قال أستاذ السياسة وعضو لجنة الخارجية في البرلمان الدكتور منصور الزنداني أن لقاء فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية مع القيادات الغربية وبالذات الرئيس الأمريكي جورج بوش " تدل على نجاح الدبلوماسية اليمنية وقدرتها على اختراق الحواجز السياسية الدولية التي تريد اليمن منعزلا". وأكد الزنداني أن القمة اليمنية الأمريكية ستسهم في تطوير العلاقات بين البلدين بكل أبعادها الاقتصادية والسياسية . وأعتبر لقاء الرئيسين اليمني والأمريك بأنه من اللقاءات النادرة مع القيادات الغربية , وقال في حديث خاص مع " سبأنت": " هي مناسبة استثنائية للتعبير عن هموم ومشاكل المنطقة وكذلك لتنمية العلاقات العربية والاسلامية مع الدول الغربية". وأشار إلى أن حديث الادارة الأمريكية مع أي زعيم عربي لا يتوقف عند الشأن المحلي وانما عن كل قضايا المنطقة . وأكد أن أهمية اللقاء بين الرئيس صالح وبوش يأتي من كون المنطقة تمر بظروف صعبة وتشهد تطورات خطيرة وأولها القضية العراقية التي فشل التدخل الأمريكي فيها . وقال" إن اللقاء يأتي بعد تأكيد العرب في قمة الرياض على ثباتهم نحو مبادرة السلام لحل الفضية الفلسطينية وهو أمر يتطلب من أمريكا أن تدرك فحوى الرسالة العربية الموحدة". وحذر الزنداني من أن فشل هذه المبادرة تفتح خيارات أخرى كمقاطعة الدول التي لها علاقة دبلوماسية مع اسرائيل أو المواجهة العسكرية.. وقال" العرب يدركون أن الولاياتالمتحدة لديها القدرة والامكانيات التي تستطيع من خلالها الضغط على اسرائيل للاستجابة إلى عملية السلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية". واشار عضو لجنة الخارجية في مجلس النواب إلى أن قضية التوتر القائم بين واشنطن وطهران سيكون له نصيب من المباحثات اليمنية والأمريكية , وقال " هناك موقف سياسي أمريكي واضح وصريح بمنع ايران من استخدام الطاقة النووية أو انتاجها وفي المقابل هناك اصرار جاد وقوي من طهرن للمضي في قدما لتحقيق غاياتها الوطنية". وأضاف" انعكس الخلاف الأمريكي الايراني على الدول العربية حيث أن العرب أعلنوا في قمة الرياض عن توجههم الحقيق والموحد لامتلاك الطاقة النووية لاستخدامها في أغراض سلمية". وأكد الزنداني أن المنطقة تشهد بؤر توتر جديدة ذات أبعاد دولية واقليمية وقطرية, وقال" لقاء الرئيسان فرصة لمناقشتها وايصال الرؤية العربية حول هذه القضايا للادارة الأمريكية". واشار إلى قضية أكد أهميتها " معنية التوثيق بين مفهوم الارهاب الذي تستخدمه الولاياتالمتحدة ألأمريكية للتدخل في شؤون المنطقة وحق هذه الشعوب في الدفاع عن نفسها". واكد الزنداني أن اليمن اختارت خيار الديمقراطية مثل كثير من الشعوب لكنه أشار على ان الاشكالية تكمن في " الدول الغربية تريد ديمقراطية بانتاج أمريكي وأوربي أي تلتقي نتائجها مع المصالح الغربية". وقال " نحن كشعوب سواء في اليمن أو العالم العربي والاسلامي نأمل أن تكون لهذه اللقاءات مردودات ايجابية في المستقبل القريب ". واضاف" هناك مجالات لتوطيد التعاون مع الشعب الأمريكي خاصة في جوانب الاستثمار, ولسنا اليمنيين وحدنا نرقب نتائج القمة اليمنية الأمريكية والجميع يأمل أن تتوصل لحل المشاكل العربية العالقة والحل السلمي للأزمة ألأمريكية الايرانية". واشار الزنداني إلى ان اليمن واحدة من من اهم الدول في المنطقة ولا يتم تجاهلها " وهي تتقدم كثيرا في المجال الديمقراطي والانفتاح الاقتصادي ". من جهته الدكتور أحمد الكبسي استاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء أكد أن العلاقات اليمنية الأمريكة الآن في أوجه ازدهارها . وقال الكبسي ل" سبأنت": الزيارات الدورية لرئيس الجمهورية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ولقائه بالرئيس الأمريكي جورج بوش تدل دلالة واضحة على تطور العلاقات بين البلدين. واضاف" القضية الفلسطينية والاوضاع اللبنانية وما تمر به المنطقة من ازمات متكررة ناهيك عن الأوضاع في القرن الأفريقي هي في مقدمة جدول اعمال مباحثات الرئيسين". وأشار إلى أن زيارة رئيس الجمهورية لواشنطن " تعكس المكانة التي أصبحت اليمن تتبوأها على الصعيد الاقليمي والدولي "، مؤكدا أن وضوح الرؤيا لدى رئيس الجمهورية وبعد النظر يجعل له مكانة كبرى لدى الساسة الأمريكيين. ويعتبر الدكتور الكبسي المشاكل التي تشهدها المنطقة بأنها " ساعدت في بلورة العلاقات وحددت مساراتها". وقال " الرئيس في مقدمة القادة العرب الذين أصبح تحترم آراؤهم" ، مشيرا إلى أن مبادرة السلام العربية ايدتها اليمن في قمة الرياض وقبلها قمة بيروت وأن موقف رئيس الجمهورية واضح من القضية الفلسطينية . واعتبر الترويج للمبادرة العربية بأنه ينم عن فهم ووعي وقناعة عربية , وقال" الرئيس هو ذلك الرجل الذي يحمل الهم القومي العربي و مبادرة السلام وإن كان لم يكلف بها اليمن رسميا لكنه يروج لها". واشار الكبسي إلى أن " تطور العلاقات جاء أيضا نتاج لنجاح الديمقراطية اليمنية والتي جاءت بخيار اليمنيين ". وقال" التطور الملموس منذ انتخابات 1994م البرلمانية وبعدها الرئاسية في 99 ومن ثم المحلية في 2001 والنيابية 2003 والرئاسية والمحلية 2006 أكسبت نجاحات وتطور في العملية الديمقراطية في البلاد". وأكد ان اليمن تحمل هم المنطقة " وأن الرئيس وضع في أولوية جدول أعماله للقاءه بالرئيس الأمريكي تلك الهموم". وقال " الاهتمامات المشتركة للعلاقات بين الدولتين وفي مقدمتها علاقات التعاون الاقتصادي ما بين اليمن والولايات إضافة إلى محاربة الإرهاب" أهم القضايا المطروحة. وأكد أن اللقاءات المتعددة مع القيادات الأمريكية المختلفة تدل دلالة واضحة على عمق وقوة العلاقات والمصالح المشتركة بين اليمن والولاياتالمتحدة. وكان رئيس الجمهورية لخص أولويات اهتمامه على رأس مباحثاته مع نظيره لأمريكي بالتأكيد قبيل مغادرته صنعاء بالقول" المبادرة العربية تمثل اليوم خياراً عربياً ودولياً واقعياً لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة, إستناداً الى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي – الاسرائيلي" . وقال رئيس الجمهورية :" ما من شك أن اليمن وأمريكا تربطهما شراكة متطورة في مختلف المجالات ومنها مكافحة الارهاب". سبانت