أوصى المشاركون في ندوة " القرصنة البحرية قبالة السواحل الصومالية وتداعياتها على الأمن في اليمن " بضرورة العمل من أجل تطوير قدرات قوات خفر السواحل اليمنية للمساهمة الفاعلة في مواجهة ظاهرة القرصنة والتقليل من آثارها التي تهدد حركة خطوط الملاحة الدولية . وأشارت توصيات الندوة التي نظمها المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية في ختام أعمالها اليوم إلى أن الأوضاع المتدهورة في الصومال واستمرار الحروب في هذا البلد بما خلفته من تأثيرات في انهيار الدولة كان من أهم الأسباب التي أدت إلى تنامي ظاهرة القرصنة البحرية والسطو المسلح على السفن في هذه المنطقة وشددوا على أهمية الجهد الدولي من أجل حل المشكلة الصومالية وإحلال السلام ودعم الحكومة المنتخبة حتى تتمكن من المساهمة في تعزيز أمن خطوط الملاحة الدولية. كما أوصى المشاركون بضرورة العمل من أجل تطوير وتحديث قوات خفر السواحل اليمنية بما يمكنها القيام بمهامها في حماية السواحل اليمنية من القرصنة والتهريب بكل إشكاله وأنواعه والمساهمة في الجهود الدولية المبذولة للحد من هذه الظاهرة . وأشادت التوصيات بالجهود التي تقوم بها القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في التصدي لأعمال القرصنة وتعزيز وحماية المياه الإقليمية من تلك الأعمال الخارجة عن القانون . وأكدت على ضرورة التنسيق الدائم والمستمر بين اليمن و دول المنطقة والعالم والمنظمات الدولية ذات العلاقة من أجل ضمان تأمين هذا الممر الدولي والحد من خطر الظاهرة وانتشارها لما تمثله من تهديد يمس حركة التجارة العالمية . وأوضح عميد المعهد الدبلوماسي السفير عبد القوى عبد الواسع الارياني أن الندوة خرجت في جلستها الختامية بالعديد من التوصيات والمقترحات التي سترفع إلى القيادة السياسية.. مشيرا إلى أنها تضمنت الآليات والتصورات اللازمة للتصدي لظاهرة القرصنة البحرية والسبل الكفيلة بالقضاء عليها قبل أن تتحول المنطقة إلى بؤرة للتدخل الخارجي . وقال إن المشاركين أشادوا بالجهود الحكومية في تأسيس وتجهيز مركز مراقبة القرصنة وتبادل المعلومات المقرر أن يتم افتتاحه في مارس المقبل في العاصمة صنعاء والذي سيسهم في مراقبة السواحل اليمنية وطرق الملاحة الدولية في خليج عدن والبحر الأحمر لضمان سلامة حركة السفن في هذه الممر الحيوي . وأشار إلى إن المشاركين أكدوا في توصياتهم على قدرة اليمن على حماية أمن وسلامة مياهها الإقليمية ومضيق باب المندب وخليج عدن .. وشددوا على أهمية وجود دعم دولي للجهود التي تبذلها اليمن في سبيل تأمين طرق الملاحة في هذه المنطقة . وأوضح الدكتور الارياني أن المشاركين في الندوة الذين مثلوا العديد من الجهات ذات العلاقة والجامعات اليمنية ناقشوا في يومهم الثاني العديد من الأوراق والأبحاث التي تناولت أسباب ظاهرة القرصنة وتداعياتها على الأمن القومي اليمني وعلى أمن واستقرار دول المنطقة والاقتصاد الدولي والتجارة العالمية . كما تناولت الأوراق والأبحاث المقدمة الجهود اليمنية في مكافحة الظاهرة وآفاق التعاون اليمني مع المجتمع الدولي في إطار مواجهتها وتأمين الممرات التجارية جنوبي البحر الأحمر .