بلاشك سيكون اليوم تاريخيا مشهودا في الذاكرة الاماراتية ففيه دخل الاماراتيون عهدا جديدا في مسيرتهم السياسية حيث انطلقت في هذا اليوم ولأول مرة في تاريخ هذه الدولة العربية الفتية عملية الانتخابات البرلمانية التي ورغم كونها جزئية وغير مباشرة الا انها تشهد تنافسا كبيرا، حيث يتنافس فيها 439 مرشحا لشغل 20 مقعدا هي نصف عدد اعضاء المجلس الوطني الاتحادي. ووفقا لبرنامج الانتخابات فقد تم توزيع العملية الانتخابية على ثلاثة ايام خصص اليوم للانتخابات في كل من اماراتي ابوظبي والفجيرة فيما تجرى في باقي الامارات يومي 18 و20 من الشهر الجاري. ويبلغ عدد المرشحين عن امارة ابوظبي اكثر من 100 مرشح يتنافسون على 4 مقاعد هي نصف عدد اعضاء ممثلي الامارة في المجلس الوطني الاتحادي، فيما يتنافس على مقعدين في امارة الفجيرة اكثر من 50 مرشحا. وفي هذا اليوم وقبيل بدء عملية الاقتراع بساعة ترصد وكالة الانباء اليمنية " سبأ " مختلف الاراء والمواقف الاماراتية والتي تناولتها الصحف الاماراتية الثلاث الكبرى " البيان " و " الاتحاد " و " الخليج " . *صحيفة " البيان " اعتبرت ان هذا اليوم من الأيام التي ستظل محفورة في ذاكرة أبناء الوطن، حيث يكتمل العقد الجميل حول خارطة الإمارات، لقد تحقق حلم المؤسسين للدولة في ترسيخ حقوق المواطنين، إذ تم خلال المرحلة الماضية إنجاز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وقالت " ها نحن اليوم نبدأ الخطوة الأولى نحو المشاركة السياسية، وفي الوقت ذاته تدخل الإماراتيه لأول مرة معترك العمل السياسي، سواء مرشحة لعضوية المجلس الوطني الاتحادي أو مشاركة ضمن اللجان الانتخابية، فمشاركة المرأة جنبا إلى جنب مع الرجل، ظاهرة حضارية، وحق سعت إليه المرأة وحصلت عليه، ومن الواجب علينا تمكينها منه ". وأضافت : " هذه البداية تؤكد أن الإمارات استفادت من تجارب الدول الشقيقة فيما يتعلق بحقوق المرأة وهي بذلك تطبق ما جاء به دستور الدولة، بل إن عدد المرشحات في هذه الانتخابات الأولى التي تجرى اليوم فاق أعداد المرشحات في انتخابات الدول الشقيقة المجاورة الأسبق في التجربة ". واعتبرت أن المشاركة في الانتخابات واجب وطني، وعلى جميع أعضاء الهيئات الانتخابية أن يؤدوا دورهم في ترسيخ الثقافة السياسية من خلال الالتزام بممارسة حقهم السياسي. مؤكدة على إن المواطنين يعيشون هذه الأيام العرس الديمقراطي، وعلى الجميع أن يكونوا على مستوى هذا العرس. *اما صحيفة " الخليج " فقد كتبت تحت عنوان " فضاء الديمقراطية " تقول " منذ السطر الأول لدستور الإمارات، وتلاقي إرادة الشعب والحكام على قيام الاتحاد وإرساء قواعده، كان الوعد باتجاه السير قدماً نحو حكم ديمقراطي نيابي متكامل الأركان وبناء مجتمع تحدد هويته في كونه مجتمعاً عربياً إسلامياً متحرراً من الخوف والقلق والفاقة ". واضافت " وحينما يتوجه اليوم ناخبون لاختيار نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، فإن الوطن يستحضر في ذاكرته هذا السطر الأول من دستوره، بعدما أنجز مرحلة التأسيس، وانتقل الى مرحلة التمكين، وعمادها المشاركة الشعبية في القرارات وبناء المستقبل. نعم. إنها الخطوة الأولى لتمكين المواطن والمواطنة من التعبير الحر عن الرأي في انتخاب المرشح المناسب والكفء. اليوم، وما بعد هذا اليوم، يتحرك المواطن والمواطنة، في اتجاه سهم التاريخ، لممارسة حقهما في التعبير، واختيار ممثليهما، تعزيزاً لمنسوب المناعة الوطنية، وبث ثقافة التمكين، في عالم النهار الساطع الذي أنجزته هذه الدولة خلال 35 عاماً. وحين يتوجه اليوم ناخبون الى صناديق الاقتراع، يوجهون رسالة واضحة مؤداها أن شعب الإمارات على موعد مع اختبار جديد، يقيس منسوب فاعليته، وحضوره في العالم المعاصر، ومع برنامج موعود بالتحقق، ومفتوح على آفاق أوسع، ليس بمقدور أحد أن يصادرها. نعم. إنها لحظة حاسمة تختبر فيها جدية الناخب، ومدى حرصه على السباحة في نهر الديمقراطية، وترسيخ تقاليدها وقيمها. وقالت الصحيفة "إن الإقبال الكثيف على الاقتراع في هذه التجربة الديمقراطية، هو الطريق المعبد والسالك نحو الغد الديمقراطي المتكامل الأركان، وهو أيضاً مؤشر للرشد السياسي، وتصميم على التحليق في فضاء الديمقراطية الواسع فلتندفع هذه التجربة الصحية بحكمة واتزان، ومن غير خوف، الى أقصاها . *كتاب اماراتيون من جهة اخرى خصص عدد من كتاب الاعمده الاماراتيون اعمدتهم لهذا الحدث التاريخي وتحت عنوان " بداية مرحلة " كتبت الكاتبة الاماراتية فضيلة المعيني في صحيفة البيان تقول : " حسبنا اليوم هذه الخطوة المهمة التي خطتها بلادنا في إفساح المجال أمام العمل الديمقراطي عبر تفعيل دور المجلس الوطني الذي لا ننكر دوره والمهام التي كانت ملقاة على عاتق أعضائه في دوراته السابقة التي بدأت مع قيام الدولة ". واشارت الميعني الى انه ومع التطور الذي شهدته الامارات بمختلف قطاعاتها،كان لابد من أدوار جديدة ومهام أخرى يؤديها في مرحلة لا تقل أهمية عما سبقتها فكانت الانتخابات، وإن كانت جزئية فإن الوطن يعِّول عليها كثيراً ويتطلع إلى المزيد ويتوقع من المجلس أيضاً أكثر. واضافت المعيني : " المرحلة المقبلة تأتي بعد 35 سنة من عمر الاتحاد، اكتسبت خلالها الدولة الكثير، وأضافت الكثير لأبنائها الذين تسلحوا بمختلف فروع العلم وأدركوا جيداً مفهوم الحرية والديمقراطية ووعوا تفاصيله ووعدوا بتقديم ما يجب عليهم عمله ". اما الكاتب والمسرحي الاماراتي مرعي الحليات فقال ان هذه هي الخطوة الأولى باتجاه الهدف الكبير الذي أقرته ورسمته القيادة من اجل الوصول إلى الانتخابات العامة في المرحلة الأخيرة من مراحل تطوير آليات وأساليب اختيار أعضاء المجلس الوطني، معتبرا ان ثقافة جديدة يدخلها المجتمع وأفراده من اجل المشاركة الفاعلة في صناعة القرار الداخلي والتبني الفاعل لأبناء الوطن الذين يحملون في دواخلهم حماسة العمل الوطني والمشاركة. واعتبر ان هذه الخطوة تمتلك ريادتها لجهة السبق ولكونها محطة مهمة في تحويل آلية اختيار أعضاء المجلس الوطني من آلية التعيين إلى آلية الانتخاب، بغض النظر عن أسلوب إنتاجها كخطوة أولى وكونها محكومة بشرط التحرك في إطار هيئات انتخابية معينة من قبل الحكومة ومتحكم في امرها، الا ان هذه الهيئات الصغيرة والتي لا تمثل إلا نسبة قليلة من المجتمع ستمارس على الأقل الخطوة الابتدائية الأولى في فضاء الانتخاب، والمردود الذي يفترض ان نصفق له ونفرح له هو انه فعلا قد تحقق على ارض الواقع مهما كانت بساطته، وان هذا الفعل الوليد الصغير بإمكانه أن يكبر وان يعم وان يراكم خبرة وخبرات عملية وان يؤسس ويؤصل لخطاب الديمقراطية وحرية الرأي، وان يسهم في تأسيس ملامح حياة برلمانية تنعكس على فكر الأفراد وسلوكهم، وهذا قد جاء في أجندة عمل تطوير آليات اختيار أعضاء المجلس الوطني بأسلوب الانتخاب، حتى وان كان جزءاً على مراحل. ففي النهاية كل ما يريده المواطن من عضو المجلس الوطني هو ان يكون اداة توصيل لأحلامه وطموحه وانعكاسه الشفاف ونبضه الحي . اما الاكاديمي الامارتي الدكتور محمد عبد الله المطوع فقد اعتبر ان الحراك السياسي في الإمارات، يعتبر نقلة نوعية لم تكن تخطر ببال الكثيرين من أبناء هذا المجتمع، ولعل الداعي لذلك، أنه خلال فترة وجيزة، لا تتعدى خمسة عقود من الزمن، وثلاثة عقود من عمر الدولة الاتحادية، تحول المشهد السياسي الإنساني، بدرجة تكاد أن تكون ثورة، بكل ما تحمله كلمة الثورة من معان، أي التحول من الجانب السلبي إلى الجانب الإيجابي، من عدم توفر الفرصة لأن يحصل إنسان الإمارات على الحقوق الأساسية مثل حق اكتساب المعرفة والتعليم بل وأسباب الحياة الكريمة، إلى مرحلة جديدة توفرت له فيها كل الحقوق، وبات التعليم والعمل والسكن والكهرباء والماء والهاتف متاحا للجميع، وهاهو الآن يحصل على الحق السياسي سواء أكان الانتخاب أم الترشيح، الذي شمل كل فئات المجتمع بما في ذلك المرأة التي اكتسبت حقوقها السياسية كاملة. واعتبر إن التطور الحديث في مجتمع الإمارات، في هذه المرحلة خاصة، ما هو إلا نتيجة لمراحل سابقة، خطا من خلالها الرعيل الأول، الخطوة الأولى نحو رؤية مستقبلية لواقع جديد، لعل الجميع يذكر أن تعليم المرأة، في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، في مجتمعات الخليج والجزيرة العربية، كانت معركة حقيقية بين القوى المحافظة والقوى التقدمية. واشار الى أن التراكم الكمي للعملية التعليمية، ومساندة السلطة السياسية لأبناء الوطن في المساهمة التنموية بمفهومها الشامل، اقتصاديا، أو اجتماعيا،أو سياسيا، ساهم في خلق الوعي بأهمية واجبات المواطن الإماراتي، آخذين بعين الاعتبار أن العقد الاجتماعي، هو الفيصل في علاقة أفراد المجتمع. تبقى حقيقة واحدة وهي أن القرار في هذه المرحلة يعود إلى الهيئات الانتخابية في كل إمارة من إمارات الدولة، والهيئة الانتخابية تدرك كما يدرك الكثيرون من أبناء المجتمع أن المرأة مؤهلة ليس منذ اليوم الأول، بل منذ عقود لتأخذ مكانتها في الحياة والمجتمع. فالمرأة منذ بداية القرن الماضي، وقد تكون قبل ذلك كانت مطوعة، تحفظ الأطفال والفتيات القرآن الكريم، والقراءة والكتابة، شأنها في ذلك شأن الرجل. اما علي العمودي الكاتب اليومي بصحيفة " الاتحاد " فقد خصص عموده اليوم لل " في اليوم المشهود " حيث كتب يقول : " تنطلق في هذا اليوم المشهود في أبوظبي والفجيرة أولى مراحل العرس الانتخابي، على أن يتواصل بعد ذلك في بقية الإمارات حتى العشرين من الشهر الجاري، بحسب الجدول المحدد في تجربة تعد نقطة فاصلة في مسيرة العمل السياسي على الساحة المحلية وعلى امتداد الأيام القليلة التي سبقت إغلاق الحملات الانتخابية تابعنا توجهات المرشحين وترتيب أولوياتهم للعديد من القضايا الوطنية، وحماس كل منهم في طرحها تحت ''القبة الزرقاء'' ولاحظنا كذلك الحماس غير العادي من ابنة الإمارات للمشاركة بقوة في أول تجربة للانتخابات البرلمانية تشهدها الدولة حماس يعبر عن حجم مشاركة المرأة وما وصلت إليه في مجتمع الإمارات العصري بفضل ما حظيت به من دعم على أعلى المستويات القيادية.وبعد أن حددت اللجنة الوطنية للانتخابات أماكن المراكز الانتخابية في مختلف إمارات الدولة، قامت اللجنة بتخصيص حافلات لنقل أعضاء الهيئة الانتخابية إلى مراكز الانتخاب لتسهيل وصولهم إليها، وحددت لكل من يرغب في استخدام هذه الحافلات أماكن التجمع. وفي هذا اليوم المشهود نأمل أن ينعكس الحماس الذي لمسناه خلال الحملات الانتخابية في صورة تواجد كثيف للناخبين، وإقبال يعكس توق ابناء الإمارات على مواكبة تطلعات القيادة الرشيدة في توسيع دائرة المشاركة الوطنية، ونحن في أول الطريق والتجربة باختيار نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي. وليتذكر الجميع أن صوته أمانة يمنحه لمن يتوسم فيه أو فيها حسن التمثيل والتعبير. وهذه التجربة ستؤسس بلا شك لانطلاقة جديدة في أداء المجلس الوطني الاتحادي، وتفعيل دوره بما يعبر عن المستوى الذي تحقق للدولة، وإثراء خصوصية تجربتها وتجارب مجالسها المحلية والاتحادية على امتداد الخمسة والثلاثين عاماً من عمر الدولة الفتية. نأمل أن يكون الجميع على مستوى الحدث من خلال التواجد والمشاركة بكثافة في هذا اليوم المشهود. اما ابن الديرة وهو كاتب عمود يومي في صحيفة " الخليج " فقد كتب تحت عنوان" يوم استثنائي " يقول : " المراد من اختيار أعضاء الهيئات الانتخابية، بهذا الكم والنوع، أن يكونوا أنموذجاً مصغراً للمجتمع في هذه المرحلة الانتقالية، وهي الممهدة للمرحلة الثالثة الدائمة التي ستشهد الانتخابات العامة المباشرة وفق قانون انتخابات عامة متقدم ". والمطلوب ان يحقق الناخبون بدءاً من اليوم في أبوظبي والفجيرة ذلك “الأنموذج"، وأن يوصلوا الرسالة على الوجه الأكمل والأحسن، فيكون الحضور الكثيف المأمول، ولا يتغيب أحد إلا بعذر قاهر لا سمح الله. واعتبر ابن الديرة ان نجاح خطوة اليوم بالأسلوب الأمثل إسهام في إنجاح التجربة ككل، وبداية بشارة حقيقية لتأسيس ثقافة انتخابية في مجتمعنا، ضمن برنامج معمق ومدروس لتحقيق التنمية السياسية. مؤكدا انه في تحقيق التنمية السياسية، من غير ريب، تحقيق أهداف عامة عدة، أهمها تثبيت دعائم وأركان ما أنجز حتى الآن، وما يؤمل في غد، من التنمية بكل وجوهها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. سبأنت