تحولت ندوة خصصت لدراسة متطلبات المرحلة المقبلة من خلال الانتخابات الرئاسية إلى مهاترات حادة بسبب تشيع نسبة من الحضور لمرشحيهم، ومهاجمتهم للأطراف الأخرى وهو ما أخرج الندوة عن سياقها. الندوة التي أقامها صباح اليوم منتدى الناقد العربي بعنوان (مرشح الرئاسة ومتطلبات المرحلة القادمة) وشارك فيها نخبة من السياسيين والأكاديميين ارتكزت على سؤالين هما ماذا نريد بشكل عام على كل مستويات حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من مرشح الرئاسة القادمة وما هي الصفات والمعايير التي بموجبها يستحق مرشح الرئاسة الوصول إلى سدة الحكم بما يتواءم ومتطلبات المرحلة القادمة لليمن على كل الأصعدة. وقال أحمد الصوفي أحد المشاركين في الندوة كجواب على السؤال الأول إننا لا نتكلم عن الناخبين فقط وإنما نتكلم عن أمة تحاول أن ترد اعتبارها وتتجاوز معضلات التطور التي تقف في طريقها مشيراً إلى ضرورة أن تكون هذه العملية السياسية مدخلاً للتصالح مع ما تريد تحقيقه مؤكداً حرصه على أن تكون السلطة علامة من علامات الرشاد والسوية وأن تستولي على الفضيلة والحكمة. من جهته رأى الدكتور أحمد قطران أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة صنعاء أن هناك سؤالاً جوهرياً هو على أي درجة يقف اليمن في سلم السياسة هل في أول خطوة أم أنه لم يضع رجليه بعد كونه منصوباً أمام الأعين بموجب الدستور فقط موضحاً أن تبادل التهم بين السلطة والمعارضة هو ما أصبح واضحاً أمام الجميع بينما الثروات الوطنية تتعرض للعبث كذلك القيم والدين وحقوق الإنسان مؤكداً أن الجميع يتبنى الفلسفة العبثية ويصر على ذلك. وأوضح الدكتور عادل الشجاع أن الأحزاب السياسية اليمنية أخطأت في المرحلة الماضية عندما اعتمدت في تفكيرها على النموذج وأسقطت التنمية من حسابات التقدم والتخلف وأكدت تأكيداً مسرفاً على المثل الكلية أو الإيديولوجيات ظناً منها بأن هذه الإيديولوجيات تستطيع أن تصوغ الناس وفقاً لرؤاها مضيفاً أنها عندما أسقطت التنمية من حساباتها إنما عطلت أكبر مصادر القوة في الأمة. واقترح نقاطاً رآها كفيلة بالخروج بالدولة في وقتها الراهن إلى دولة حديثة ودولة مؤسسات خلال السبع السنوات القادمة منها التحرر من دائرة الجدل العقيم بين السلطة والمعارضة والتفرغ للتنمية كذا نقل السلطات من الأشخاص إلى المؤسسات، والتخلص من الرابطة القرابية، إلى جانب تحقيق الحرية للجميع وذلك عن طريق تحريرهم من حتمية الاعتماد على من هم في السلطة لتأمين معيشتهم، فضلاً عن ضرورة جعل رئيس الدولة بمنأى عن هموم الدولة اليومية من سياسية واقتصادية وحزبية من أجل خلق الاستقرار في رئاسة الدولة. الدكتور عيدروس نصر ناصر عضو مجلس النواب أكد أن المرشح الذي يستهدف النماء والاستقرار لليمن هو ذلك الذي سوف يتوخى العدالة في توزيع الثروات وغيرها على عامة المواطنين وليس في توزيع الثروة على المقربين ويجب أن يكون في برنامجه صنع يمن خال من الأزمات وبهذا يكون الرئيس الذي ينقل اليمن من واقعه المعاش إلى واقع التطور واللحاق بركب العالم المتقدم. وكان الدكتور عبد الواسع الحميري رئيس منتدى الناقد العربي قد أكد في بداية الندوة أن هذه اللحظة ليست لحظة تبادل سلمي للسلطة وإنما تهيئة لذلك مشيراً إلى أن الدولة المؤسسية لم يكتمل بناؤها حتى الآن موضحاً حاجة اليمن وشعبه لدولة تبنى المؤسسات لتستطيع الفصل بين سلطة الرئاسة وسلطة الشخص نفسه. واختتمت الندوة فعاليتها بأعنف مما بدأت من مهاترات كلامية قادها مشاركان متطرفان في تشيعهما لمرشحيهما.