لازالت حوالي 60 في المائة من حرائق الغابات تتأجج في أنحاء ولاية نيو ساوث ويلز الاسترالية حتى اليوم الأربعاء بعدما أسفرت عن مقتل شخص وتدمير مئات المنازل. وأفادت تقارير اعلامية بأن الحرائق التهمت ما يزيد على 40 ألف هكتار منذ اندلاعها يوم 17 أكتوبر الجاري. ويكافح الآلاف من رجال الإطفاء الحرائق حيث يعد اليوم أشد الأيام خطورة.. وتنبأ مكتب الأرصاد الجوية بأن ترتفع درجة الحرارة وتصل سرعة الرياح إلى 100 كلم في الساعة بالولاية. وأكدت الشرطة المحلية توجيه تهمة اشعال الحرائق بالقرب من نيوكاسل وهنتر فالي إلى ثلاثة مراهقين، فيما لا يزال التحقيق جاريا. وأفادت هيئة الإذاعة الاسترالية نقلا عن خبراء الطوارئ بأن عجزا مكتسبا ترك الاستراليين في المدن الكبرى غير مستعدين للتغلب على الكوارث الطبيعية. وذكر الخبراء أنه هناك حاجة ماسة إلى إعادة النظر في اعتماد المواطنين على خدمات الطوارئ والمساعدات النقدية إذا ما أرادت استراليا أن تنجو من الكوارث. وقال خبير الطوارئ بجامعة تشارلز ستورت لويس وينتر أن المواطنين ينبغى أن يكونوا مستعدين للاعتماد على أنفسهم لمدة ثلاثة أيام على الأقل في حالة عدم قدرة خدمات الطوارئ على مساعدتهم.. غير أن الغالبية ليس لديهم خطط جاهزة للتنفيذ. فأى حريق كارثي في مناطق الغابات يمكن أن يتسبب في نقص في المياه والطاقة وتوقف في حركة النقل واضطراب في حركة المرور، حيث قال وينتر إن المدن سريعة التأثر بهذه الاخفاقات. من جانبه، ذكر النائب السابق لرئيس مجموعة إدارة الكوارث بولاية كوينزلاند جيم مجوان أنه رغم تحذير الثلاثة أيام، إلا أن سكان برسبان ظلوا غير قادرين على إتخاذ إجراءات مناسبة خلال الفيضانات التي حدثت في عام 2011. وأضاف مجوان قائلا إنه عندما حلت الفيضانات، خرج الناس لشراء السلع المجمدة ولكن مثل تلك السلع هى من أوائل الأشياء التي ينبغي التخلص منها، فالسكان المحليين ليس لديهم فكرة أنهم سيعيشون بدون كهرباء أو غاز عندما تحل كارثة ما. كما حذر من أن تأكيد الحكومة عزمها منح مساعدات نقدية عقب الكارثة سيزيد العجز المكتسب إلى حد ما. الجدير ذكره أن حرائق الغابات تحدث في استراليا بشكل متكرر خلال فترة الصيف جراء طقسها الجاف والحار.. وتلتهم حرائق الغابات مساحات كبيرة من الغابات سنويا، ما يتسبب في خسائر في الأرواح والممتلكات.