لعبت المرأة دوراً كبيراً في تاريخ اليمن السياسي والاجتماعي والثقافي قديماً وحديثاً... ولن أزيد شيئاً عند ذكر بلقيس وأروى، ولكن في العصر الحديث ومن مدينة النور، مدينة النشأة الرابطية عدن، تلألأت رائدات العمل الوطني ولكن بعد رحيل المستعمر البريطاني وقمع القوى الوطنية وطمس كل ألوان الطيف السياسي هناك وظهور التطرف اليساري غير المحسوب تحصلت المرأة على بعض الحقوق والمكاسب ولكن ظلت هذه المكاسب حبيسة التوجهات والايديولوجيا، بل وتحولت المرأة إلى مجال للتجارب الغريبة عنها والقادمة من موسكو وهافانا كالمليشيا النسائية، والتي تجاوزت كل العادات والتقاليد والأعراف أكانت دينياً أم اجتماعياً، كل هذا بعيداً عن التمكين الفعلي لها لتلعب دورها المطلوب في مضمار العمل الوطني.. وبعد توحيد الوطن ظلت اختنا مجالاً للمزايدات بين التيارات، وظل كل مايتعلق بها مجرد قولٍ وإن تم فعلاً فلا يتعدى الأمور الشكلية ودون أن نرى دوراً واضحاً في مضمار العمل الوطني، بل وصل الحال بأن يعمل أحد الأحزاب على إسقاطها في آخر انتخابات محلية لمجرد أنها امرأة على الرغم أنها كانت مرشحة لتحالف يضم ذلك الحزب ... أختي. أن يتم هذا في عدن بالذات المدينة الرائدة في تمكين المرأة للعب دورها. أختي .. في حزب رأي خلال أكثر من نصف قرن لم تكن المرأة يوماً مجالاً لتحقيق أهداف تمكين المرأة للعب دورها الطبيعي في مختلف العمل الوطني، ولكنه لأنه تعرض لأبشع صور التشويه والإقصاء والمنع والتحريم والتجريم بل وللسحل والقتل والتشريد لأكثر من ثلاثة أرباع عمره فلم يجد الظرف المناسب ولا الوقت المناسب ليقوم بما يجب فعله تجاه المرأة، على الرغم من تواجد التيارات الأخرى في الشرطين قبل الوحدة إلا أنهم وكأنهم ينتظرون عميدهم للقيام بدوره الريادي المتجدد فما أن تواجد بصورة علنية وطبيعية في الوطن حتى انعقد مؤتمره العام لنجد المرأة قد وصلت إلى مركز نائب رئيس الحزب.. إنه فعلاً الحزب الرائد وفي عدن مدينة النشأة أبى الرابطيون إلا أن يواصلوا الريادة وهي الأمانة التي حملوها من المؤسسين .. كانت المرأة قد تجاوزت 20% من مندوبي المؤتمر العام التاسع المنعقد هناك في يناير الماضي بل أقر ذلك المؤتمر وجوب حصول المرأة على نسبه لاتقل عن 20% من قوام كل الأطر الرابطية وأقر هذا التعديل في نظامه الداخلي، وقرن ذلك بالفعل، ووصلت المرأة في الهيئة المركزية المنتخبة إلى أكثر من 21%، بل واحتلت حوالي ربع لجنتها التنفيذية، كما احتفظت بوجودها نائبة لرئيس الحزب وتواجدت مساعدة للأمين العام، ولم يشأ (رأي) أن يكون وجودها نائبة للرئيس هامشياً وديكوراً، بل حملها كل مايتعلق بقضايا تمكين المرأة والتنظيمات التي تعمل في هذا الإطار؛ ليكون هذا الحزب أول من أقرن القول بالفعل في هذا المجال بعيداً عن المزايدات التي بسببها ظل دور المرأة مجرد رؤى ونظريات بعيداً عن التمكين الفعلي لها. ولم تكذب المرأة الرابطية خبراً فانعقدت تظاهرة كبرى احتفاءً بتطبيق رأي لنهجه لتمكين المرأة الأسبوع الماضي .. التظاهرة التي منعتني ظروفي الأكاديمية والعملية من حضورها.. فتحية وتقديراً لأختنا الرابطية وفي مقدمتهم الأستاذة والنحلة الرابطية نادية مرعي.. وأبت المرأة العدنية إلا أن يكون لها السبق واحتفلت منذ يومين بالتجربة الرابطية الرائدة؛ تقديراً منها لدور (رأي) المتجدد .. ولم يكن التقدير الرابطي أقل منه، فقد حضر هذه الاحتفالية وفد رفيع برئاسة الأمين العام وعضوية نائب الرئيس لشئون منظمات تمكين المرأة ونائبة رئيس دائرة التدريب والتأهيل. وعند نشر هذه السطور تكون الأستاذة نادية مرعي نائبة الرئيس قد حلت ضيفة على شاشة قناة يمانية للحديث عن الانتخابات والمرأة، وأتوقع أن يكون قد تمَّ الحديث عن التجربة الرابطية حول تمكين المرأة.. همسة: أختي الرابطية في الفروع.. نتمنى أن نراك تنافسين في هذا المضمار ولم تتمكني من لعب دورك في إطار منطقتك مالم تسعِ أنت للعب هذا الدور والحزب أعطاك طرف الخيط.. نتمنى أن تسيري على خطه لا أن تمسكه واقفة أو تقطعيه.. فهل نرى الوهج النسائي الرابطي في كل المدن والقرى اليمنية؟ إنا لمنتظرون..