حياتنا الاجتماعية متوقفة على التواصل الإجتماعي بين البشر وهي سنة في الحياة لا يمكن الغاؤها .. اختلافاتنا ، خلافاتنا ، مشاكلنا ، كلها قد تحل بوسائل سهلة ..نحن سبق ولا يزال وسيظل لنا ان نعتمدها في حياتنا .. إن أبسط الحلول التي قد تكون ممكنة كحل لبعض المشاكل هي الحوار .. إذن .. الحوار هو طريقة للتفاهم ، التعارف ،التعامل، وحل الخلافات .. هو كلامنا بمعنى آخر .. لكن ماهو النقاش ؟! النقاش : حوار حول قضية معينة يشتمل فيها عدة أضداد كل له رأي حول المسألة وعليه يتم الحوار للوصول إلى نقطة مرسى او نقطة مشتركة ترضي الأطراف .. ويبقى السؤال : هل فهم الكل كيفية النقاش وكيف يناقش ..!! ولماذا يناقش .. ومتى عليه ان يناقش ! وبأي إسلوب وطريقة ! البعض - (الكثيرون من البشر ) - حقاً لا يزال يريد(كورس) ] دورة تعليم كاملة فقط لتدريبه وتوجيهه على طريقة حوار راقية ومهذبة وتعكس شخصيته الحقيقية! عندما تناقش .. اعرف معلوماتك أولاً ! إعلم أن ما تقوله في نقاشك سيكون تحليلاً لمعرفتك ،شخصيتك ، كل شيء فيك ! اعلم مع من تحاور وتناقش ! اعلم أن الآخرين ليسوا أغبياء مثلما تظن ، فتوقع من الغبي أن يفحمك بسؤال طرأ له بالصدفة حتى ! هناك أناس يحبون تصيد أخطاء الآخرين ويوقعونهم في فخاخ الحديث ! لمن يعتقد انه ذكي .. عليه ان يتفادى هذه الفخاخ ! كن أنت ،واثقاً ، ولا تقل إلا ما أنت واثق به ! وأعلم أنك قد تواجه أناس يعلمون الخطأ ولكنهم يجعلونك تقتنع بصحته ، وبهذا تصل بعقلك إلى أن يكون دمية معلقة بخيوط يحركها هذا الشخص بأصابعه وبكل سهولة . ومع ذلك لا تكمن المعضلة هنا .. لأن المشكلة الكبرى حقاً .. في بعض الأشخاص وهم ذو النوعيات التالية : متناقض ، خائف وجبان ، شخص أغلق فكره منذ زمن هؤلاء ..فليكن الرب في عون من يناقشهم ! ( المتناقض ) .. إعلم أنك لن تخرج منه إلا بوجع رأس. و(الخائف والجبان) .. هذا شخص بالواقع قد يكون هو من يبدأ الحوار .. لكنه يخاف من التفاصيل والتعمق فيها لأن مخزونة الفكري ضعيف او بالاصح يخاف ان يقع بزلات هو ليس اهلاً للتعامل معها .. والبعض من هذه النوعية لا يحبون أن يفكروا ، بمعنى أنهم اشبه بمن تخلى عن شيء يسمى (تفكيراً )! أما ( المغلق فكرياً ) .. هذه النوعية لابد أن تبحث عن مفتاح بويب عقله أولاً لتناقشه .. إعلم انه مهما قال لك او وافقك وخرجتم بموافقة من النقاش فإنه ليس مقتنعاً أبداً.. فقط وكأنك طرقت باب عقله وغادرت دون الدخول! أيضاً هناك نوعية ( تفتح نقاشاً طويلاً وجدلياً لن ينتهي ، ويسألك رأيك ! ثم يقول لا نريد التعمق والاسهاب بالحديث في هذا الشأن ) إذا لم ترد أن تناقش أحد وترى أنك لست مستعداً لذلك ، لا تقل ماهو رأيك !! ولا تفتح النقاش من البداية !! اعلم انك بمجرد ان تفتح نقاش يحق للطرف الآخر ان يغرقك بمعلوماته وانت فقط تصمت لتستقبل ، لأنك الشخص الذي يسأل والذي طلب الرأي! فلنكن إيجابيين .. ولنكن طبيعيين .. ولنقل نحن آسفون إن أخطأنا بنقاش .. فلن تخسر شيئاً بتأسفك ! واحترم رأي غيرك مهما كان ، ففكرك غير فكره ، وحياتك غير حياته ، فأنت علي وهو احمد ،وانتِ سارة وهي يسرى وكلكم مختلفون ، ونشأتكم مختلفة فلا تتوقعوا أن ماسيقال دائماً هو ماسيرضيكم . ولنكن لطفاء بحديثنا ،فمهما كانت حدة نقاشاتنا فلنجعلها إيجابية أكثر من ان تظهر بسلبية ، فنحن واعون كفايةً لذلك .