"دايزبم" بمحض الصدفة تبادر إلى مسمعي هذا اللفظ وكنت قد سمعته قبل سنوات طوال من أناس متخصصين في الطب والتمريض والصيدلة. وحتى لا تأخذكم الدهشة فهذا اللفظ هو اسم لدواء يوصف عادة لحالات الاكتئاب وللمصابين بأمراض نفسية وعصبية- بحسب معلوماتي البسيطة حول ذلك. ولكن تلك المعلومات القديمة نوعا ما رسخت في ذهني أن الأطباء لا يحبذون وصف هذا الدواء في كل الحالات نظرا للأعراض التي قد تصاحبه مثل الخمول وارتخاء الأعصاب والنوم الطويل.. ولا أريد هنا أن أستعرض الدواء وآثاره الجانبية، ولندع "العيش" لخبازه، ولنترك الأمر لذوي الاختصاص ليدلوا دلوهم بعد أن نستعرض السبب لتناولنا لمثل ذلك فالأمر ليس بهذه البساطة أو لنثري معلوماتنا حول "الدايزبم" فالأمر- أيها القراء والمهتمين وذوي الشأن- يتعلق بانتشار تعاطي هذا الدواء بين صفوف الشباب واليانعين. وبحسب ما وردني من معلومات أيضا أنه لم يسلم من تعاطيه بعض الأطفال خاصة في الفئات أو الطبقات الدنيا من الشعب مثل المتسولين، أو أطفال الشوارع كما يطلق عليهم البعض وأنا على ثقة كبيرة أن كل من يقرأ هذا المقال لابد وأن تأخذه الدهشة لذلك وتتبادر إلى ذهنه تساؤلات كثيرة كما بدأ الأمر معي. ولكوني من المهتمين بأمور المرأة والطفل لم أترك الأمر يمر مرور الكرام فقد بادرت بالبحث والتقصي حول الموضوع وطرقت أكثر من باب منها لمزيد من المعرفة حول الموضوع ومنها لأتمكن من طرح بعض المعالجات من وجهة نظري المحدودة لأن الأمر بالغ الأهمية ولن يجدي رأيي الشخصي شيئا ما لم تتظافر كل الجهود ويؤخذ الموضوع بعين الاعتبار ويولى أهمية بالغة.. فقد هالني بالفعل ما عرفت حول ذلك فلا تأخذكم الغرابة إن عرفتم أن تعاطي هذا الدواء يؤدي إلى الإدمان عليه، ويسلب متعاطيه الإرادة مثل المخدرات! وليسمح لي القائلون بأن تأثيره أقل فالإدمان إدمان صغر أم عظم ولتعلموا بأن الموضوع قد أخذ كل اهتمامي فقد قمت بالبحث واجراء عدة اتصالات ولقاءات ببعض المختصين في الجوانب القانونية والعلمية والمهتمين بشئون المرأة والطفل وبالتأكيد بينهم فئة الشباب ووجدت أن هناك تساؤلات مشتركة حول قانون مكافحة المخدرات اليمني وما إذا كان القانون يجرم أو يحرم التعاطي لمثل تلك الأدوية، حيث أن هناك قوانين في بلدان أخرى تحرم التعاطي خارج نطاق الوصفات الطبية لهذه الأدوية وتدرجها ضمن قائمة المواد المخدرة ونصت لها عقوبات.. يا حبذا لو يكون الأمر محط اهتمامنا جميعا حرصا منا جميعا على سلامة أجيالنا التي سحقتها الظروف الاقتصادية وعدم وجود فرص عمل تحتويهم من الضياع.. وأناشد هنا مجلس شورى الشباب بضرورة تبني هذا الموضوع فقد لفت نظري اجتماعهم الأخير، وكان معهم الأخ/ وزير التعليم العالي الذي أكد على ضرورة إيجاد فرص عمل للخريجين مؤكدا أنه من غير المعقول فتح أبواب العلم للشباب دون توفير فرص عمل لهم بعد تخرجهم.. كما أناشد حكومتنا الجديدة أن تتنبه لمثل هذا الأمر وأن تجد معالجات مناسبة من وزارة الصحة لأن الاتجار بهذا الدواء بالتأكيد ليس عليه رقابة.. ونناشد هنا شبابنا والمهتمين بشئونه أن نعمل جميعا على تكاتف الجهود لنشر المزيد من الوعي بين صفوف الشباب! وهمسة أخيره لكل شاب أقول علينا أن لا نجعل الظروف شماعة لنعلق عليها ضعفنا كما أنني لست مع اللذين يلقون باللائمة بكل صغيرة وكبيرة على الحكومة فالحكومة لن تطرق كل بيت لتتلمس أوضاعه.. وأي حكومة لن يكون لها عين في كل بيت، ولكن المسئولية تقع على عاتقنا جميعا وأرجو أن أكون قد سلطت الضوء على مشكلة هامة خوفا من أن تستشري بين الشباب- أبناءنا الواعدين، أمل المستقبل المشرق.