لم يبدر إلى أذهاننا يوما أن نرى فلذات أكبادنا وهم يعانون من مرض خطير نسمع عنه كثيرا فمع طلوع فجركل يوم،وبزوغ شمسه نصحو لنراهم وهم يسرحون ويمرحون بخفةٍ ودلال صحيحي الأبدان ، سليمي الأجساد ،فنسر لذلك ونسعد كثيرا،وتارةً يأخذنا الأسى حين كنا نرى في الماضي أطفال الآخرين وهم مقعدون على الكراسي المتحركة أو يستعينون بالعكازات في مشيهم جراء إصابتهم بشلل الأطفال. غير أن الخطر الذي لا يزال يتهدد أطفالنا من احتمالية عودة الفيروس المسبب لشلل الأطفال من جديد ، قادماً من دول القرن الأفريقي يحمله اللاجئون الذين يدخلون إلى اليمن بطرق غير قانونية ولا يخضعون لأي إجراءات طبية يحتم علينا أن نأخذ الحيطة والحذر من خلال تطعيم أطفالنا باللقاحات المضادة للفيروس المسبب لشلل الأطفال. و بات من الضروري اليوم وأكثر من أي وقتٍ مضى، زيادة التوعية للمجتمع اليمني حول أهمية الاحتراز من هذا الداء الخطير . إن الوضع الوبائي الإقليمي الراهن يبين ظهور حالات بشلل الأطفال في بعض دول شرق المتوسط وبعض ا لدول المجاورة من دول القرن الأفريقي وحرصا على استمرار خلو اليمن من الفيروس المسبب لشلل الأطفال وتجنباً لعودته ما يتطلب منا الاستمرار في العمل للمحافظة على مناعة الأطفال في مستوى مرتفع لضمان وقاية الأطفال دون سن الخامسة في بلادنا من الإصابة بهذا الفيروس وخصوصا بعد ظهور حالات مؤكدة لشلل الأطفال في الصومال وكينيا وأثيوبيا وجنوب السودان ،وامتداده ليصل الى سوريا وفلسطين، لاسيما مع تزايد اللاجئين من دول القرن الإفريقي ودخولهم البلد بشكل يومي ما يعرض أطفالنا لهذا المرض الخبيث. إن خطورة هذا المرض تتمثل في أنه مرض فيروسي شديد العدوى ينتقل من شخص إلى آخر عبر عدة طرق تشمل التواصل المباشر بين شخص مصاب وآخر سليم، وعبر المخاط والبلغم من الفم والأنف، وعن و عن طريق البراز الملوث، بالإضافة إلى الطعام والماء الملوثين بالفيروس. يدخل الفيروس الجسم عبر الفم وتتراوح شدته من عدوى بسيطة إلى مرض يصحبه شلل رخوي في الأطراف خصوصا السفلية من الجسم وينتج شلل الأطفال عن الإصابة بفيروس البوليو poliovirus وقد بدأت الحملة الوطنية ضد شلل الأطفال 2013م التي تستمر من16-18ديسمبر2013م لجميع الأطفال دون سن الخامسة مستهدفة جميع محافظات الوطن الحبيب. فبتكاتفنا جميعا والمساهمات المجتمعية ومد العون من المجالس المحلية وخطباء المساجد وكذلك الإعلام بمختلف وسائله وعبر رسائل التوعية البناءة نصل إلى المستوى الذي يضمن نجاح الحملة الوطنية للتحصين وتغطيتها الشاملة للمستهدفين من الأطفال بلقاح شلل الأطفال.