحدث مثل هذا في بلد الحكمة والإيمان. *********************